Announcement

Collapse
No announcement yet.

عميروش بين التأليه والبطولة -لسنا بحاجةٍ إلى آلهة. ولكن ألسنا بحاجة إلى أبطال ...؟! - سلمان إسماعيل

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • عميروش بين التأليه والبطولة -لسنا بحاجةٍ إلى آلهة. ولكن ألسنا بحاجة إلى أبطال ...؟! - سلمان إسماعيل

    عميروش بين التأليه والبطولة


    لسنا بحاجةٍ إلى آلهة. ولكن ألسنا بحاجة إلى أبطال ...؟!


    الكاتب : سلمان إسماعيل


    في مقاومتها الطويلة أفرزت الجزائر قادةً متطهرين حقاً. سطروا أمثولاتهم على الأرض وفي النفوس.


    في مرحلة المقاومة الأخيرة الحاسمة ( 1954 – 1962) عُرف القائد عميروش البسيط الثقافة شخصية شبحية مؤرّقة للا ستعمار الفرنسيّ آنذٍاك ما أكثر ما أعلنت الحربّية الفرنسّية خبر قتله وتصفيته، لكنها سرعان ماكانت تُصدم بعملية عميروشية صاعقة .. وعندما توصلت هذه الإدارة التي أتقنت الحرب النفسية بمعيار العلم الأكاديميّ، إلى أنَّ عميروش عصيٌ على الأخذِ، بعد أن جرَّبت كل أساليبها القتالية، هجرت أسلوب الإشاعة وقد أفلس، فالقائد عميروش محتضنٌ بالحب والطاعة والتمجيد من رفاقه المقاتلين الجهاديين وطنيياً، ورأت أن تفتش عن أسلوب يستثمر أحطَّ الوسائل الأخلاقية، ومثلها لايتردد إزاء هذا المسلك ، فالإشاعة لم تعد مجدية، بل لقد ارتدّت عليها لتجردها من المصداقية والمهابة...


    تتصاعد المقاومة الجزائرية ، وينعكس ذلك على إيقاع الحياة الفرنسية الذي جنح إلى العسكرة التي أوشكت لتطيح بالديمقراطية، وتجلىّ ذلك في تحريك الجنرالات داخل الجزائر، أولئك الذين لم يتستروا على نيتهم الإستئثار بالجزائر بفصلها عن باريس وإعلان استقلالهم الخاص، تحركت الديغوليّة تنقذ فرنسا، وجربت ذكاءَها الذي تمثَّل بالإصغاء إلى رغبة الخصم، وطرحت خيارات متعَّددة، وكان من ضمنها الإستقلال للجزائر، لكنها صوّرت هذا الإستقلال فتناً وتخبطاً وجوعاَ، وإزاء إصرار الجزائريين على إستقلالهم لم تجد بداً..

    من الجنوح للمفاوضات ، ولقد كانت الجلسات المتتالية ترسم الاتفاقية الشهيرة المعروفة باتفاقية ( إيفيان ) ، هذه الاتفاقية التي اقترنت باستقلال الجزائر ، لم تكن رغم ذلك ، واضحة تماما ، فملحقاتها السرية المفصلة ما كانت تعني استقلالا تاما يضمن للجزائرين السيادة غير المقيدة ، لقد أبقت الملحقات للمستعمر الذي سلم بالخسارة القتالية تجاه المقاتلين ، وعن طريق السياسة ، كثيرا من المكاسب المادية المتمثلة بشراكات متنوعة في الموارد ، والمعنوية التي تديمها العلاقات الثقافية و التربوية .
    ففي مرحلة كهذه ماذايبقى لعميروش ؟
    عميروش لا يستطيع أن يوقف الاتجاه الوطني الجزائري الغالب الذي ارتضى المفاوضات لكن عميروش الذي لم يكن مرتاحا للمساومات اكتفى بإعلان تحفظه ، فهو من خلال خبرته بعدوه ، لا يأنس لمواثيقه ، ولا يرتاح لمناورات المساومين المتلمظين للسلطة من جانب آخر .
    أعلن عميروش أنه يبارك للشعب الجزائري مكاسبه المدينة بالأساس لدماء المجاهدين ، لكنه قرر أن يبقي ، ومعه مجموعة تثق بمواقفه ، على سلاحه ويعتصم بالجبال ويراقب : (( هؤلاء الخواجات ..... يقصد الإطارات المثقفة ....... الذين يأتون من فرنسا ومصر وتونس وسوريا ...الخ . وهم يحملون شهاداتهم العلمية ، لا اعتراض على استلامهم زمام الإدارة ، بل ومبروك عليهم ...... لكن لننتظر خمس سنوات ، فإذا سارت الأمور باتجاه الشعب هبطنا الجبال وسلمنا سلاحنا ، وغادر كل منا إلى عمله مزارعاً أو راعيا أو مستخدما أو عاملا في منشأة.... أما إذا بدا أن الخواجات الوطنيين لم يفعلو إلا أن ورثوا كراسي المستعمرين وتقلدوا مناصبهم ، فعلى الثوار المتربصين بالجبال أن يتحولوا إلى شوارع العاصمة والمدن الأخرى ليكملوا الثورة ))
    هذه هي استراتيجية عميروش القائد الشعبي الذي أعلنها قبل أن تعقد جلسات ( إيفيان ) ، فماذا حدث؟؟؟
    قبل مدة من دوران جلسات ( إيفيان ) ضجت البلاد بخبر تصفية عميروش ....الفرنسيون وحدهم ، الذين كانوا يضعون إشاعات تصفيته ، لم يشاؤوا أن يصدقوا لكن الإشاعة تتأكد من كل مدينة ودسكرة ( منطقة )، لتصبح حديث الناس ، فماذا يفعل الفرنسي ؟؟ مادام الحدث مقروناً باضطراب ملحوظ في الجزائر ، فلا بد من الوقوف على الحقيقة ؟ و لأن العسكرية الفرنسية عودها عميروش على مفاجأته بالأفخاخ المنصوبة كانت هذه المرة ، أكثر حذراً : لقد ظلت فرقة فرنسية معززة بالأسلحة الثقيلة والفردية و بالمراقبة الجوية ، تزدلف من المكان الذي أصبح محددا ، بدقة وحرصت أن تتجنب احتمال الوقيعة ، ظلت هذه الفرقة يومين تقترب ببطء وهي ُتطهر المسالك إلى حيث الهدف ، وحتى إذا كانت على عشرات الأمتار من النقطة التي أجمعت التقارير أن جثة عميروش فوقها ، لم تتجرأ الفرقة أن تندفع لتحتفل بإنهاء مهمتها ، قبل أن توجه مجموعة استطلاع متطوعة ، ليتأكد لها الخبر المدوي الذي طمأن المتفاوضين على المضي بتسطير الاتفاقية بحروفها النهائية .
    عندما تأكد للفرنسيين أن الجثة هي لعميروش الذي يعرفونه جيدا ، تنفسوا الصعداء وأصبحوا أمام خصوم يصدقونهم ، وتحركت إجراءات الاتفاقية بانسيابية مريحة .
    لكن عميروش دخل في حالة من الغموض و ربما الأسطرة ، وطبقت على اسمه التنسيه استمرت طويلا بعد الاستقلال ولا مجال لمناقشة مضاعفاتها الآن .
    بالتأكيد لسنا بحاجة إلى عميروش إلهاً، ولكننا لانقدر، من طرف آخر، مهما كابرنا أن ننكر حاجتنا إلى عميروش بطلاً، فهل من خطر على أمةٍ إذا ما مجّدت أبطالها..؟!

