Announcement

Collapse
No announcement yet.

د. جميل حمداوي ( آليــــة التحبيـــك ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • د. جميل حمداوي ( آليــــة التحبيـــك ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

    د. جميل حمداوي ( آليــــة التحبيـــك )
    - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

     آليــــة التحبيـــك:
    تفتقر رواية:" ألواح خنساسا" لبنسامح درويش إلى الحبكة السردية التقليدية المعهودة القائمة على الصراع الدرامي بين القوى العاملية(المرسل والمرسل إليه، والذات والموضوع، والمساعد والمعاكس). فهنا، تتراءى لنا حبكة شذرية شاعرية فانطازية، تنبني على تداخل الشعر والسرد، وتتحول الحبكة إلى خطابات منولوجية ذاتية وقصائد شعرية مغناة. بمعنى أن الرواية قصيدة شعرية تهيمن فيها الوظيفة الشعرية على الحكي السردي. وعلى الرغم من ذلك، فهناك حبكة سردية تشتغل على تناقضات العالم العلوي والعالم السفلي، والصراع بين عالم الغرابة وعالم الألفة، والتنابذ بين عالم الفيزياء وعالم الميتافيزياء، والتأرجح بين عالم القبح وعالم الجمال، والتردد بين عالم الوعي وعالم اللاوعي:
    " ترى،
    هل الإنسان هو العالم السفلي في ذاته؟
    هل يحدث التردي النهائي للكائن عندما يهوى رويدا،
    في فضاءات الإنسان المظلمة؟
    وهل سموت الآن حقا؟
    وهل نجوت من سعير الحيرة وقرف الحياة البشرية؟
    أي نعم! أنا الآن جوهر مغاير لما كنته،
    وكل شيء يخالط مزاجي أو يعلق بإدراكي،
    يصير خالدا ومستنيرا.
    وإن كنت ما أزال أحس بهزة من الارتباك تخالج كياني،
    كلما عن لي أن أعرف هل أنا سيرورة أم قطيعة،
    فيتراءى لي في كل رجة خيط من الظلام،
    يربطني مثل حبة مشيمة برحم العالم السفلي،
    وتلمع في أغواري نيازك فاتنة من الماضي المقرف السحيق،
    فأحس بها تقعص كينونتي وتشوش وجداني،
    فهل يليق بي أنا خنساسا العظيم،
    أن أحمل ولو بذرة واحدة من ذلك الحقير:
    هومي الحباك؟!
    ففي البدء كان الالتحام وحده،
    كان العالم السفلي ملتحما بالعالم العلوي في الماوراء،
    وكان النور والظلمة مضطجعين في زمكان واحد،
    وكان الإله والإنسان شحنة واحدة ترفل خارج المادة،
    وكانت الأرض متحدة بالسماء في غمرة السديم المستدام،
    ولما حدث الانفصال جراء اللذة القصوى،
    ظل كل نقيض يحمل ذكرى نقيضه،
    وظل كل غريم يتوق جاهدا للقضاء على غريمه،
    لكن..بدون جدوى!"#

    هكذا، يحتدم الصراع الدرامي بين السارد الحقيقي (الكاتب) والسارد المزيف (خنساسا)، كما يتضح ذلك جليا في آخر الرواية، حيث يسعى السارد الحقيقي للإيقاع بخنساسا الخائن، والتخلص من جبروته واستعلائه وتماديه في الفساد، كأني بالكاتب يتخلص من كوابيسه الواقعية اللاشعورية، التي أرغمته على سفر سندبادي غريب في مخيال فانطازي، تنديدا بالواقع البشري المتعفن بالذلة والرداءة والدناءة والخساسة.
Working...
X