Announcement

Collapse
No announcement yet.

فرانسيس فورد كوبولا - من عمالقة الفن السابع - إسماعيل مروة - الوطن

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فرانسيس فورد كوبولا - من عمالقة الفن السابع - إسماعيل مروة - الوطن


    إسماعيل مروة - الوطن
    كوبولا «العراب» و«القيامة الآن» مغامرة وخلود
    مشروعات شابة لفكر لا يتجاوز مرحلة الشباب

    بداية تعلقي بالسينما أعلن عن العرض الأول لفيلم (القيامة الآن)، حضرت العرض الذي كان طويلاً للغاية، ويومها ألغيت المناظر الأولى للفيلم، واختصر عدد الحفلات، لا يذهب من الخاطر ذلك الفيلم الذي يحبس الأنفاس حتى يظهر مارلون براندو..

    حكاية مختلفة وتصوير بارع في الأدغال كل ما في الفيلم يشير إلى التميز والتعملق من السيناريو إلى التمثيل إلى التصوير الذي كان البطل الحقيقي مع الموسيقا التصويرية.. العرض كان عندما كانت السينما متعة ثقافية في سينما السفراء التي كانت قمة في الأناقة والتقانة والعروض.. تشبث هذا الفيلم بذاكرتي طويلاً، وفيه أعجبت بمارلون براندو الذي كانت مشاهده محدودة، لكن العمل حمل اسمه وبصمته.. وتمر الأيام ليصبح اسم المخرج الذي حفظته بعد سنوات فرانسيس كوبولا مرادفاً للنجاح والتميز في السينما.. وإن كنا وجدنا فيما بعد من الهوليوديين الذين يعارضون الظلم ويبرعون، فقد كان كوبولا سباقاً في الحديث عن الحروب الأميركية في الخارج وما تتسبب به من مشكلات لأميركا والخارج معاً.
    وقع تحت يدي كتاب فرانسيس فورد كوبولا ضمن سلسلة الفن السابع، عمالقة السينما من تأليف المتخصص الفني ستيفان ديلورم وترجمة محمد علام خضر، وقد استطاعت هذه السلسلة أن تقدم معلومات مهمة عن السينما وموضوعاتها وأعلامها.
    أما فرنسيس كوبولا، فقد كنت متشوقاً لمعرفة تفاصيل من حياته وصعود نجمه، وللحق فإن الكتب الأجنبية للتراجم الشخصية الذاتية أو الموضوعية تحمل فوائد لا تحصى، لأن الكتاب والشخصيات يحرصون معاً على تقديم الحقيقة، ولا مجال لديهم لأي نوع من التزييف أو التزويق الذي يغير الحقيقة ويحرف المسار.. في المقابل نجد الشخصيات العربية تحرص على الظهور بمظهر الطهارة والملائكية دون أي اعتبار للحقائق التي تمثل الهدف الأسمى لمثل هذه الكتابات!

    وصولاً إلى العراب

    جاء الكتاب في خمسة فصول:
    الأول: الشباب من فيلم هذه الليلة بالتأكيد إلى فيلم أناس المطر.
    ويرصد رغبة كوبولا في دخول عالم هوليوود والإخراج، والأعمال الأولى التجارية التي أنجزها كوبولا لتلبية رغبات المنتجين وشباك التذاكر في أفلام أقرب إلى المغامرات العاطفية ودون أن تصل إلى الأفلام الهابطة.
    الثاني: ذروة المجد من العراب إلى القيامة الآن
    وفي هذا الفصل نتابع خطوات فيلمه العراب بأجزائه، وفيلمه القيامة الآن بنسخه المتعددة ومغامراته، ومن مشاهد القيامة الآن يستشعر من روائح الموسيقا والكاميرا كل ما جاء في هذا الفصل من مغامرات.. ولكن أي سينما في هذا الذي يبني المدينة مرتين ويتعرض لإعصار، وبطله يصاب بأزمة قلبية ويستغرق فيلمه ثلاث سنوات من العمل وسنتين للمونتاج؟ أي مخرج هذا الذي يحكم المتابعون على عمله (القيامة الآن) بأنه كارثة في مسيرة المخرج، ليفاجئ الجميع بواحد من أهم علامات السينما العالمية؟ وكذلك يأتي بعد سنوات ليصنع نسخة جديدة تزيد ساعة كاملة للفيلم ذاته؟ أي مخرج هذا الذي لديه لقطات مصورة لفيلمه، وهو قادر على تجديد الفيلم منها كل بضع سنوات؟ أي مبدع هذا الذي يتحدى العالم من أجل مشروعه الفني والفكري ويفرض إيقاعه على الفيلم والرحلة والمرحلة؟
    وحده كوبولا القادر على فعل ذلك.

