Announcement

Collapse
No announcement yet.

فارس الأحلام وفتاة الأحلام

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فارس الأحلام وفتاة الأحلام


    فارس الأحلام وفتاة الأحلام

    بين الحقيقة والخيال


    استطلاع نعيمة الزيداني

    غالبا ما تنتهي رحلة البحث عن فارس الأحلام بخيبة الأمل لتجد الفتاة نفسها تتقاسم عش الزوجية مع رجل قد يكون بعيدا كل البعد عن الصورة التي رسمتها في خيالها و تغنت بها أيام مراهقتها.نفس الأمر بالنسبة للشاب الذي قد يعود بخفي حنين من رحلته ليعلن أن فتاة الأحلام شيء والزوجة شيء آخر.

    وقد تتأجل خيبة الأمل لما بعد الزواج حيث تسقط الأقنعة ويبدأ كل طرف يكتشف عيوب الآخر بعد أن كان يظن أنه ارتبط بكامل الأوصاف...هذا إذا لم تستمر رحلة البحث حتى سن متأخرة يضيع فيها الحلم بالحب والاستقرار.

    في استطلاعنا لهذا العدد من فرح سنحاول تسليط الضوء على صورة فارس الأحلام وفتاة الأحلام في عيون الشباب العربي من خلال استقراء مجموعة من الآراء.




    أشرف الساخي28 سنة من المغرب يقول :" أتهم وسائل الإعلام بالترويج لكذبة كبرى اسمها فتاة الأحلام من خلال ما تقدمه من فيديو كليبات تهدف إلى السيطرة على تفكير الشباب وزرع حلم مدمر في عقولهم يجعلهم يلهثون وراء صورة الفتاة الجميلة شبيهة شاكيرا أو نانسي أو هيفاء ناهيك عن المسلسلات التركية التي جعلت من مهند فارسا لأحلام الفتيات ومن نور وسمر وغيرهن فتيات أحلام العديد من الشباب .

    هذا النوع من الأحلام والتصورات يجعل الشاب بعيدا عن واقعه، فاشلا في بلوغ السعادة التي يصبو إليها والتي لا يمكن تحقيقها إلا إذا وضعنا في اعتبارنا أن الواقع يلزمنا أن نكون أكثر واقعية وعقلانية وعمقا وأن نبتعد عن التفاهة والسطحية.

    و شخصيا أؤمن بفتاة الواقع التي أبحث عنها لأرتبط بها بجدية ولتكون بيننا المودة والرحمة.

    فتاة أحبها بإيجابياتها وسلبياتها وتبادلني الحب نفسه,فتاة تقنع بالقليل ليرزقنا الله بالكثير ,فتاة تشاركني الأفراح والهموم ,وتقف بجانبي في السراء والضراء ,ولا يهمني شكلها بقدرما يهمني قلبها وعقلها واستعدادها لمساعدتي من أجل بناء حياتنا المستقلة.




    هانى 25 سنة من مصر، موظف بشركة سألناه عن مواصفات فتاة أحلامه فأجاب" إنسانة ذات دين وخلق جميل ,تفهم معنى الحياة و تحافظ على سر زوجها و أطفالها وتصون نفسها في غياب الزوج.

    أتمنى أيضا أن تكون زوجتي المستقبلية فتاة متعلمة "حاصلة على شهادة عليا" وتعمل لأن الحياة في تطور سريع يفرض على الزوجين العمل معا والتعاون لتحقيق أحلامهما.

    أما أن تترك المرأة التعليم أو أن تكتفي بالجلوس في البيت بعد أن حصلت على أعلى الدرجات العلمية فهذه مظاهر تدل على انعدام الوعي ونقص الطموح لأن المرأة المسلمة شريك أساسي في تنمية المجتمع من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم .

    ويضيف هاني : حاليا وللأسف , كثيرا ما ترتبط الفتاة بصاحب المال فقط من أجل ماله, وبالمقابل يرتبط الشاب بذات الجمال دون النظر إلى جوهرها ,وبعد مدة يحدث الطلاق لأن الاختيار كان قائما على الطمع أو الانبهار فقط بالشكل دون التفكير في الصفات الجوهرية التي يتميز بها كل طرف."



    المهندس جاسم محمود سوري مقيم بالسعودية يقول" للفتاة المثالية لدى الشاب صورة رسمها في خياله ويحاول منذ بلوغه العثور عليها ليتوجها فتاة لأحلامه ومن ثم يبدأ في وضع الخطط والبرامج المستقبلية التي ستمكنه من تحقيق هدفه ليعيش معها تحت سقف واحد يجمعهما الحب والتفاهم.
    وفي نظري فتاة الأحلام هي الإنسانة المستقلة التي تستطيع الاعتماد على نفسها وتفكر بطريقة إيجابية , الفتاة المنطلقة الجذابة الجميلة دون ابتذال , الإنسانة الواعية الحساسة التي تهتم بمشاعر شريكها في الحياة وبتوازنه النفسي فتبتعد عن التسلط ولا تمارس عليه الضغوط , الفتاة الذكية التي تعرف كيف تعبر عن حبها دون أن تفقد حياءها كأنثى ,الفتاة التي يجد فيها الرجل الصديقة و الحبيبة بمعنى أن لا تكون العلاقة تقليدية مملة بل أن يكون هناك نقاش وتواصل فكري بين الاثنين."





