Announcement

Collapse
No announcement yet.

«الشاعر الراحل "محمد حامد" على منبر الذاكرة» دمشق ـ السويداءـ علاء الجمّال

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • «الشاعر الراحل "محمد حامد" على منبر الذاكرة» دمشق ـ السويداءـ علاء الجمّال

    يرى أن الشاعر هو نبي عصره
    الشاعر الراحل "محمد حامد" على منبر الذاكرة
    كم أريد من الوطن أن يكون وطناً

    دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
    «الوطن والإنسان والحرية، محاور أشبعت نفسي بالتأملوالجمال، وحثتني إلى استنطاق البعيد ورؤية الآتي، إنني أساوم على كل شيء ما عداها». «علىالشاعر أن يكون نبي عصره، يرى ما لا يراه الآخرون، وأن يكون الأقدر على رؤيةالأمل في حالة اليأس». «أنا أؤمن بالوضوح، بالخير، بالحق، بمقارعة الشر، بالناهضين القادمينمستقبلاً».
    أقوال للشاعر الراحل "محمد حامد" الذي توفي في صباح يوم الاثنين 31 /5 /2010 في بلدة "ملح ـ السويداء" إثر سكة قلبية مفاجئة، كانت فاجعة فاجأت الجميع... عُرف الراحل بخوضه العميق في مذاهب الشعر الوجداني والقومي، وهو أديب وشاعر ومترجم، جاد الكلمة، عفيف القول، نقي القلب، شديد الولاء لوطنه ومجتمعه الأصغر ـ "ملح" البلدة التي ولد وتربى بها.
    ويعتبر من الأشخاص المتيمين بالصمت والتأمل والوحدة والصفاء، كان قليل الابتسام، كثير الفكر، شديد الملاحظة، حكيم الجواب... شغفه الشعر، وهمه الأول رسالته الأدبية... ونظراً لخصوصية صفاته... حيا في منطق جاد للحياة، وحدّة قوله... أبعدته بعض الشيء عن فضاء المجتمع الشعبي، فكان فراغه القراءة، وتأمله قصيدة الشعر، وصمته مشروع أدبي، وفكره الحنين والوطن... رحم الله أديبنا، ورحم كل نفس طيبة مزقت قيد القهر... ومضت إلى علياء خلودها.
    موقع "المفتاح" تقديراً وعزاءاً عاد إلى أرشيف أديبنا الراحل، وأحيا الحوار التالي:
    * من الشاعر في تصورك؟ يقول الراحل: «الشاعر نبي عصره، يرى من جوهر القضية الإنسانية ما لا يراه غيره، إنه الأقدر على رؤيةالأمل في حالة اليأس العام. أنا ضد الشاعر المغلق والشاعر المتسطح، فعلى المغلق أنيترك ولو متسعاً صغيراً في أشعاره من الوضوح حتى أدخل إليه، وأتعرف إلى ما غمضمن أبعاد كلماته... والمتسطح عليه أن يرتفع بمستوييه الثقافي والفكري احتراماًللآخر القارئ والمخاطب. تأثرت بالشاعر الفلسطيني الراحل "محمود درويش" إنه مثليالأعلى للشاعر والمفكر والفيلسوف والمقاوم والواضح والسامي»
    * هل تشجع الالتزام السياسي للشاعر؟ يقول:«أشجع الالتزام الاجتماعي للشاعر ولا أشجعالالتزام السياسي حتى لا يصبح الذهن أحادي الفكر، ولكنني أقول: الشاعر عصفور حر، فدعوهيحط على الغصن الذي يريد... ولا تبنوا له قفصاً حتى وإن كان من الذهب».
    ويضيف: «"تراث وتراب" عنوان مجموعتي الشعرية الجديدة، التي لا تخرج في مضمونها عن الخط الفكري العاملدي الوطن والحرية والإنسان، وإنما تتمتع بالعمق والبعد أكثر من سابقاتها، فمنإحدى صورها أختار قصيدة بعنوان: "هو الخوف" أقول في أحد مقاطعها:
