Announcement

Collapse
No announcement yet.

العثمانيون يثيرون مخاوف أرمن وآشور سوريا لدعمهم لثورة ملامحها تشبه مجازرهم

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • العثمانيون يثيرون مخاوف أرمن وآشور سوريا لدعمهم لثورة ملامحها تشبه مجازرهم

    العثمانيون يثيرون مخاوف أرمن وآشور سوريا لدعمهم لثورة ملامحها تشبه مجازرهم



    يعيش أرمن سوريا مشاعر مختلطة حيال قضية "الثورة" التي باركها العثمانيون الجدد، إذ تأتي الذكرى السنوية للمجازر العثمانية بحق الأرمن بعد شهر من الذكرى السنوية الأولى لما يسمّى "الثورة السورية". وإزاء ذلك تبدأ خيالات مذابح حدثت في 24 نيسان 1915 بالتلويح في الزمن السوريّ الصعب.. مذكّرةً بمليون ونصف قتيل أرمني ومئات آلاف القتلى من الآشوريين والسريان والكلدان، بالإضافة إلى تهجيرهم من أراضيهم واغتصاب نسائهم وتجويع أطفالهم على يد بني عثمان.

    مساحات شاسعة من الأراضي الخضراء تضع السلطات التركية يدها عليها.. إن زُرتَها ستتملّكك حالة من الجمال يصعب الخروج منها بسهولة. إنه الفردوس المغتصَب بالنسبة للأرمن.. تتأمله ريتا من على سطح أحد مباني منطقة كسب على الحدود السورية التركية وتقول: "هُناك عاش أجدادي. وهُناك ذُبِحوا.. هُجّروا.. جاعوا وتألموا.. وطُرِدوا من تلك الجنّة" وتشير بيدها نحو لواء الاسكندرون الذي يلوح من بعيد لحسرات السوريين والأرمن معاً.

    وعند أحد حواجز الجيش السوري قرب الحدود التركية تقف المغتربة السورية الأرمنية التي أبت إلا أن تزور البلاد في "الزمن السوري الصعب" كما تسمّيه، يتملّكها الفضول لتسأل بلهفة وسخط في الوقت ذاته: "أتيت للبحث عن مظاهرة. يتملّكني فضول أن أرى هؤلاء الناس. أن أتأمّل ملامحهم علّي أتفهّم ما يفكّرون به وما يريدونه". وسرعان ما تأتيها الإجابة من إحدى الصديقات المرافقات لها: "لم يعد هنالك مظاهرات سلمية. لن تري إلا بضعة مراهقين يسبّون ويشتمون في بعض أحياء اللاذقية. فالمتظاهرون أخلوا الساحة للمسلّحين".

    تتوجّه ريتا بالسؤال إلى أحد عناصر الجيش حول إمكانية السماح لها بأخذ صور للمنطقة التي تعشقها والتي تحتضن جذور عائلتها، والمتاخمة لأرضها الأولى إذ حملت صرخات أجدادها وويلات مجازر سفّاحي الأتراك، فيجيبها الجنديّ السوري بالإيجاب وتبدأ جولة التصوير بفرح طفوليّ غريب.

    تعتبر الشابة أن الدعم التركي لهذا الحِراك كفيل أن يخيفها، فالسلطنة العثمانية لم تعرف إلا الغدر عبر التاريخ ولم تبنِ مجدها على الأرض التي احتلّتها إلا على الجماجم والخراب والتخلّف. ولا ينقص الفتاة دقة الملاحظة كي تلفت النظر إلى عدم الثقة بالأتراك حتى من قبل أنصار الحراك من السوريين، مستشهدة بكلام بعض أصدقائها في الغربة بأن تركيا لم تفعل حتى الآن أي شيء لدعم "الشعب الثائر" بل إنها تتكلم وتراوغ فحسب، دون الإتيان على ذكر تورّطها في الدم السوري.

    من جهته يرى جان الشامي، كما يحبّ أن يلقّب، أن الأرض الأرمنية المحتلّة ستبقى شاهدة على أكبر مأساة في التاريخ الحديث حيث يبدو واضحاً أن الأتراك لا يزالون على موقفهم القاتل حتى اليوم بإنكارهم لجرائم الإبادة الجماعية بحق شعوب المنطقة.