    وعورة الطريق

    لم يكن سهلاً على صاحب العراب أن يصل إليه، جابه التحديات، صارع بالوجوه غير المألوفة، وراهن على براندو الذي فقد قبله البريق لينجز العراب الذي لم يكن مقدراً له أن ينجح، وإذا به مع القيامة الآن «الجاجة» التي تبيض ذهباً وجوائز أوسكار حسب تعبير مؤلف الكتاب ديلورم، ومن هنا تأتي فكرة وعورة الطريق، فماذا سيقدم كوبولا بعد هذه الروائع، وبعد الوصول إلى النضج السينمائي وهو عنوان الفصل الثالث من الكتاب التوثيقي، فبعد مغامرات عديدة مع العدسة واللقطات، وبعد إخفاق وإفلاس، حب وخمر يصل كوبولا بلحيته التي تشبه نكهة السيجار الكوبي إلى النضج السينمائي ليبدأ من «واحد من القلب» ويصل إلى «تاكر».
    ختام هذا الفصل هو الذي يعنينا «تعلم من جديد كيفية العمل مع الآخرين فبدءاً من فيلم الغرباء تعلم ضرورة التعاون مع مؤلف لكتابة سيناريوهات أفلامه، كما تعلم العمل من أجل الأسلوب الفني بمعزل عن الخصوصية المطلقة..».
    فعلى الرغم من النضج الفني وقع كوبولا أسير أعماله الملحمية السابقة، وأخفقت أعماله البسيطة في الوصول إلى ما وصل إليه سابقاً، مع أننا نقرأ أن هذه الأفلام مثل «واحد في القلب» و«الغرباء» و«سمك القعقعة» تمثل مشروعات حلمية لكوبولا، لكنها كانت كوارث مالية أوصلته بعد المجد والشهرة إلى العمل عند الآخرين بالأجرة، وبمشروعاتهم لا مشروعه.

    الحس السليم
    بعد هذه النكسات كيف واجه كوبولا الحياة المهنية؟ بالحس السليم الذي عنون به الفصل الرابع يعطينا كوبولا درساً في الإبداع فهو يقدم العراب 3، ولكن يطرح جانباً أجواء العراب 1 و2 ويتمحور العراب 3 حول الخلاص من الخطيئة والتكفير عن الذنب ويعود كوبولا إلى النجاح، ويحقق توازنه المعنوي والمادي مع دراكولا وصولاً إلى صانع المطر، ليختم الكتاب بالفصل الخامس شباب متجدد الذي يرصد أعمال كوبولا من «شباب بلا شباب» إلى «تيترو».
    إن أهم ما يلفت الانتباه في هذا الكتاب هو العرض الواضح لآلية دخول كوبولا وسواه من المخرجين الشباب آنذاك للخلاص من السينما التقليدية التي يسيطر عليها السينمائيون التقليديون، وأصحاب الرساميل، ومن هذه الموجة خرج عظماء السينما الهوليودية إخراجاً وتمثيلاً، الذين كان ظهورهم بحد ذاته مغامرة ولم يكن أحد ليتخيل أن هؤلاء سيحملون السينما على أكتافهم.. فرانسيس كوبولا امتعنا في العراب وحبس الأنفاس في حقائق القيامة الآن، وكشف الوجه الحقيقي للرعب في دراكولا.. وعاش معنا أياماً من البساطة والرقص والحب.. فكم أسعدنا عشاقاً للسينما؟


    فرانسيس كوبولا
    مواليد 7 نيسان 1939
    أصيب بشلل الأطفال وبقي عاماً كاملاً طريح الفراش
    درس المسرح عام 1957، والسينما عام 1960
    1961 بدأ الإخراج في أفلام رديئة السمعة
    من أعماله:
    - هذه الليلة بالتأكيد 1961
    - خادم الفندق والفتيات اللعوبات 1962
    - أناس المطر 1969
    - العراب1 1972
    - المحادثة 1974
    - العراب2 1974
    - القيامة الآن 1979
    - واحد من القلب 1982
    - الغرباء 1983
    - سمك القعقعة 1983
    - نادي القطن 1984
    - العراب3 1990
    دراكولا 1992
    - صانع المطر 1997
    - شباب بلا شباب 2007
    - تيترو 2009
Working...
X