Tweet
نصوصه اعترضت المفاهيم الضعيفة المتفشية في العالم العربي
"محمود شاهين" لـ المفتاح:
ثقافة العصر لا تلمس جوهر القضايا العربية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
◘◘لقمة العيش في بلداننا من أسباب التأخر الثقافي وانتشار الأميّة◘◘
دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
هو القاص والروائي الفلسطيني "محمود شاهين" المولد في القدس عام 1946 كتب القصة والرواية والدراسة والنقد الأدبي والفني… وعرف بأعماله الروائية الملحمية ذات النصوص الأدبية والفلسفية الصادمة والمعترضة للأخطاء والقناعات الضعيفة المتفشية في الواقع العربي.
هو فيلسوف حلم بالعدالة الاجتماعية وتمنى إمكانية تحقيقها رداً منه على الظلم الذي عانى منه الإنسان العربي، أعماله الأدبية: نار البراءة، الخطّار، الأرض الحرام، الهجرة إلى الجحيم، الأرض المغتصبة، ملحمة الملك لقمان، غوايات شيطانية، موتي وقط لوسيان.
موقع "المفتاح" تعرف إلى خصوصية هذا المبدع بين عوالمه في الأدب والفلسفة، وذلك عبر الحوار التالي:
◘ العدالة الاجتماعية كانت حلماً بالنسبة إليك، فهل بلغت مرادك منها؟
◘◘ حلمت بالعدالة الاجتماعية منذ طفولتي وكنت أهجس بها في أحلام يقظتي… ظننت أن الملوك وحدهم من يستطيعون تحقيق العدالة لذلك حلمت بأن أكون ملكاً حتى أحقق عدالتي غير أنني عرفت لاحقاً أن عدالة الملوك تتناقض مع حلمي حتى العدالة السائدة اليوم لا تتوافق مع حلمي على الإطلاق.
◘ عملت على مشروع أدبي بعنوان ملحمة الملك لقمان، هلا أطلعتنا على أبعاد هذا المشروع؟
◘◘ قبل 14 عاماً بدأت العمل على مشروعي الأدبي ملحمة الملك لقمان، وحينها لم أعرف أني أستنهض أحلام طفولتي لأحقق حلمي بإيجاد العدالة الاجتماعية، فكانت الملحمة تجسيد لحلمي متضمنة فلسفتي للعالم ورؤيتي للوجود، وفيها حاولت الإجابة على تساؤلات كثيرة استأثرت اهتمامي وبحثي، ومع دخولي سن 48 أًصبح لي فلسفة خاصة وملحمة الملك لقمان أتت خلاصة لهذه الفلسفة، علماً أنها لم تكتمل حتى الآن وما صدر منها هو جزءان في مجلد واحد.
◘ هلا ذكرت بعض المحاور الفكرية التي تناولتها الملمحة؟
◘◘ تناولت الملحمة محاور فكرية مختلفة… مثلاً: الغاية من وجودنا كبشر، رؤيتي للخالق، رأيي في الرسالة الإنسانية التي يجب أن نقدمها، جميعا مسائل ليست بالسهلة ولم يستطع أحد الإجابة عنها إجابات قاطعة، وما كتبته حتى الآن عنها اجتهاد إنساني لا أكثر ولم يصل إلى حقيقة مطلقة، وملحمة الملك لقمان تناولت هذا الاجتهاد… فيما يخص تفسيري للعالم والكون.
◘ بالنسبة إلى ملحمتك الثانية غوايات شيطانية، هلا أوضحت البعد الذي استوحيتها منه؟
◘◘ أتت هذه الملحمة على هامش ملحمة الملك لقمان، وهي مستوحاة من الأساطير والمعتقدات الدينية وغير الدينية المتغلغلة في تراثنا بدءاً من عبادة الشمس والقمر والزهرة مروراً بعبادة عشتار وإيل وبعل… وانتهاءً بالديانات السماويّة الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية، ومما رأيت كأديب وباحث… أن هذه الأمّة لا ترقى إلا عبر مخاطبتها بأساطيرها ومعتقداتها.
◘ تناولت فلسفتك مسألة الوجود الإلهي، هلا أوضحت الصورة التي خلصت إليها؟
◘◘ الخالق أراه كما رآه العلامة المتصوف ابن عربي متجلًٍ في كل وجه وظاهر في كل صورةً، ولكن فلسفتي تتناول في أحد جوانبها مسألة الخالق غير الكامل "ابن عربي" نزّه الذات الإلهية بأسمائها وصفاتها، وأنا من وجهة نظر مغايرة تجاهلت المسألة ورأيت أن التنزيه ليس خارجاً عن الوجود، لذلك كانت فلسفتي مادية روحية لا تنفي وجود الخالق لحاجة البشرية إليه ولا تضرب عرض الحائط بالحياة الإنسانية الدنيوية، إنها مجرد اجتهاد إنساني قابل لكل الاحتمالات بما فيها الدحض.
