Announcement

Collapse
No announcement yet.

تتغنى الأغنية الشعبية في حوران بالوطن وتحرير الأرض

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تتغنى الأغنية الشعبية في حوران بالوطن وتحرير الأرض

    الأغنية الشعبية في حوران
    تتغنى بالوطن وتحرير الأرض
    درعا - سانا
    يعبر المجتمع الشعبي عن نفسه وافكاره واماله ومعتقداته باساليب متعددة ومختلفة تتلائم والوان التعبير الفني ومتطلباته وحاجة الانسان للتعبير عن تلك الافكار او الامال ومن هذه الاساليب الاغنية الشعبية التي تعد احد الفروع الرئيسية من مجموعة المأثور الشعبي مثلها في ذلك مثل الحكاية الشعبية والاسطورة والمثل الشعبي بيد ان الاغنية الشعبية تختلف اختلافا كليا عن غيرها بانها جاءت نتيجة لارتباط النص الشعري مع اللحن الموسيقي وكلاهما انبثق من المجتمع الشعبي نفسه في اغلب الاحيان.
    ويرى الباحث في التراث عبد الرحمن الحوراني ان الاغنية الشعبية مرتبطة بحياة الانسان في مختلف مراحلها كما انها ترتبط بمعتقداته وعمله وأوقات لهوه فهي وسيلة من وسائل البهجة عند الضيق ومحفز قوي في انجاز عمل صعب ومتنفس لعواطف الانسان ومعبر عن مشاعره ولها دور كبير في حياة الفرد والمجتمع لا يمكن تجاهله ومن هذا يتبين مدى اهميتها لدى المجتمع الشعبي وما تؤديه من وظائف بالنسبة اليه.
    ويشير الحوراني الى ان الاغنية الشعبية شهدت كثيرا من التعاريف والمفاهيم بناء على ما تؤديه من وظائف وما تعبر عنه من تطلعات المجتمع واماله دون أن يعني ذلك ان تكون سطحية وخالية من المضامين الادبية او التعابير الفنية فالاغنية الشعبية مليئة بهما ولها تاثير كبير على نفسية المجتمع الشعبي الذي صاغها وانبثقت من جنباته.
    ويرى الحوراني ان اقرب تعريف للاغنية الشعبية (بانها الاغنية التي يرددها الشعب ويستوعبها ويتناقلها وهي الصادرة عن وجدانه والمعبرة عن اماله وليس من الضروري ان يكون الشعب مؤلفها بل تبناها من مؤلفها الاصلي المجهول فاصبحت ملكا للشعب كله) مشيرا الى ان الاغنية الشعبية هي التي تعتمد اللحن الشعبي واللهجة العامية.
    ويضيف الباحث ان الاغنية التراثية الحورانية اغنية فولكلورية ذات لحن شعبي محبب ادواته الموسيقية المجوز او الشبابة والربابة فقط ومضمونها الارض والفلاح والمطر والحب العذري الطاهر موضحا ان الاغنية الشعبية في حوران مرت في مرحلة الكلاسيكية واستقرت في مرحلة الواقعية لكنها عندما زامنت القهر والظلم والشعوذة في مراحل سابقة هيمنت عليها المرحلة الرومانسية كالعاطفة والفردية التي واجهت المجتمع والتقاليد المحافظة والافكار السائدة بيد ان الواقعية هي اقوى المراحل التي راوحت فيها الاغنية الشعبية في حوران.
    ويلفت الحوراني الى ان للأغنية الشعبية في حوران انواعا كثيرة منها الهجيني والحداء والجوفية والشروقي والمطلوع والترويدة والمهاهاة والاغاني الدينية واغاني الاطفال واغاني العمل والمناسبات والزجل والعتابا والميجنا والاوف والليا ويا ظريف الطول والدلعونا لكن اشهرها على الاطلاق الهجيني والحداء والجوفية واغاني العمل والمناسبات.
    ويعرف الباحث الهجيني بأنها نوع من الاغاني المتنوعة في المعنى والوزن والقافية موضوعاتها الفراق واللوعة والحب والمديح والرثاء والوصف وانفعالاته العاطفية غير عميقة ولكنها تثير الكوامن وتذكي اللواعج اما الحداء الحدادي/ فهو من انواع الاغنية الشعبية المشهورة في حوران يعتمد على اجتماع عدد من الرجال والنساء في المناسبات واشتراكهم بقول الحدادي على بيت ابو فلان /صاحب المناسبة / او يقولون /احدوا ورا فلان/ وهذا يعني زفوه أي غنوا وراءه الحداء وكانه عريس في يوم زفافه شريطة أن تنقسم المجموعة إلى فريقين الأول يغني والثاني يكرر وراءه.
