Announcement

Collapse
No announcement yet.

قصيدة ( شقراء ) للشاعر السوري بدوي الجبل

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • قصيدة ( شقراء ) للشاعر السوري بدوي الجبل

    بدوي الجبل

    إكتشف سوريا



    مختارات من شعر بدوي الجبل

    شقراء

    شقراء


    هَدْهِدْ هُمومَكَ عِنْدِي
    حُورُ النَعِيمِ تَمَنَّتْ
    هَلْ عِنْدَهُنَّ رَحِيقِي
    يَا سَاكِبَ الشِعْرِ خَمْراً
    وَمِنْ مَعَانِيهِ عِطْرِي
    تَأَنَّقَ اللهُ دَهْراً
    حَتَّى جَلانِيَ شِعْراً
    خَيالُهُ السَمْحُ نَدَّى
    وَقَلْبُهُ كَانَ كَأْسِي
    وَالأنْجُمُ الزُهْرُ حَوْلِي
    فَغَارَتِ الحُورُ مِنِّي
    وَهَبَّ فِي رَوْضِ عَدْنٍ
    فَكَانَ لِلَّهِ حُكْمٌ
    واخْتَارَ بُعْدِيَ عَنْهُ
    ***
    دُنْيَايَ أَحْلَى وأَغْلَى
    أنَا الرَبيعُ المُنَدّى
    يَهِيمُ حُسْنِي بِحُسْنِي
    وَجُنَّ ثَغْرِي بِرِيقي
    وَكُلُّ وَشْيِ حَرِير
    وَكُلُّ عِطْرٍ تَشَهَّى
    شَقْرَاءُ تَحْلُمُ شَمْسُ الـ
    رَفَّتْ خُصَيْلاتُ شَعْرِي
    سَكْرانِ تيهٍ وَدَلٍّ..
    يَا شَاكِياً زُوْرَ وَعْدِي
    هِيَامُنَا يا حَبِيبِي
    أرِيدُ طَيْفاً لِجفْني
    كُلُّ المُحِبِّينَ مُلْكِي
    وَكِبْرِيَاءُ جَمَالِي
    ***
    شَقْراءُ يا لَوْنَ حُسْن
    وَيَا جَمَالاً غَرِيباً
    لاَ وَسْمُ لَيْلايَ فِيهِ
    وَلاَ اسْمِرَارُ الغَريراتِ
    ظَمْآنُ أَنْشُدُ وِرْداً
    يا سَكْرَةً بَعْدَ صَحْوي
    يا رَغْبةَ العَيْنِ والقَلْبِ
    بَيْنِي وَبَيْنَكِ حَرْبٌ
    صِراعُ رُوحَيْنِ فِيهِ
    وَغَزْوُ قَلْبٍ لِقَلْبٍ
    فَنَاءُ دُنْيَا بِدُنْيَا
    الحُبُّ لا حُكْمَ شُورى
    فَهَيِّئي فِتنةَ الحُسْنِ
    ***عَلى حَيَائِي وَصَدِّي
    نُعْمَى هَوايَ وَوَجْدِي
    وَهَلْ لَدَيْهِنَّ شَهْدِي
    مِنْ شِعْرِ رَبِّك خَدِّي
    ومِنْ قَوَافِيهِ وَرْدِي
    يُعِيدُ فِيَّ وَيُبْدِي
    يَا حَسْرَةَ الشِعْرِ بَعْدِي!
    ثَغْرِي وَنَمْنَم عِقْدِي
    وَجَفْنُهُ كَانَ مَهْدِي
    دُمَىً لِلَهْوِي وَعَدِّي
    وَكُلُّ زَهْوٍ وَمَجْدِ
    عَلَيَّ عَاصِفُ حِقْدِ
    لِشَقْوَتي بَلْ لِسَعْدِي
    وَرَاحَ يَبْكِي لِبُعْدِي

    مِنْ أَلْفِ جَنَّةِ خُلْدِ
    قَارُورةُ العِطْرِ نَهْدِي
    وَيَجْتَلِي وَيُفَدِّي
    وَحَنَّ جِيدِي لِزَنْدِي
    يَوَدُّ لَوْ لَفَّ قَدِّي
    أنْ أَسْفَحَ العِطْرَ وَحْدِي
    ضُحَى بِخَدِّي وَبُرْدِي
    بأشْقَرِ النُورِ جَعْدِ
    مَخْمُورِ وَهْجٍ وَوَقْدِ
    أحْلَى مِنَ الوَصْلِ وَعْدِي
    طُيُوبُ خَمْرٍ وَنَدِّ
    أريدُ حُلْماً لِسُهْدِي
    وَأَنْتَ وَحْدَكَ نِدِّي
    تُرِيدُ مِنْكَ التَحَدِّي

    مُحَبَّبٍ مُسْتَبِدِّ
    عَلى ظِبَاءِ مَعَدِّ
    وَلاَ مَلامِحُ هِنْدِي
    بالعَقِيقِ وَنَجْدِ
    وَعِنْدَ عَيْنَيْكِ وِرْدِي
    وَفِتْنَةً بَعْدَ رُشْدِي
    بَعْدَ يَأْسٍ وَزُهْدِ
    وَهَوْلُ أَخْذٍ وَرَدِّ
    عُنْفُ العَدُوِّ الأَلَدِّ
    فَتْحٌ يُبِيدُ وَيُرْدِي
    وَطَيُّ بَنْدٍ بِبَنْدِ
    لَكِنَّهُ حُكْمُ فَرْدِ
    كُلَّهَا واسْتعِدِّي
    جنيف 12/5/1954
Working...
X