Announcement

Collapse
No announcement yet.

«ما هو المخبوء في حجرة ذكرياتنا» دمشق ـ علاء الجمّال

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • «ما هو المخبوء في حجرة ذكرياتنا» دمشق ـ علاء الجمّال


    ◘ ما هو المخبوء في حجرة ذكرياتنا ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    احتياج ذاكرتنا التكاملي يتوقف على كل ما فيه كمالُ لنا، لشخصنا الإنساني، لوعينا، (لوجودنا التعاطفي الرائع)
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    دمشق ـ علاء الجمّال
    دعونا في البداية نتعرف إلى المخبوء في حجرة ذكرياتنا، الذي يشكل الاحتياج الأكثر أهمية للذاكرة، دعونا نتعرف عليه، أن نحاول فهم رغبته... (أن نحاول فهم ذاك الحنين الذي يحدثه إنسانا الداخلي)، دعونا نتمعّن في الصور التي يتضح بها ذاك المخبوء، التي نراها في مخيلتنا في وهلة سكون أو تأمل أو شرود إذا صحّ التعبير...
    قد تسأل: ما هي رغبات الذاكرة؟. ما هو احتياجها التكاملي؟. كيف نلبي هذا الاحتياج ونحقق ملامسته؟

    الجواب: إن احتياج ذاكرتنا التكاملي يتوقف على كل ما فيه كمالُ لنا، لشخصنا الإنساني، لوعينا، (لوجودنا التعاطفي الرائع) وتحقيق هذا الاحتياج يتوقف على تلبية وملامسة حقيقة مشاعر الحنين المنبعثة من رغباتها.... أي تحقيق ملامسة الصور و(الأقصوصات الحلمية) التي ترينا إياها أو يمكن أن نسميها (ذاكرة جزئية) تفاجئنا بمرور طيفها الحلمي في مخيلتنا وأمام أعيننا، تأتي بشكل مفاجئ دون سابق علم منا لتذكرنا بشيء ما أو توحي لنا بشيء ما، تدوم للحظات وتختفي، وأنت باحترامك لهذا المخبوء الذي خرج فجأة من حجرة ذكرياتك وأراك إشارته، أراك احتياجه، أراك أقصوصة حلمية عليك أن تفهم وتعي الغاية من حدوثها أو الحكمة من ترائيها لك والشيء المتوجب عليك فعله حتى تحقق ملامستها في (المكان)، أي في المكان الذي ذكرتك به وبوجوب ذهابك إليه وتحقيق تلك الأقصوصة الحلمية فيه.

    ◘ الذاكرة الجزئية ◘
    أنت مثلاً في مكتبك تسمع الموسيقى وتقرأ، فجأة يداعب قلبك الحنين، تتنفس بعمق، ثم تحدق إلى شيء ما في المكتب ثم تتنهد وترفق رأسك بلطف إلى مسند الكرسي، تدخل في حالة السكون وتفكر...
    تلك اللحظة بالتحديد تفتح حجرة ذكرياتك وتريك أقصوصة حلمية أو ذاكرة جزئية ما... عائدة في توالي مشاهدها إلى تيار من ماضيك أو حاضرك... بها يكشف مخبوء ذكرياتك نفسه لك، ويقول لقلبك: أنه بحاجة إلى عودتك لتيار الماضي أو الحاضر، بحاجة إلى زيارتك (لمكان وقوعه أول مرة، مكان تحققه وملامستك له أول مرة)، كيف؟. قد يكون المخبوء مثلاً شكلاً جميلاً ونادراً لنوع من أنواع الزهور... كنت قد رأيته في مكان ما، فكان نوع الزهور والمكان مشهداً رقيقاً آثار شاعريتك، أثار كيانك الإنساني المتجدد... والمشهد أصبح ذكرى من ماضيك... عبر هذه اللحظات يدفق الحنين من حجرة ذكرياتك، ليحيط هذا المشهد ويسرع من نبضك وأنت تتخيله، وبالتالي يدفعك بلطف ومن غير إرادتك إلى زيارة ذاك المكان مجدداً، وملامسة ذاك النوع من الزهور النادرة، وإعادة إحياء الشاعرية نفسها التي أحاطت قلبك وكيانك عند زيارتك الأولى فيما مضى، فإن لبيت نداءات الحنين المنبعثة من هذا المخبوء، وحققت ملامسة الرؤية بزيارتك للمكان، تكون بذلك قد لبيت (الاحتياج التكاملي لحجرة ذكرياتك) وإن انصرفت عن هذا الحنين ولم تبالي به أو اعتبرته شاعرية عابرة... (تأكد أن كبته وتجاهله مع الوقت سينطوي على تأثيرات انعكاسية سترهق نفسك، فقد تكون توتر أو قلق أو اكتئاب أو استنزافاً عاطفي).