    وفي حديث سابق لفرح، قالت الشاعرة العراقية الشابة نور ضياء السامرائي:

    "بالنسبة لفارس الأحلام فلا توجد بنت لم ترسم صورة لفارس أحلامها... رسمته وكتبت عنه ولم يظهر لليوم في حياتي، وأنا امرأة ترفض فكرة الحب التي تعلمها مجتمعنا مؤخرا فأبناء جيلي يريدون الحبيبة لعبة لهم. أما أنا من رأيي أن الرجل لو أحب بصدق فعليه أن يتقدم لخطبة الحبيبة ومن غير تأجيل، الأعراف الهاشمية ومكانة والدي الاجتماعية والأسرية حكمت عليَّ أن أكون متزنة....

    كانت أمي تعلمني أن البنت التي لا تميل لشهوات الزمن تظل بنتا راقية ونقية في عين الناس وفي عين الله، وتقول لي: " اتخذتك يا ابنتي شمعة لكوني فحافظي على كون أمك.." كانت تدفعني لرسم مستقبل له صرح وتقول:" أرسمي فارس الأحلام شعرياً لكي تتمتعي بظهوره" وتقول: "سوف يظهر فارس أحلامك في يوم ما" واخترت له ميزات خرافية مما جعلني أعشق شخصية وهمية راقية في المثل والأدب لا يمتلكها إلا فرسان العرب، لذا رفضت الكثير من العرسان لأني لم أجد في أي منهم الصورة المثالية للرجل كما أحلم به."




    ابتسام 28 سنة من تونس تقول: "أختلف تماما مع من يرون أن فارس الأحلام شخصية وهمية لا وجود لها فأنا مثلا كنت قد وضعت مواصفات محددة للشخص الذي أريد الارتباط به مثل قوة الشخصية والرومانسية والأخلاق الحسنة والسن المناسب والثقافة العالية لذا رفضت الكثير من العرسان اقتناعا مني بمنطقية شروطي إلى أن حقق الله حلمي و وجدت في ابن عمي الذي تقدم لخطبتي بعد حصوله على الدكتوراه في علم النفس و عودته من فرنسا صورة مطابقة للرجل الذي كنت أحلم به وهكذا ارتبطنا لنعيش معا حياة كلها حب و دفء ورومانسية.




    سليمة 32 سنة من الجزائر: " كانت الفتاة في الماضي ترسم صورة مثالية لفارس أحلامها وتعيش مع هذه الصورة في مخيلتها منتظرة اليوم الذي سيتحقق فيه أملها دون أن يخطر ببالها أن ما تنتظره قد يكون مجرد سراب فالرجل المثالي لا وجود له.

    أما فتيات اليوم فقد أصبحن أكثر واقعية فهن يفكرن في الزواج كمؤسسة يلزمها تسيير عقلاني ولها متطلبات مادية إلى جانب العواطف والتفاهم والانسجام.

    والأكيد أن لعامل السن أيضا دورا مهما في تحديد مواصفات فارس الأحلام فشخصيا خلال مرحلة المراهقة كنت أحلم بمطربي المفضل كاضم الساهر مثلما هو حال الكثيرات حاليا من المعجبات بتامر حسني مثلا ,و في مرحلة الجامعة كنت أرى في أحد أساتذتي نموذجا للرجل المثالي المثقف والوسيم .

    أما الآن فقد توقفت عن الحلم وأصبحت مقتنعة بضرورة البحث عن إنسان جاد مستعد لتحمل مسؤولية الزوجة و الأطفال... دون أن أدقق كثيرا في شكله أو مستواه المادي أو الاجتماعي, المهم أن نحس بالارتياح لبعضنا البعض و أن تكون لدينا نفس المبادئ و الأفكار والأهواء لنكون منسجمين ومتفاهمين... ومن أجل ذلك قمت بتسجيل بياناتي في مجموعة من مواقع التعارف من أجل الزواج.من يدري قد أجد زوج المستقبل ينتظرني على النت؟؟؟"




    الكاتب أحمد البلقينى من مصر يقول:" حسب رأيي الشخصي فإن اختيار الحبيب حاليا أصبح صعبا جدا لاختلاط مشاعر الاحتياج للحنان و شريك الحياة بمشاعر الحب الحقيقي مما يجعل الفتاة تنظر لأي شاب وسيم على أنه فتى الأحلام و يصبح بالنسبة لها نموذجا في كل شيء ,نفس الشيء بالنسبة للشباب لذا ينبغي التفريق بين الحب و الإعجاب و الرغبة الجنسية و الاحتياج للحنان و المودة فالفرق شعرة رقيقة لكنها تؤدى لنتائج كبيرة."

    وأخيرا، يرى الدكتور أحمد المجدوب- أستاذ علم الاجتماع- بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى العنوسة في كثير من الأحيان هو نموذج فتى أو فتاة الأحلام وذلك بسبب المغالاة في المواصفات الخيالية والتي تؤدى إلى البقاء لسن متأخر بدون زواج؛ لذلك يجب على كل فتاة أو شاب التواضعُ في المواصفات لأن فتاة الأحلام فكرة وهمية تضعها وسائل الإعلام من خلال فتيات الإعلانات والفيديو كليب والفنانين وغيرهم ، ولما كان الجميع يبحث عن الكمال والتميز فإنه لن يجدَ بسهولة من تنطبق عليه مواصفات فتى أو فتاة الأحلام وهذا ما يزيد المشكلة تفاقما.
Working...
X