Announcement

Collapse
No announcement yet.

د. جميل حمداوي ( آليــــة التشذيـــر ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • د. جميل حمداوي ( آليــــة التشذيـــر ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

    د. جميل حمداوي ( آليــــة التشذيـــر )
    روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

     آليــــة التشذيـــر:
    قسم الكاتب روايته إلى تسع شذرات أو لوحات شعرية مفصولة بالفراغ البصري، كما وزع الشذرة الواحدة إلى شذرات فرعية مفصولة بمربعات صغيرة دلالة على نهاية الشذرة، وانتقالا إلى شذرة أخرى. ويعني هذا أن الرواية خاضعة لمنطق التقطيع والتقسيم والتشتيت على غرار الكتابات الشذرية المعروفة في الفكر الغربي فلسفة وإبداعا وشعرا وسردا ومسرحا. وبالتالي، فكل شذرة في الرواية تستقل بدلالاتها ومقاصدها، وتشكلاتها البصرية الكاليغرافية، وتأملاتها الفلسفية، ووقائعها السردية. ويلاحظ كذلك أن ثمة مجموعة من اللوحات السردية الشاعرية قد قسمت إلى متواليات ومقاطع شذرية مفصولة بالفراغ أو نقط الحذف أوالمسافة البصرية الموسعة، كما يتضح ذلك واضحا في هذه اللوحة الشذرية:
    " كانت أنواع من العطور شتى،
    تفوح بالمجان من السيدات،
    وتدشن اشتباكها السافر في البهو،
    في انتظار بداية العرض،
    لما بدأت بداية العرض،
    لما بدأت تستبد بأمعائي زخات المغص،
    وجلجلاته المتلاحقات؛
    وبدأت خطواتي تختل، وأنا أحاول حبس السيلان،
    الذي يكاد زمامه يفلت من شرجي،
    حتى إنني اهتديت من تلقاء إستي
    إلى منهاج محنك في كبح الانفلات؛
    بتسريب جرعة محسوبة بمنتهى الدقة،
    من سائل الأمعاء إلى الكيلوت،فجمعت لأول مرة في جسدي الواحد،
    بين لسع الوجع ودبيب الجمال،
    من خلال تصويب الذات نحو تضاريس العارضات.

    ثم................................................ ...
    ثم..هرعت بمجرد إسدال الستار
    متماوجا نحو مرحاض المحطة..
    المحطة الطرقية القديمة:
    البوابة الحديدية الخضراء ذاتها؛
    المرحاض ذاته، الباب الخشبي المتآكل ذاته،
    الجدران المنقوشة.......اء ذاتها،
    القصعة الموزاييك الرقطاء ذاتها،
    والاختناق الأبدي ذاته.

    لم يكن ثمة بد من اقتحام العتمة،
    وتلمس موضع للقدمين؛
    لم يكن ثمة بد من الإقعاء،
    لينهرق السائل الأصفر بسلاسة من إستي؛
    كما لم ينهرق من قبل،
    محدثا هريرا ناعما يخطف الأسماع؛
    ذاك الهرير السلس المتهافت الذي نفخ الغبطة في كياني،
    وجنحني بريش الابتهاج.
    فشرعت أهتك غشاء الغبش عن الأشياء حوالي،
    وأجز بمقص النور وبر المكان..."#

    إذاً، فهذا النص قد تم تقسيمه إلى شذرات شاعرية وتأملية، مفصولة بالبياض البصري، والفراغ الأبيض، والمساحة البصرية الموسعة.
Working...
X