الصداقة
يا لها من كلمةٍ ... تحمل في طيّاتها ... معانٍ صعب إدراك كنهها ... و للولوج في خضمها ... تحتاج إلى سبّاح ماخر ... ليمخر عبابها ... وصيّاد حاذق ليظفر بدُرَرِها وكنوزها ....
آهٍ... ثم آه ... كم تحتاج البشرية لتلك الكلمة بمعانيها لتحظى بتبرها وجواهرها ... فالإنسان مدني بطبعه يحب أن يألف و يُؤلف ويميل إلى المؤانسة والاجتماع بالناس ... فالصداقة كلمة مؤلفة من سبعة حروف ... هل تعلمون أحبائي أنّ السبعة لم تأتِ عن عبث ٍ وفراغٍ فالعالم الكوني قائمٌ على السبعة ... السبع طباقاً ... ومثلهن الأرض ... ولو حاولنا البحث عن السبعة لأخذ منّا مجلدات ... وإن شئتم أصدقائي في المقالة القادمة نعمد إلى التعريف بذلك بعد أن نصبح أصدقاء وخضوعنا جميعاً إلى شروط الصداقة وننضوي تحت لوائها ... إذاً ما هي شروط الصداقة ... برأيكم ... اكتبوا إلينا حتى نبدأ الحوار المتبادل ... ونتفق على أن تكون قناة عبور لتمتين عرى الصداقة ... بالمسائل التالية :
1ً – تعريف الصداقة وأهمية الأصدقاء الأوفياء
2ً – شروط الصداقة الحقيقية
3ً – موقفك من الصديق إذا أخطأ
4ً – واجبك نحو الأصدقاء
- سنعمد في كل عدد من مجلتنا أن نكتب عن كل مسألة منفردة ورأي الأصدقاء ... ثم نجمع الحوارات والآراء ونستخلص المتفق عليه بالأغلبية ونعتمدها كقاعدة إرتكازية للأصدقاء للانطلاق نصوت الصداقة عالياً ... بالآفاق ... معمهين روح الأمن والاستقرار لأرواحنا جميعاً ... نحو مجتمع إنساني حضاري بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ...
- لنعد لحروف الصداقة السبع ومدلةلاتها :
1- الألف ... تعني الحب والحب لا حدود له ليس له بداية ولا نهاية إن اجتمعت عناصر العشق
2- اللام ... اللقاء .. وأي لقاء .. لقاء الأحبة
3- الصّاد ... الصدق .. وباتحاد الحب بالصدق كانت الحياة أجمل ما هي عليه وسمي الصديق صديقاً لصدقه وإخلاصه بالحب
4- الدّال ... دأب دائم على المودّة و التّراحم والإخلاص
5- الألف ... الاحترام المتبادل
6- القاف ... القمر .. ذاك المعشوق طالما كان صديق العشاق العذريين وغيرهم وخاصة الشعراء وذوي الأحاسيس المرهفة .. وهي قوة العلاقة وصلبها
7- الهاء ... هناءة .. سعادة .. حلم دائم
هذه حروف الصداقة ... لو ركّزنا بالبحث بها لاستنبطنا كتباً ... وكانت مادة ينطلق بها نحو حياة أفضل دون زوابع و كوارث ... ولاستقام العالم وعمّ السلام والأمن إلى القلوب جميعاً على وجه البسيطة وهذه نفحة من نفحات الصداقة ...
و الصداقة ليست حكراً على جنسٍ دون جنس فهي تلج القلوب دون مشورة و استئذان خارقة الحواجز والموانع غير أبهةٍ بذلك ...
فالأصدقاء الأوفياء عدةٌ في البلاد وزينة في الرّخاء ومثل الصديق كاليد توصل باليد ... والعين تستعين بالعين فلذلك اصطفِ من الأصدقاء من كان ذا عقلٍ موفور يهتدي به إلى مراشد الأمور ... وذي رأيٍ ودأبٍ فإنه ردءٌ عند حاجتك وركن عند نائبتك وأَنَسٌ عند وحشتك ... وزين عند عاقبتك ... وأحق الأصدقاء ببقاء المودة الوافي عقله الذي لا يملَّك على القرب و لا ينساك عند البعد إن دنوت منه دعاك وإن بعدت عنه رعاك لا يقبضه عنك يسر و لا يقطعه عنك عسر وإن استعنت به عضدك وإن احتجت إليه رفدك
وصف إعرابي صديقاً له فقال :
مجالسته غنيمة
وصحبته سليمة
ومؤاخاته كريمة
هو كالمسك إن بعنه نفق وإن تركته عبق
أصدقائي ... إلى اللقاء ... في عدد جديد ... على أمل أن نسمو نحو بأفكارنا على عالم الخلود
صديقكم إبراهيم إبراهيم
Comment