Announcement

Collapse
No announcement yet.

معرض الفنانين الشباب السابع في الرواق بدمشق - سامر إسماعيل

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • معرض الفنانين الشباب السابع في الرواق بدمشق - سامر إسماعيل

    أكثر من 100 عمل في معرض الفنانين الشباب السابع




    دمشق - سانا
    سامر إسماعيل
    أكثر من مئة عمل في النحت والتصوير والغرافيك والخزف قدمه معرض الفنانين الشباب الذي افتتح أمس الأول في صالة الرواق العربي مراهناً على قدرة الفنان السوري الشاب في تطويع مفردات البيئة المحلية لمصلحة محترف فني يزاوج باستمرار بين مدارس الفن العالمي وشخصية الفن السوري المعاصر مما يتيح المجال لتفتح رؤى وآفاق جديدة لهوية فنية متجددة وشديدة التنوع في أطروحاتها الإبداعية.

    وضم المعرض الذي نظمه اتحاد التشكيليين السوريين بانوراما واسعة من عشرات الأعمال الفنية التي استقت مضامينها من وحي مشاكل الإنسان السوري متناولة الهم الوطني والقومي عبر تحديث الفنان الشاب لموضوعات لوحاته وأساليبها الفنية لتتماشى مع عصره وتلبي طموحاته للتواصل مع القطاع العريض من الناس لتعزيز ثقافة العين عند الجمهور المحلي رغم صعوبة تلقي اللغة التشكيلية بتعقيداتها البصرية المعروفة للمتابعين والمهتمين. وابتدأ المعرض فعالياته بإعلان جوائزه للمشاركين حيث حاز ممتاز شعيب على المرتبة الأولى وهيثم شعيب المرتبة الثانية ونضال الكردي المرتبة الثالثة في النحت بينما نال المرتبة الأولى في التصوير محمود الداوود والثانية ساهرة شلهوم والثالثة عبيدة الفياض.

    أما جوائز الغرافيك فحاز المرتبة الأولى رؤى جعفر والثانية بشرى عدي والثالثة ربى الجرماني بينما ذهبت جائزة الخزف لزنارة محمد في حين ذهبت الجائزة التقديرية في النحت لنجود الشمري بينما حاز كل من فادي حجازي ومنتجب يوسف جائزتي لجنة التحكيم وقدمت حركة فلسطين الحرة جائزتها في مجال التصوير لكل من ياسر يوسف ولينا النبهاني.
    وقدمت بصمة شباب سورية جائزتها لكل من رانيا حميدان في مجال الحفر وطلعت كيوان في مجال التصوير بينما خصصت دار العيسى للطباعة والنشر جائزة لكل من علي العلاف "حفر" وصافي الهادي "حفر" وفريزة الأسطواني "تصوير".

    وقال حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين في تصريح لوكالة سانا إن معرض الفنانين الشباب بلغ عمره عشر سنوات بعد توقفه لسنتين لأسباب مادية وتقنية حيث يشكل مقترح التشكيلي لأولئك الشباب خزاناً بصرياً وإبداعياً هائلاً في طروحاته الجديدة ولذلك كان على الاتحاد الأخذ بيدهم لإقامة معرض مستقل لهم مع تقديم جوائز تقديرية ومالية تحرض لديهم الإبداع قدر المستطاع والمنافسة.
    وأضاف يازجي ان الفنانين الشباب يشكلون الرافد الكبير للحركة التشكيلية في سورية لافتاً الى أن الاتحاد يحاول من خلال هذا المعرض تقديم مستوى عال وأكاديمي للوحة والعمل الفني عموماً دون الدخول في مضاربات مع صالات العرض الخاصة في سورية إذ يقتصر دور الاتحاد على تهيئة المناخات والظروف الصحية لتقديم الأعمال الجيدة ليشعر فنانونا الشباب بأن هناك من يقف إلى جانبهم ويشجعهم حيث يعتبر هذا المعرض بمثابة سوق مفتوح لشراء الأعمال المشاركة التي تعود بملكيتها كاملة لمبدعيها.