    ويشير الحوراني الى ان فن الحداء نشأ كما تروي المأثورات الشعبية من توجع رجل وألمه وأنينه وكان حسن الصوت جهيره جميل الوجه طويل القامة اسمه /عدي/ وقد سقط ذات يوم عن ظهر بعيره فانكسرت يده فكان يسوق قافلته وهو يردد بصوت جميل وا يداه وا يداه فكان انينه يطرب من معه فنشأ من ذلك فن الحداء.
    ويلفت الباحث في الغناء الشعبي الى ان الحداء في حوران قليلا ما ياخذ طابعه الاصيل لانه دخيل على غنائها وشعرها وكثيرا ما يعنون بالحداء الغناء المتنوع من الهجيني الى الالحان الاخرى غير ان القدامى من اهل حوران حفظوا الكثير من اهازيج الحداء الاصيل وظلت هذه الاهازيج تنتقل من جيل الى جيل حتى ضاع اكثر النماذج وبقي القليل مما هو متداول الان.
    اما الجوفية فهي بحسب /الحوراني/ نوع من الرقصات المدروسة يشترك فيها فريقان من الرجال ويصطف كل منهما مقابل الاخر وايديهم متشابكة وحركة سير الفريقين تتم بشكل موزون فهي خطوة الى الامام وخطوة الى الخلف مع اتجاه السير بشكل دائري نحو اليمين ويبرز بين الصفين عدة اشخاص او فتاة وشاب وذلك لاداء الرقص على انغام وحركة الجوفية كما ان حركة الرقص تكون بالقفز للاعلى مع هز الجسم بين الفترة والاخرى ويحمل الراقصون الخناجر والسيوف والعصي وهذا النوع من الرقص متعب اما الغناء في الجوفية فهو جماعي حيث يؤدي من قبل احد الصفين ويكرر خلفه الصف الاخر.
    وبهدف الحفاظ على التراث الشعبي من الضياع ونقله الى الاجيال القادمة بامانة بدات محافظة درعا بعمليات توثيق التراث الشعبي بجميع مكوناته حيث أوضح الباحث في التراث الشعبي ابراهيم الشعابين عضو لجنة توثيق التراث في المحافظة ان التراث الشعبي يحظي باهتمام واسع من الجهات المعنية في وزارة الثقافة والمحافظة.
    ويلفت الشعابين الى ان وزارة الثقافة اصدرت في العام 2007 قرارا نص على ضرورة توثيق التراث الشعبي المادي واللامادي في جميع المحافظات وبدات محافظة درعا منذ ذلك العام بتوثيق التراث الحوراني بجميع اشكاله ومكوناته من خلال تشكيل لجنة على مستوى المحافظة ضمت العديد من الحفظة والباحثين والمهتمين لتقوم بالإشراف على جمع وتسجيل وتوثيق التراث الشعبي وتقديمه بشكل حضاري.
    من جانبه قال المحامي احمد ناجي المسالمة الباحث في التراث الشعبي ان التراث الغنائي الشعبي بما ينطوي عليه من أعراف متوارثة وآداب متعددة وأشكال فلكلورية هو بمثابة مخزون ثقافي ينم عن عراقة واصالة اصحاب هذا التراث.
    وبين المسالمة الذي يعد من رواد الموسيقا في المحافظة انه بدا منذ عدة سنوات بتوثيق التراث الغنائي الموسيقي الحوراني وتحويل الحانه من سماعية الى الحان نوتة موسيقية يستطيع الدارس للموسيقا والملم بالسلم الموسيقي عزفها خاصة أن توثيقها تم باستخدام الة العود التي تعد من اكثر الالات الموسيقية ابرازا للحالات الانسانية والعواطف الجياشة والاكثر ملاءمة للاغنية الشعبية الحورانية بما تحتويه من تنوع.
    واشار المسالمة الى ان أهم ما تم توثيقه من الاغاني الشعبية الحورانية في اطار مشروع التوثيق الذي عمل عليه ولا يزال مع بعض الموسيقيين من ابناء المحافظة الأغاني المتعلقة بحب الوطن وتحرير الارض والمناسبات كالعرس الحوراني بكل ما يشمله من طقوس فضلاً عن أغاني الختان والجاهة والصلحة والاغاني المتعلقة بالمواسم مثل مواسم تهيئة الارض للزراعة والمطر وعمليات البذار والحصاد ونقل المحصول الى البيدر وطحن المحاصيل بالطرق التقليدية وزاد ما تم توثيقه عن ستين عملا.
Working...
X