    لنأخذ مثالاً آخر، فلو كشف المخبوء نفسه من حجرة ذكرياتك، وكان مشهداً لغيوم متداخلة ترافقها موجات برق وانهمار مطر، أترك لهذا المشهد حريته في التحقق والاكتمال، لا تقاطعه، دعه يستعيد وجوده في ذاكرتك، لبي رغبة الحنين التي تتصاعد منه، فإن دعتك فقط إلى تأمله، فكن ساكناً واترك نفسك طيفاً سابحاً بين أصدائه... وابقى على تأملك له حتى تأخذ امتلائك وإشباعك منه، أغمض عينيك. ثم استرخي وسرعان ما ستجد أن هذه الإقصوصة الحلمية بدأت بـ (التلاشي و الذوبان) لأنك احترمتها، وجعلت لها حقاً في (التصاعد والاكتمال).
    وبالتالي تأثيرها الحيوي المفعم بالحياة سيملأ حجرة ذكرياتك، ورويداً رويداً سينسحب التأثير إلى كيانك الإنساني ثم جسدك وإشراقك... وإن كانت رغبة الحنين أن تبحث وتجد ذاك المشهد في حاضرك فعليك الإلمام بكل جوانبه... ثم البحث عنه كحقيقة في واقعك أو شبيهاً به، وكن دقيقاً في تحديد المشهد الصحيح، فما أرتك إياه حجرة ذاكرتك وأوحى به انبعاث حنينها لك، حتماً سيكون لسعادتك أنت في مجرى حياتك وتمنياتك، فابحث في واقعك عن مشهد المخبوء في حجرة ذكرياتك حتى يتوحد إنسانك الداخلي معه، وتكتمل به أنت.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    ◘ إن احترامك للمخبوء في حجرة ذكرياتك واحترامك لنداءات الحنين المنبعثة منه، وسعيك إلى تحقيق ملامسته في مكان حدوثه... أو منحك إياه الحرية في التصاعد والاكتمال... طريقك إلى ملامسة السعادة والاكتمال... فلا بأس من التجربة
    والخيار عائدُ لك ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

    فإن تأجج حنينك فجأة ولم تعرف السبب؟ عدّ إلى حجرة ذكرياتك، افتح بوابتها وانظر عميقاً في ذكرى المكان، عدّ إلى تلك اللحظة التي كنت بها طفلاً تركض هنا وهناك، اجلس قرابة الصخرة التي كانت معقل راحتك وتأمّلك، تلمسها، ضع أذنك عليها، حاول أن تستمع إلى سكونها، حاورها كما كنت تفعل سابقاً، إنه لشيء رائع زرته فعلاً بعد تذكرك له، إنه لشيء رائع أن تعود طفلاً، (أن ترى نفسك برعماً صغيراً أعيدت له نشوة البراءة والطهر)، كيف لا وأنت بمجرد عودتك إلى حقيقة ذاك المخبوء (عدت طفلاً في رحم ذكرياتك).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    ◘ كن برعماً من نشوة البراءة والطهر، وعد طفلاً إلى رحم ذكرياتك، كن فراشة من عبق وريحان، والمس معان دافئة من حقيقتك ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    «ما هو المخبوء في حجرة ذكرياتنا» دمشق ـ علاء الجمّال








    ala gamall
    00963940920780
    [email protected]


  • #2
    رد: «ما هو المخبوء في حجرة ذكرياتنا» دمشق ـ علاء الجمّال

    أنت أخي علاء تدغدغ فينا الروح المتشوقة للهدوء المتشوقة للنسمات العليلة
    وبكلماتك اللطيفة تلامس أوجاع وألام فتهدهد مهدها بشفافيتك العذبة تفتح شبابيكك على هواء النفوس المتشوقة للعودة إلى السكينة سكينة الإتقاد سكينة الحرية والإنطلاق بثقة والإنبعاث طيرا" يبغي الأعالي
    تحرك فينا ما نام قليلا" وتشير إلينا بأصبعك الجميل إلى دروب مرصوفة بالذكريات والحنين فننطلق بعد أن ينهكنا الألم ننطلق متفائلين نقصد الهدف بيسر وسهولة
    شكرا" علاء وما أصعب ما تكبل به أقلامنا من صعوبة الرد
    قيمة المرء ما يحسنه

    Comment

    Working...
    X