    "متى تترجل ريح الشمال/ متى تستعيد الجبالبهاء الجبال/ وتمضي السواقي إلى اللحظة الباهرة/ هكذا سيسكت الضجيج/ ستنهار كلاللغات/ ويبقى النداء الأخير/ ليخرج من جعبة الصمت بوح التراب الحزين/ وترجع مثلالهديل إلى نبضها الذاكرة"، فلكم أريد منالوطن أن يكون وطناً، وكم أريد من نفسي أن أكون مواطناً بكل المقاييس والمعايير»
    * عملك في ترجمة الأدب الفرنسي إلى العربية هل تعتبره خروجاً عن أدب الشعر؟ يقول: «عملي في ترجمة الأدب الفرنسي لأجل التنويع المعرفي لا أكثر،والشعر ليس كل الأدب، والترجمة نوع من أنواع الأدب، ولا أخفي أن ترجمة الرواية الواحدة قدتستغرق مني سنة كاملة من العمل، وحتى الآن ترجمت ثلاث روايات: رواية "نيسانأقسى الشهور" للروائي "كلود كورشي" وهيقيد الطبع حالياً في دار "الحوار" في اللاذقية، ورواية "حساء من أعشاب البر" للروائية "إميلي كارل" وراوية "الباب الضيق" للروائي "أندريه جيد"، والروايتانتنتظران الموافقة من وزارة الإعلام».
    * شعر المغترب... الذي يشكل ذاكرتك الأولى في الشعر... هل لك أن توضح سماته؟ يقول الراحل: «شعر المغترب... إنه الحنين والألم والقلقوالحزن والتفكير الذي لا يشاركك به أحد، إنه ذاكرتي الأولى والأكثر طهراً لكنهاليست الأكثر عمقاً، فلابدّ للشاعر من شيء يقوله مع تجدد قصائده... والشعر الذييفتقر إلى الموضوع يصبح مجرد ثرثرة جوفاء لا طائل تحتها، واللغة التي لا تمر علىفمي ليست لغتي والبرق الذي لا يضيئني لا يعنيني وهذا ليس أنانية فأنا أتكلم باسمالشريحة الأكبر في المجتمع».
    * كيف تنظر إلى حالة الاغتراب النفسي والعزلة التي تحضر الشاعر، فتنكفئ به مع هواجسه عن المجتمع؟ يقول: «عرفت خلال حياتي الاغتراب عن الوطن ولمأعش الاغتراب النفسي، الأمل دائماً يشعلني ويضيئني ويرسم لي طريق الإياب، الأمل لم أفقدهيوماً حتى وإن عبّرت بعض قصائدي عن شيء من السوداوية... فما ذلك إلا دافعاً إيجابياًوليس سلبياً، فأنا أؤمن بالوضوح، بالخير، بالحق، بمقارعة الشر، بالناهضين القادمينمستقبلاً... الاغتراب نوع من أنواع القلق والمعاناة اللذين يصنعان الشاعر، فإناستراح فكره من ذلك فقد شاعريته وعجز بالتالي عن تحقيق ما يصبو إليه، وعندهافليعتزل الشعر وليبحث لنفسه عن مهنة أخرى، وطالما أن معاناة الإنسان لا نهاية لهافالشعر متجدد لا ينتهي».
    * المرأة في متخيلك؟ يقول: «أعترف أننيمقلٌّ في شعر المرأة لأني لم أستطع استيعاب هذا الكون، والمرأة هي الكون وديمومةالحياة والجمال».
    * من هي زينب التي تحدثت عنها في مجموعتك الشعرية الأولى أحداق للزمن الاخر؟ يقول الراحل: «"زينب" فتاة مُهجّرة من جنوب لبنان كنت أراها يومياً علىرصيف "الروشة" تبيع "الشكلس" والكبريت وأشياء أخرى... جلست معها حدثتني وكشفت ليموقع رصاصتين في صدرها جراء الغزو الإسرائيلي الأول، وكانت تنام في عبّارة تحت الجسر،فسألتها: لماذا ليس لك بيت؟ فأجابت: «"الحريري" امتلك ثلثيبيروت فلم يترك "لزينب" بيتاً تعيش فيه» تأثرتبقصتها، فكانت قصيدتي "زينب" التي نالت المركز الأول في فرع اتحاد الكتاب العرب في "السويداء"».