    وبلهجة شامّية سليمة يقول: "لستُ في صدد تقييم الوضع في سوريا، ولكني أتساءل كيف يمكن أن أضع يدي في يد قاتلي أو أحالفه يوماً. من يشكو من ظلم السلطات السورية لا يضع يده بيد الأتراك" متابعاً تذكيره بالجرائم الأخيرة المرتكبة بحق الأكراد والتي تمّ تجاهلها من قبل المجتمع الدولي والمعارضين السوريين.

    وعبر حملة جرد بسيطة للأصدقاء عبر الفايسبوك يستعرض الفتى الأرمني استحضار المؤيدين لذكرى المجازر على صفحاتهم في ظلّ العداء بين النظام والحكومة التركية، فيما يتناسى المعارضون قصداً المظلومية الأرمنية لأن التذكير بها ليس من مصلحتهم السياسية.

    وينفي تصديقه لشعار الإنسانية الذي يتشدق به الجميع بما يتناسب مع مواقفهم السياسية إذ إن المطلوب هو استخدام هذه الحادثة الإنسانية أو تلك من أجل البكاء وتباكي كل طرف أمام الرأي العام، دون أن ينكر أن موقفه يميل إلى تأييد السلطة السورية على اعتبار أن الأرمن عاشوا في كنفها أماناً افتقدوه عندما لجؤوا إلى هذه المنطقة هاربين من بطش الوحش التركي.

    وفي حين يمارس نيراري، الشاب الآشوري، معارضته للنظام السوري عبر الفايسبوك، مندّداً باعتقالات عانى منها بعض مسيحيي المنطقة الشرقية من الشمال السوري فإن شمونا، من سكان اللاذقية، تشرح استغرابها كآشورية آتية من الحسكة هذا الحرص التركي على دم الشعب السوري وتلك التصريحات النارية التي لا يملّ أردوغان إطلاقها ضد الرئيس الأسد وهو الرئيس الذي اعترف يوماً على منبر البرلمان السوري بأخطاء السوريين في لبنان، إلا إن الحكومات التركية المتعاقبة وفي مقدمتها حكومة أردوغان لم تجرؤ أن تقف موقفاً شجاعاً وتعتذر عن الجرائم التي ارتكبت بحق شعوب هذه المنطقة.

    وتسجّل السيدة شمونا تحفّظاتها على الرقّة التركية المفاجئة نحو الشعب السوري في حين لا تزال اليد العثمانية ملوثة بالدماء السورية والأقليات العرقية في التاريخ الحديث ومموِّلة للقتال الدائر على الأرض السورية في التاريخ الذي يُكتَب الآن.

    صورٌ حيّة في الوجدان الآشوري تستعرضها المرأة ذات الملامح العتيقة وتعبّر عنها بالهجوم على طبيعة الأتراك فبينما كانت شعوب الأرض تتنقل بهدف العلم والبحث والاكتشاف فإن الأتراك بنوا أمجادهم على اضطهاد على الأقليات الدينية والعرقية.

    آشوريون وكلدان وسريان وأرمن يروون شجونهم للآخرين في هذه الذكرى، إلا إنها ذكرى بطعم خاص هذه المرة، فمنهم من فقد صديقاً ومنهم من عاش الحِداد على جارٍ ومنهم من شهد مجازر معاصرة على يد أنصار تركيا في سوريا.. ليبدو التفريق بين مجازر الأمس واليوم غاية في الصعوبة. وهم الذين خبِروا هويّة ذلك القاتل يفتّشون في طرق السحل والتقطيع خلال الأزمة السورية ويعثرون على خلاصة واحدة.. أن القاتل واحد وأن "الذبح حلال" على الطريقة العثمانية.. فهل يعي السوريون هذا الدرس التاريخي المؤلم!!.

    عربي برس - مرح ماشي


    Photographs - Logos - Webs -
    Advertisements

    00963-932767014
    [email protected]

Working...
X