Announcement

Collapse
No announcement yet.

جعفر عبد الحميد مخرج عراقي بخبرته ينتج عمل سمعي بصري - عدنان حسين أحمد

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • جعفر عبد الحميد مخرج عراقي بخبرته ينتج عمل سمعي بصري - عدنان حسين أحمد



    المخرج العراقي جعفر عبد الحميد
    المخرج جعفر عبد الحميد: أسلوبي أمدّني بخبرة هامة لإنتاج عمل سمعي بصري

    لندن - عدنان حسين أحمد

    تتميّز التجربة السينمائية للمخرج العراقي جعفر عبد الحميد "المقيم في لندن منذ أواسط الثمانينات من القرن الماضي" بالتأني والعمق والحذر.. فلقد سبق له أن أنجز عدداً من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة مثل "اختبار سياقة"، "ساعتا تأخير" "عينان مفتوحتان على اتساعهما" قبل أن ينجز فلمه الروائي الأول "ميسوكافيه" الذي حقق حضوراً لافتاً للانتباه في العاصمة البريطانية لندن حينما عرض في مهرجان ريندانس العام الماضي، وسوف يعرض الفلم في مهرجانات عالمية قادمة. لا يقتصر دور جعفر عبد الحميد على الإخراج حسب، فهو يكتب النقد السينمائي أيضاً كلما سنحت له الفرصة. وللتعرف على أبعاد تجربته الإبداعية عموماً التقيناه وكان لنا معه الحوار التالي:

    الرؤية السينمائية

    *قبل أن تنجز بعض الأفلام الوثائقية والقصيرة كتبت نقداً سينمائياً في صحيفة "الحياة" اللندنية و"كراسات السينما" الفرنسية. أين كانت تنصبّ نقودك السينمائية، وما هي الموضوعات التي تفضل أن تتناولها في دراساتك التنظيرية؟
    -في الفترة التي كنت أحضِّر فيها ماجستير دراسات سينمائية، أرسلت إلى صحيفة "الحياة" اللندنية عدداً من الموضوعات ركز كل واحد منها على شريط كنتُ قد شاهدته في صالات العرض. وتم نشر هذه المقالات تباعاً مع بداية عام 2000 في الملحق السينمائي الأسبوعي لـ "الحياة" والذي يشرف عليه الأستاذ إبراهيم العريس. وأود أن أذكر هنا الباب التي يفتحه الأستاذ إبراهيم مشكوراً أمام الكتاب الشباب في ملحق سينما. وفي مطلع عام 2002، نُشرت لي مجموعة من المواضيع في مجلة "سينما" التي كانت تصدر في باريس. وكما في صحيفة "الحياة"، فإن المقالات التي نُشرت لي بمجلة "سينما" كانت تتناول تحليلاً لشريط سينمائي معين، مع محاولة لوضع النص المراجَع ضمن سياق السينما من ناحية الموضوع، والرؤية والمدرسة السينمائية وما إلى ذلك من نقاط التقاء للشريط مع نتاج السينما العالمية.

    خُدَع الذاكرة


    *قبل فيلم "ميسوكافيه" الروائي الطويل أنجزت ثلاثة أفلام قصيرة وهي "اختبار سياقة"، و"ساعتا تأخير" و"عينان مفتوحتان على اتساعهما"، هل هذه الأفلام وثائقية كلها أم أن هناك أفلاماً روائية قصيرة بينها؟. وما موضوعات هذه الأفلام، وهل أسست لك مكانة محددة في المشهد السينمائي البريطاني؟
    -في عام 1999، أنجزتُ حلقة استهلالية لبرنامج تلفزيوني يسعى لوضع السيارة وقيادتها ضمن السياق الاجتماعي لاستخدامها. هذا كان مشروعي الأول كمخرج وكمنتج. وتم تصوير العمل على خامة 16مم، برغم أنه كان بالإمكان التصوير على أشرطة "بيتا أس بي" أو حتى "ديجي بيتا" التي كانت متوفرة أيضاً حينها، لكني وددت أن أخوض تجربة تصوير عمل كامل على خامة سينمائية. أعتقد أنني محظوظ على أكثر من صعيد، فإصراري على الاعتماد على الـ 16مم، وأيضاً كوني اخترت حلقة استهلالية لبرنامج تلفزيوني أن يكون مشروعي الفني الأول جنّبني الوقوع في مغبة تصوير عمل روائي طويل في تلك المرحلة التي هي كانت بمثابة البحث عن كيفية تكوين الأساس الذي يمكنني أن أبني عليه خطوة خطوة ما أرجو أن ينضج في المستقبل فيكون أسلوبي الخاص في السرد السينمائي – هذا كله أمدّني بخبرة هامة لإنتاج عمل سمعي بصري يعتمد على التعاون مع فريق عمل، ويتطلب إنجازه التحضير المُسبق من النص، إلى المواقع، إلى التأمين، إلى التفاوض مع شركات السيارات للسماح بظهور منتجاتهم في الشريط، وانتهاءً بمراحل مابعد التصوير وتقطيع وتركيب الشريط وتهيئة نسخة العرض. في نهاية سنة 1999، صورت شريطاً روائياً قصيراً على خامة 16مم، فكنت الكاتب والمخرج والمصور السينمائي. وبقيت المادة المصورة تنتظر التحميض لأكثر من خمس سنوات، إذ أني شُغلت بمشروع آخر، بالإضافة للوظيفة والدراسة. فتم تقيطع وتركيب الشريط، الذي أصبح "عينان مفتوحتان على اتساعهما"، في عام 2005. وانبثقت فكرة الشريط من تأملاتي في ذلك الفضاء الذي يفصل الواقع من الحلم والحقيقة من السراب. في السنة التالية، صيف عام 2000، أنجزت الشريط الروائي القصير "ساعتا تأخير"، على خامة 16مم أبيض وأسود. النص هو مُقتبس من قصة قصيرة للكاتب الأميركي "أف سكوت فيتسجيرالد"، والتي توفر دراسة ذكية للخدع التي تمارسها الذاكرة على المرء، وكيف أن الحاضر يلوّن الماضي ويترك ظلاله على عملية استحضار واقعة أو ذكرى. هذا الشريط عُرض بمهرجان "الشاشة العربية المستقلة"، في الدوحة عام 2001. خلال الفترة التي تلت "ساعتا تأخير"، صورت مادة لشريطين تسجيليين، ولعمل روائي قصير. أجدني الآن متفرغاً بعض الشيء، بعد "مسوكافيه"، للولوج في عوالم هذه الأشرطة، وهي فرصة أعتز بها أن يكون بإمكاني إنجاز أعمال أخرى تتبع عملي الروائي الطويل الأول بشكل سريع نسبياً.