    * الشعر الحديث في رأيك إلا ما يفتقر؟ يقول: «بعض أنواع الشعر الحديث باتت مفتقرة للعمق والبعد وجوهر القضية الإنسانية... مفتقرةإلى جاذبية المفردة البريئة، مفتقرة إلى الوضوح والرقي، أنا لا أعمم قولي... فهناك شعراء تربعوا على قمة الإبداع، مثل: "محمود درويش" و"سميح القاسم" و"نزار قباني" وغيرهم الكثير... وبات لهم بصمة لاتنسى. أما الحداثة في الشعر فعليها أولاً أن تعتمد على الفكر والتاريخ بلا قيد وخوفوتملق حتى تنتج الإبداع،
    ويضيف: «في أشعاري لاأختار مفردتي، إنها تأتيني من تلقاء نفسها، وعندما أكتبها أفقد الإحساس بكل شيء حولي حتى الضجة لا أسمعها، ففي أحد الأيام مثلاً: وضعت قلمي على الورقة فكانت نقطة، وظلت نقطة لمدةشهر، ثم خلال /3/ ساعات كانت القصيدة، فالقصيدة هي التي تكتب الشاعر وتفرضعليه لحظتها،والناس يتقبلون الكلمة الواضحة المعبرة التي تنطق بغير معناهاوتخاطب ما وراء العقل، فتؤثر بهم ويتفاعلون معها على أن تبتعد عن المباشرة والخطابيةوالاستخفاف بعقل المتلقي».
    ذكرى في سطور
    ولد الشاعر "محمد حامد" في بلدة "ملح" عام 1952أنهى دراسته الجامعية في "دمشق" وحصل على إجازة في الأدب الفرنسي عام 1981. عمل مدرساً للغةالفرنسية في مدينة "الحسكة" ثم "دمشق" ثم "السويداء" ثم عمل مديراً لثانوية الشهيد "معذى دبيسي" في "ملح" بعد أن درّس فيها فترة من الزمن، وعمل رئيساً للمركزالثقافي العربي في البلدة، وخلال هذاالخط سافر إلىلبنان والأردن وليبيا بقصد العمل، وفي ليبيا نشرت له المجموعة الشعرية الأولى غيوبليتها لا تأتي صدرت عن دار النشر "طرابلس" وعمره حينها كان20 عاماً، والمجموعةتحكي عن الألم والمعاناة الشخصيين له. أما مجموعته الثانية: أحداق للزمن الآخرفصدرت عن دار "المجد" في سورية، وهناك مخطوط جديد له قيد الطبع بعنوان: تراثوتراب.
    شارك الشاعر "حامد" في أكثر منمسابقة شعرية في مهرجان المزرعة للإبداع الأدبي والفني وحصل على المركز الأولمرتين، كما حصل على المركز الأول في مهرجان الشعراء القطري في "الرقة" عام 1983. كتبشعر التفعيلة الذي يشكل معظم أشعاره، وكتب في الشعر العامودي عدة قصائد... منها "أنادمشق"، التي يقول في أحد مقاطعها: "لك يادمشق نذرت عهدَ وفائي/ وإليك يمضي خافقي ودعائـي/ لي في سمائك نجمةٌ ومحطة/ ولك الهوى وقصيدتي وولائي".

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ـــــــــــــــــــ


    ** أطياف من الذاكرة...
    ** الشاعر الراحل "محمد حامد"
    ** غلاف مجموعته الأولى: عيوب ليتها لا تأتي
    ** غلاف مجموعته الثانية: أحداق للزمن الأخر
    ** صورة أخرى من حياته













    «الشاعر الراحل "محمد حامد" على منبر الذاكرة» دمشق ـ السويداءـ علاء الجمّال







    alaa Jamall
    009630940920780


  • #2
    رد: «الشاعر الراحل "محمد حامد" على منبر الذاكرة» دمشق ـ السويداءـ علاء الجمّال

    للفقيد الراحل روض من الجنة
    ولروحه نهر من كوثر
    رحمه الله وأسكنه نعيم الفردوس
    وحبنا الله ونعم الوكيل
    قيمة المرء ما يحسنه

    Comment

    Working...
    X