    بدوره قال سمير الأيوبي مدير اليانصيب في المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية إن المؤسسة دأبت في الفترة الأخيرة لدعم الفنانين الشباب حتى من خلال إشراكهم في تصميم بطاقة اليانصيب لمعرض دمشق الدولي حيث خصصنا في هذا المعرض جناحاً خاصاً لتقديم اللوحات والبوسترات التي صممها هؤلاء الفنانون ليانصيب المعرض.
    وأوضح الأيوبي أن هناك آفاقاً أخرى للمساهمة في تسويق أعمال الشباب في معارضنا العربية والدولية وهذا بدءاً من هذه الدورة التي قدمنا لها الدعم بشكل كامل للمرة الأولى على خلفية اتفاق بين المؤسسة واتحاد الفنانين التشكيليين في سورية.

    من جهته قال الفنان محمود شاهين عضو لجنة تحكيم المعرض إن الفنان التشكيلي السوري المعاصر واجه كغيره جملة من التحديات والهواجس في ظل عصر تحول فيه العالم إلى قرية كونية صغيرة بتأثير ثورة المعلومات والاتصالات حيث تزداد اليوم هواجس فنانينا الشباب وتزداد وتيرتها لتأثير هبوب رياح العولمة عليه فأمام هذا الواقع الزاخر بالتحديات وجد الفنان السوري نفسه أمام خيارات عديدة لصون شخصيته وهويته وتراثه وفي الوقت ذاته الاستفادة من الفتوحات والكشوفات التي حملها عصر المعلومات إليه.
    وأوضح شاهين أن الفنان السوري اشتغل على مفردات العولمة بشكل خاص ففي البداية قام باستلهام التاريخ القريب والبعيد لأمته فاستل من هذا التراث بعض الرموز والمفردات التي قام بتبسيطها في نتاجه الفني تكريماً لحضارته من مثل الزخارف والخطوط العربية وأعاد صياغتها برؤية معاصرة كانت بمثابة وثيقة معتبراً الحرف العربي المعراج الأساس في لوحته وسرعان ما تطورت لتشكل تياراً فنياً حاضراً في الحياة التشكيلية السورية خصوصاً والعربية بشكل عام.

    وقال الناقد شاهين أن الفنان السوري استبعد التيارات العابثة غير الجدية التي أخذت أكثر من مصطلح ومسمى مشتغلاً على الفن المتزن المطرز بالثقافة الإنسانية القادرة على البقاء والاستمرار في وجدان المتلقي ومع ذلك تبنت الحياة التشكيلية السورية تيارات الحداثة الأوروبية خمسينيات القرن الفائت حيث ظلت هذه الحداثة هامشية وغير حاضرة لتغيب كلياً خلال العقود الماضية لتعود وتطل برأسها عبر صالات العرض الموجودة في مصر والخليج العربي دون أن يكون لها التأثير الكبير على مخيلة الفنانين الشباب عبر نتاج تشكيلي سوري متنوع الصياغات والتشكيلات وهو لا يختلف عما هو سائد في الحركات التشكيلية العالمية كافة ما يؤكد انفتاح الأكاديميات الوطنية السورية على عصرها.
    وأضاف شاهين ان الفنان الشباب يترك له حرية التعبير الكاملة داخل الأكاديميات الفنية العليا ليقدم نتاجه وهواجسه عبر تزويده بالمعارف الأساسية والضرورية لأفكار يجد فيها الشباب أنفسهم أكثر من غيرها وخير دليل على ذلك ما نشاهده اليوم من غنى وتنوع في إبداعات معرض الفنانين الشباب السابع عبر ما نلاحظه من تبني لدى هؤلاء من تيارات واتجاهات سائدة في الفن العالمي بدءاً من الواقعية وانتهاء بالتجريدية عبر إعادة إنتاج الشكل المشخص وتلخيصه ليظل الشكل الواضح والمقروء حاضراً أيضاً في نتاجات الفنانين الشباب إضافة إلى حضور الرغبة في التجريب والتمايز والاستقلالية الأسلوبية في أعمالهم.
    يذكر أن المعرض يستمر حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري في صالة الرواق ويشارك فيه مئة وسبعة فنانين تنتمي أعمالهم إلى مختلف التيارات التشكيلية المعاصرة.

Working...
X