Announcement

Collapse
No announcement yet.

مظاهر شخصیة و أسرة ( ابن الرومي ) وتدينه وتشيعه - بقلم مزكان حسين بور

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مظاهر شخصیة و أسرة ( ابن الرومي ) وتدينه وتشيعه - بقلم مزكان حسين بور



    بقلم مزكان حسين بور
    ناقدة وكاتبة إيرانية




    ابن الرومي: حياته الشخصية والأدبیة

    أسرته:
    قد مضي ابن الرومي معظم أيامه في عزلة و إنزواء «نکب ابن الرومي بجميع أفراد أسرته، بأبيه وأمه و أخيه وخالته،فبقي لا معين له في الدهر يعضده،ولا ملاذ له في الشدائد يدخل العزاء علی نفسه وکان قد تزوّج ليجد راحة بعد العناء،وأمناً بعد القلق،وأنساً يدفع الوحشه،فرزق أولاداً ثلاثة رأی فيهم نعمة الإيراق بعد اليباس وإطلالة الأصل بعد اليأس .وأصغر هؤلاء هبة الله و أوسطهم محمد،وأمَّا أکبرهم فلم يذکر اسمه، ولکن الدواهي لم تغفل عينها وعن إيذائه، فأقبل الموت ينتزع من دنياه الواحد تلو الآخر من صبية ،حتی ثکلهم جميعاً فبکاهم،ثُمَّ رزيء بأمهّم بعدهم فبکاها .». [9]
    تدينه وتشيعه:
    إنَّ ابن الرومي کان یميل إلی طريق الحق و يعتمد علی أموره إلی الله (تعالی) کما ظهر في شعره:
    «يَـشـهـدُ الله أنَّ دينــــي ديــن يـرتـضـيـه شـهـادةَ ومـغيـبـــا
    لَم أعـانِـد بِه الـطـريـقَ، و لا أضــ حَـي لَـدين المَـعـانَـديـنَ نَسيـبـــا
    وکـفـی شـاهَـداً بِـذاک مـلـيـک لَم تـزل عَيـنـَه عَـليَّ رقيـبــــا».

    [10]
    کما نری « له في مودة ذی القربي من آل الرسول ،صلوات الله عليه و عليهم، أشواط بعيدة ، ودفاعه عنهم من أظهر الحقائق الجلية. وابن الرومي متشيع، بقصيدته القوية المتفجعة التي رثی بها الشهيد يحيي بن عمر العلوي الَّذي قام علی العباسيين.فليس عجيباً أن يصرح ابن الرومي بعدائه لبني العباس و بتشيعه للعلويين مع أن أباه کان مولی لرجل من بيت العباسيين، و قد جمع ابن الرومي إلی التشيع الاعتزال،وفي شعره ما يدل صراحة علی ذلک،والمعتزلة يقولون باختيار الإنسان لأفعال وخلقه لها،حتی يثبتوا الله العدل حين يحاسب الناس علی أعمالهم التي ارتکبوها بمحض اختيارهم،لا بطريق الجبر عليهم. لقدکان ابن الرومي شاعراً،مسلماً، مومناً، متديناً، وما عرف عنه أنَّه إتخذ لنفسه مذهب الفلاسفة أوکان ضعيف العقيدة مزعزع الإيمان مثل بشاربن برد وسائر الشعراء.» [11]
    مظاهر شخصیته:
    يوصف أخلاق ابن الرومي« بأنَّه دقيق الحس،عصبي المزاج،تغلب عليه السوداء ،فيثور، ويشتد غضبه ويسلط لسانه إذا عبث به عابث،ولکن سريع الرضی،صفوح إذا استرضی. وکان يحب الحياة و ينتعشها مع ما لقي فيها من بؤس وشقاء والحياة عند لذة يتطلبها و يستمتع بها و اللذة عند شهوة إلی الجمال يتعبه أينما بدأ له فيستعذبه في وجوده الملاح، و في أصوات المغنين و القيان، و في الطبيعة و ما عليها من صور و ألوان و اللذة عند شهوة إلی المآدب،فهو منهوم لا يشبع من طعام و فواکه و شراب و طلبه لهذه الملذات علی فقره و حرمانه،جعله يحسدکل ذي نعمة، فيتمناها لنفسه،ويستکثرها في صاحبها وجعله يلحف في السؤال يعاقب و يتذلل حتی يتبغض. وکان علی حبه للتکسب يجبن عن ادراک رزقه، فقد يدعوه بعض الأمراء فما يجرؤ أن يصير إليه لأنه يخشي الأسفار ويخفيه البّر والصيف والشتاء. فهو موسوس،ضعيف العقل، متشائم، متطير. ومن صفاته الحسنة أنَّه کان صادق المودة لأصحابة،محباً لأولاده و أهله عطوفاً علی الفقراء و المساکين». [12]




Working...
X