◘حقيقة الأدب من وجهة نظره◘
◘◘ لا يوجد أدب مجرد من القيم الأدبية والفلسفية، ومن يكتب تجد مؤلفاته مندرجة تحت قيم أدبية أو فلسفية ما… مرجعيتها الإيمان أو العقيدة، والأديب إن لم يشعر بتلك المرجعية لن ينطلق من تلك القيم ليتجاوز الواقع، لذلك تجد معرفتنا قياساً بالمعرفة الإنسانية ضئيلة جداً فكيف ننعت أنفسنا بالعلماء وينقصنا الكثير لنتعلمه بعد؟
خلال حياتي… قرأت الفلسفة الإغريقية والفلسفات المعاصرة لا أقول أني تعمقت بها لكني أخذت منها ما أشبع روحي وأغنى معرفتي وكلمتي، مثلاً: أفدت من الفكر الصوفي الإسلامي وإذا ثمّة جديد في فلسفتي فإنه يقوم على فكرة الخالق غير الكامل الذي يحتاج إلى وعينا الأسمى لتطوير الحياة، فالوجود الإلهي يكتمل بوجودنا، وكل من قدم خدمة إلى الحضارة الإنسانية ساعد الله في عملية الخلق.
◘ هل لك أن تقدم تحليلاً يشرح أسباب التأخر الثقافي في بعض مجتمعاتنا العربية؟
◘◘ التأخر الثقافي متعلق بمشكلة حقيقة وهي عدم الإقبال على القراءة وذلك ملاحظ في معظم الدول العربية سيما أن نسبة الأمية على وجه التقريب تبلغ حوالي 70% فما أسباب هذه المشكلة؟. لماذا تطبع دولة مثل إسبانيا في العام الواحد ما يعادل مطبوعات الدول العربية مجتمعة في عام واحد إذا لم يكن أكثر من ذلك بكثير؟
العالم العربي اليوم يفتقر إلى تشجيع حقيقي للثقافة، أما الثقافة المطروحة فهي خارجة عن العمق الروحي وتتناول فقط القشور من كل شيء بمعزل عن جوهر القضايا الأساسية التي عانى منها الإنسان العربي طويلاً، كالدخل الضئيل للفرد مثلاً هل يتيح له حيزاً لشراء الكتب العلمية أو المعرفية أو الأدبية التي تستحوذ اهتمامه؟. فلو أوجدنا مناخاً حياتياً يلاءم القارئ العربي وينسجم مع تطلعاته الفكرية والإبداعية، ويؤمن له لقمة عيش كريمة… ألن يتلاشى تدريجياً التأخر الثقافي وتضمحل نسبة الأميّة؟.
◘ «لا معنى لأدب يكشف للناس ما يعرفونه» ما الغاية الأدبية التي رميت إليها عبر مقولتك هذه؟
◘◘ الناس ليسوا بحاجة إلى من يقصّ عليهم مأساتهم… إنهم بحاجة إلى أدب جديد يكشف لهم ما يجهلوه ويريهم حقائق وجودية غائبة عنهم ثم يمنحهم تحريضاً لتطوير أنفسهم فالرقي إلى العيش والتفكير الأمثل،
والأديب يحمل لواء هذه المسؤولية ويختلف بها عن المؤرخ والباحث الاجتماعي، إنه يشخّص الممكن والجوهري والأساسي ثم يصطفي وقائع عالمه الأدبي والحياتي وينقلها بالصورة المثلى التي تخلق المتعة والفائدة والتطور… هذه مسؤوليتي التي عهدت نفسي بها، والآن وبعد حصولي على موافقة اتحاد الكتاب العرب في دمشق على نشر مؤلفاتي التي تعذر نشرها سابقاً أفكر بالعودة والسعي خلف أحلامي المؤجلة في الأدب
◘ دائرة الصراع الحياتي ماذا تعني لك؟
◘◘ هي صراع الحياة… إما أن تغادره منتصراً أو تبقى فيه مهزوماً، وإن انتصرت لا يعني أنك حققت ما تريد والهزيمة لا تعني أنك نزلت أسفل السافلين، دائرة الصراع لا تنتهي وأنت تخوضها باستمرار عبر التجربة والتواصل والإقدام… هكذا بدأت وحلمت أن أكون أهمّ روائيّ في العالم وليس في الوطن العربي إلا أنني صدمت بلقمة العيش، فوجدت نفسي أجري خلف الصحافة التي استنزفتني طوال 25 عاماً فأصبحت الكتابة الأدبية لدي لحظة فراغ أستغلها وهذا لا ينتج أدباً عظيماً، وحين قررت التخلي عن الصحافة والتفرغ للأدب كتبت على مستوى طموحي، ولم أجد أحداً يجرؤ على نشر أعمالي لأن نصوصها تقدم رؤية جديدة صادمة في الأدب الحديث، وذلك جعلني أتحول إلى الفن التشكيلي منذ 15 عاماً... ويبدو أنني كرسام أصبحت معروفاً أكثر مني كأديب رغم ترجمة بعض أعمالي الأدبية إلى لغات عديدة الإنكليزية والفرنسية والألمانية والتركية… ولي في العالم حالياً أكثر من 7000 لوحة في أكثر من 80 دولة، وقد أقمت معارض شخصية في برلين وباريس وغيرهما من عواصم عالمية وعربية.
◘ بالنسبة للقضية الفلسطينية، هل من حل برأيك؟
◘◘ حسب وجهة نظري لا يمكن إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية إلا بإقامة دولة على كامل التراب الفلسطيني يتعايش فيها الجميع على غرار ما حدث في جنوب إفريقيا… وأية حلول مرحلية مساعدة لن تدوم إلى الأبد ومصيرها الزوال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
◘مختارات من أعماله◘
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
◘ الهجرة إلى الجحيم (رواية)
◘ الخطار (مجموعة قصصية)
◘ من أعماله التشكيلية
◘ الروائي "محمود شاهين": لقمة العيش في بلداننا من أسباب التأخر الثقافي◘ دمشق ـ علاء الجمّال
Alaa Jamall