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • #2
    رد: عميروش بين التأليه والبطولة -لسنا بحاجةٍ إلى آلهة. ولكن ألسنا بحاجة إلى أبطال ...؟! - سلمان إسماعيل

    تسلم ايدك يا أستاذ سلمان على ما تمتعنا به بين الفترة والأخرى...
    صدقت يا سيدي نحن أحوج ما نكون الى عميروش بطلا والى تمجيد أبطالنا!!!
    بانتظار جديدك دائما!!!

    Comment


    • #3
      رد: عميروش بين التأليه والبطولة -لسنا بحاجةٍ إلى آلهة. ولكن ألسنا بحاجة إلى أبطال ...؟! - سلمان إسماعيل

      قرأت ما كتب الأخ الأستاذ سلمان اسماعيل بهدوء وإمعان وأستنتجت أن الأبطال الذين لا يأمنون الأعداء يلامسون الآلهة
      هم أعداء لا صفة أخرى
      لا يؤمنون الجانب لهم أطماعهم ووسائلهم
      عميروش يا تلك الحقيقة البطولية يا من جعلت العدو يركع
      جثتك المسبية محراب يركع أمام جلاله آلاف الأبطال
      أنا من الأشخاص الذين يعتبرون الأبطال جزء من إله
      والركوع أمام عظمتهم ركوع للإله
      قيمة المرء ما يحسنه

      Comment


      • #4
        رد: عميروش بين التأليه والبطولة -لسنا بحاجةٍ إلى آلهة. ولكن ألسنا بحاجة إلى أبطال ...؟! - سلمان إسماعيل

        صدقت أخي زين ولكن وبالحقيقة فنحن لسنا بحاجة إلى آلهة
        الآلهة أساطير والأبطال واقع يعيش بيننا
        نحتاج إلى أشخاص أرضيين يعيشون بيننا ببطولتهم ولا يفيدنا ( اسمح لي ) آلهة تعيش كما قررنا نحن في السماء
        أود لفت انتباه أخوتي في المنتدى إلى أن لدينا في منتدى المقالات الكثير من مشاركات الأستاذ سلمان المتميزة جدا وعتبنا على أنفسنا بأنها من المواضيع الأولى في المنتدى والتي لم يتسنى الوقت للكثير منكم لقراءتها والاستفادة والرد عليها.
        أستاذنا سلمان اسماعيل باحث وأديب ومفكر والأهم أنه متنور ومجدّد من الطراز الأول .
        هي دعوة مني لكم لنبش كنوز منتدانا والتي لم يتقادم بها العهد طويلا لنثري الفكر والبحث ببعض ما هو موجود ومتاح بين أيدينا وبانتظار الجديد

        Comment


        • #5
          رد: عميروش بين التأليه والبطولة -لسنا بحاجةٍ إلى آلهة. ولكن ألسنا بحاجة إلى أبطال ...؟! - سلمان إسماعيل

          دائما الحذر مطلوب خاصة من المقربين الأقرب

          Comment

          Working...
          X