    التمكّن اللغوي


    *لماذا اخترتَ في فلم "مسوكافيه" ممثلين من عدة بلدان مثل العراق، مصر، المغرب، لبنان، البحرين، اليونان، بريطانيا.. ما الذي وفرّ لك هذا التنوع البشري وهل رفد الفلم بمعطيات إضافية عمّقت من رسالة الفلم وفحواه الإنسانيين؟
    -بداية، كما تعلمون، فإن الشريط ناطق باللغة الإنجليزية، وبالتالي فإن التمكن من اللغة هو أحد العوامل الأساسية في الممثل القدير الذي يترشح لأداء إحدى الشخصيات العراقية للشريط والتي يصل عددها إلى 17شخصية. ومنذ شروعي بالبحث عن ممثلين، فإني كنتُ محظوظاً وللغاية بالتعرف على الفنانة العراقية أحلام عرب أثناء تحضيرها لإخراج مسرحية عُرضت بلندن في صيف 2007. ومنذ البداية، تفضلت أحلام بالموافقة على الظهور في "مسوكافيه"، فكان لها الدور الأهم في الشريط، شخصية "الست زينب"، صاحبة المقهى، والتي تؤدي دور الأم التي يلجأ إليها العراقيون وسائر أفراد الجاليات العربية طمعاً في أكلاتها الشهية، وفي جلساتها وأجواء المقهى الدافئة.

    أسرة الشريط


    * إذن، الفنانة أحلام عرب هي التي مهدّت لكَ الطريق للتعرّف على هذا العدد الكبير من الفنانين العراقيين؟
    - نعم، من خلال متابعتي للفنانة أحلام وهي تمرّن فريق الممثلين الشباب على أدوارهم للمسرحية في عام 2007، فإني تعرفت على الصديق كاوه رسول، والذي التحق بعائلة الشريط مع ربيع 2008 لأداء دور "توفيق"، اللاجئ العراقي الذي يصرف معظم ما لديه من نقود قليلة على الاتصالات بزوجته في عمان. وأيضاً عبر مشاهدتي للتمارين التي كانت تمارس تحت إشراف الست أحلام تعرفت على الصديق الشاب زين رشيد، والذي أدى دور "مسعود" في الشريط، الشاب العراقي-البريطاني الذي يحاول التعويض عن ضآلة معلوماته عن العراق عبر أسئلته عن وطن أبويه من كل من لديه استعداد من الزبائن أن يرد على استفسارات هذا الشاب البسيط. وعبر علاقات أحلام، أيضاً التحق بعائلة الشريط الطفل ليث، ليؤدي دور "يوسف" وهو في سن صغيرة. وأيضاً من خلال الست أحلام تعرفتُ على أسرة أبو وأم سمير أموري، والتي كان لها دور أساس في مساندة انجازنا للشريط. وقد ظهرت أم سمير وابنتها سارة ضمن أحداث الشريط. ربما الانجاز الأهم على صعيد فريق العمل كان التعرف بفضل أحلام ومجموعة الممثلين في مسرحيتها على "أريج السلطان"، التي أصبحت بدورها كمديرة إنتاج سنداً لكل أسرة الشريط، موفرة لنا الأجواء الإنتاجية المناسبة لتصوير الشريط ضمن ظروف الإنتاج المستقل الصعبة.

    مهرجان أممي مصغّر

    *وماذا عن الوجوه الأخرى العربية والأجنبية، كيف توصلت إليهم؟
    -بموازاة التحاق هذه الثُلة من الوجوه العراقية الكريمة، كنتُ أبحثُ دون انقطاع عن ممثلين قادرين على أداء الأدوار العراقية المتبقية، واضعاً أمامي شرطين أساسيين: أولاً أن يكون الأداء باللغة الإنجليزية متمكناً بشكل كامل، وثانياً أن تكون الهيئة العامة للممثل مقبولة عند المشاهد لأداء دور شخصية عراقية. ومن هنا، كان دور "يوسف" لـ "نصري صايغ" من لبنان. و"نصري" أدى دور البطولة بتمكن وبهدوء التقطته العدسة السينمائية. وكان في دور "زياد" الممثل البريطاني- اليوناني "أندي لوكاس". وأخذت دور "بيسان" "دافني أليكساندر"، الممثلة القبرصية التي كنتُ تعرفتُ عليها في المسلسل التلفزيوني "عائلة صدام"، من إنتاج الـ "بي بي سي" و"أش بي أو". ومن البحرين التحق بأسرة الشريط "خالد ليث" ليؤدي دور "هشام"، الصحفي العراقي المعارض لنظام صدام والمعارض أيضاً للحرب على العراق. ومن السودان كان معنا "رضا حمدي"، في دور "طارق"، عالم فيزياء نووي. والتحقت بعائلة الشريط "هدى الشوافني"، الممثلة المصرية-المغربية، لتؤدي دور "سعاد"، الإعلامية العراقية الناجحة. وأود أن أذكر أن من العراق كان أيضاً "رعد راوي"، الممثل المخضرم والذي يظهر في السينما الأميركية والبريطانية منذ السبعينات، وظهر في دور أساس بالشريط السينمائي الأميركي "المنطقة الخضراء" "إخراج بُول غرينغراس، 2010". وأدى السيد رعد دور "هوشيار"، الشخصية الكردية الحكيمة التي تظهر بمشهد هام في "مسوكافيه". وكذلك كانت معنا "بدرية التميمي"، في دور أم يوسف. ولبدرية حضور في السينما، مثلاً "سيريانا" "إخراج ستيفن غاهان، 2005"، بالإضافة إلى التلفزة والمسرح في بريطانيا. هذا الخليط من الجنسيات أمام وخلف الكاميرا مثل نوعاً من المحاكاة لطبيعة الحياة في لندن، إذ لا يكاد المرء أن يخطو بضع خطوات خارج باب منزله دون أن يسمع لهجة أو لغة من سائر أصقاع المعمورة. ومن المؤكد أن المواهب التي جلبها هذا المهرجان الأممي المصغر أضافت الكثير للشريط وأثرته فنياً وروحياً أيضاً.

    سحر السينما


    *كانت بعض الشخصيات العراقية في الفيلم تتحدث بنبرة عراقية وليست إنكليزية، هل تعمدت في ترسيخ هذه النبرة وتوظيفها لمصلحة القصة السينمائية، وما الضير لو كانت هذه الشخصيات تتحدث بلغة إنكليزية طليقة، ألا تعتقد أن المتلقي البريطاني خاصة والغربي سيستسيغ اللكنة البريطانية الأصيلة؟
    -هذه إلتفاته جميلة منكم، وهي كانت مقصودة لأكثر من سبب: أولاً، حينما وضعتُ النص باللغة الإنجليزية فإني تقصدتُ أن أترك نكهة اللغة العربية واللهجة العراقية حاضرة عند الشخصيات العراقية في الشريط. ثانياً، وددت أن أوصل للمشاهد فكرة أن الشخصيات العراقية في الشريط تتحدث بالعربية، لكننا بفضل سحر السينما نسمعهم باللغة الإنجليزية. ومن المؤكد أن المشاهد يعتاد على هذه المعادلة، طالما أن نُعلن له من البداية أسس الاتفاق بينه وبين صانع الشريط.
    *هل أفدتَ من سيرتك الذاتية ووظفت جانباً منها في الفلم، أم أن القصة السينمائية بعيدة كل البعد عن الجوانب الذاتية؟
    -من المؤكد أن بعض جوانب التاريخ الشخصي لي ككاتب النص ومخرجه قد وجدت طريقها إلى القصة، لكن هذه الجوانب وفرت عمقاً للسيرة الذاتية للشخصيات التي هي روائية من صنع الخيال.

    *عملت كمبرمج في مهرجان رين دانس السينمائي، ما الذي أضافه هذا الجانب إلى تجربتك كشخص معني بالسينما بغض النظر عن كونك مخرجاً وناقداً سينمائياً؟
    -حدث هذا في عام 2006، إذ تطوعتُ كمساعد في البرمجة في مهرجان "رين دانس". وسنحت لي التجربة فرصة التواصل مع مخرجين شباب في أنحاء العالم العربي، كما كنتُ أسعى لتقديم أعمال سينمائية عربية للمشاركة في المهرجان. وكانت تجربة ممتعة وثرية على الصعيد الثقافي والإنساني، تجربة أعتز بها.

Working...
X