Announcement

Collapse
No announcement yet.

«قلعة حلب تحفة أثرية وسياحية بين قلاع العالم» إعداد: علاء الجمّال

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • «قلعة حلب تحفة أثرية وسياحية بين قلاع العالم» إعداد: علاء الجمّال

    قلعة حلب تحفة أثرية وسياحية بين قلاع العالم
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
    أحيطت بخندق عمقه حتى 30 متراً، وسوراً مزدوجاً يرتفع حتى 12 متراًً
    تعرضت لسيطرة المغول والتتار والرومان... تحررت وبقيت حصناً منيعاً
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

    دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
    قلعة حلب ـ صرح من روائع العمارة العربية الإسلامية... إنها الحصن الحربي المنيع الذي اشتهر بهيكلية بنائه الضخمة، المصممة وفق مخطط هندسي عسكري والمبني على تل مرتفع يتوسط مدينة "حلب" ويشرف عليها من جهاتها الأربع، والتل كما أوضحت الدراسات... أنه اعتبر موقعاً استراتيجياً هاماً كمساحة وإطلالة لإقامة مقر حكومي محصن للمدينة، فكانت القلعة فيما بعد هذا المقر المنيع، بنيت فترة الحكم الحمداني لحلب، وظهرت أهميتها مع بدء الفترة الصليبية... وباتت اليوم تحفة أثرية وسياحية بين قلاع العالم...

    ترتفع قلعة حلب عن مستوى المدينة 40 متراً، ويحصر شكلها البيضوي ودفاعاتها المنيعة مساحة تصل إلى حوالي سبعة هكتارات، ويعود الجزء الأكبر من أقسامها الداخلية إلى عصر الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين الأيوبي الذي حكم حلب من عام 1186م حتى عام 1216م، بنى فيها مسجداً ومجموعة قصور ملكية، وحفر حولها خندقاً عميقاً من الحجر الناعم المنيع، يبلغ انحدار حافته حتى أسفل جوفه 30 متراً وذلك حتى يزيدها كحصن حربي أمناً وقوة، كما بنى أمامها جسراً رائعاً ومجموعة أبراج حربية تحيط بها... فحلب خلال تلك الحقبة الزمنية كانت عرضة لهجمات الفرنجة من منطقة الرها القريبة منها إضافة إلى السواحل الغربية، كما تعرضت لخطر عصبة الحشاشين السرية التابعة للمذهب الإسماعيلي أحد مذاهب الشيعة.

    رمم الظاهر غازي العديد من المباني المدنية والدينية فيها، مثل: جامع القلعة الكبير، ودار العدل المواجهة لها، وأشار بعض الباحثين إلى وجود ممر سري يربط بينهما، ومن أبرز المنشآت المدنية للظاهر مجمع القصر الملكي والحمامات التي تمثل تطوراً جديداً في تاريخ العمارة الإسلامية، فالقصور الملكية لم تكن تبنى عادة خلف جدران القلاع الحربية، فنشأ هذا النظام بسبب متطلبات الأمن خلال تلك الفترة وغير وجوده شكل القلعة والمنطقة المحيطة بها حتى أصبحت على هيئتها العمرانية الآن.

    ◘ البوابات والسور والأبراج ◘
    أما العناصر الزخرفية فتظهر بدائعها وبشكل خاص حول البوابات، وأشهرها: بوابتي «السباع» التي ترمز إلى القوة والملكية، وتمثل حارس العرش، و«الأفاعي برأس التنّين» التي ترمز إلى منطقة ذات حدود آمنة ومحروسة بشكل مميز، والبوابتين مزينتين بنقوش حجرية نافرة.
    أحيطت قلعة حلب بسور مزدوج إهليجي الشكل، مبني من الحجر الضخم ويرتفع حتى 12 متراً، تتخلله أبراجاً حربية بعضها مربع الشكل وبعضها دائري، جميعها تعود إلى عصور عربية، بدءً من القرن الثاني عشر حتى السادس عشر الميلادي، تؤكد ذلك كتابات منقوشة عليها لم تزل في وضوحها حتى اليوم، وأبرز أبراجها... برج المدخل المرتفع، وبرج ضخم من الجانب الجنوبي على سفح جدار الخندق المكسو بالحجر الناعم، وبنى هذا البرج الأمير المملوكي "حكم"، وجدده السلطان "قانصوه الغوري" سنة 1508م كما هو منقوش عليه،ومن جهة الشمال يقابله برجاً مماثلاً قام أيضاً بتجديده وترميمه السلطان قانصوه.

    وللقلعة دَرجاً حجرياً طويلاً يقطع جدار الخندق من الأسفل صعوداً حتى أسوارها، وفي نهاية الدَرج يوجد باباً سرياً، يقال: أن الملك الظاهر كان يستخدمه سرّاً لمغادرة القلعة، وفي العصر المملوكي تعرضت بعض أجزائها، مثل: المدخل والجسر... إلى أعمال الترميم والتجديد.

    وبقي من القصور الملكية... قصر يوسف الثاني حفيد الملك الظاهر غازي، مزيناً عند مدخله بمقرنصات جميلة، وأمامه ساحة مرصوفة بأحجار صغيرة ملونة ومزخرفة ببدائع الرسوم الهندسية. يتخلل القصر قاعة العرش التي بنيت في العصر الأيوبي على برجين وأكملت في العصر المملوكي، وأضيف إليها في العام 1960 زخارف خشبية وحجرية.

    تتوضع داخل قاعة العرش نافذة كبيرة الحجم، مزخرفة بخطوط عربية وتشرف عبر إطلالتها على مدينة حلب، وبني تحت قاعة العرش قاعة الدفاع التي تتألف من جدران سميكة تخترقها كُوى حربية لرمي السهام، وفتحات لسكب السوائل المحرقة على المداهمين والمُحاصرين.

    ◘ بعض الأحداث التي توالت على القلعة ◘
    في العام 1260 م تعرضت قلعة حلب لغزو المغول بقيادة "هولاكو" الذي عاث فيها خراباً وهدم الكثير من معالمها، وتحررت بعد موقعة "عين جالوت" التي هزم فيها المغول أمام العرب، حيث عمل الملك الأشرف "قلاوون" على إعادة ترميمها وتجديدها، لتقع مرة أخرى في يد "تيمورلنك" الأعرج عام 1400م وبدوره جعلها هدفاً للهدم والتخريب...

    بقيت القلعة تحت سيطرة "تيمورلنك" إلى أن تمكن المماليك من تحريرها وترميمها. وفي عام 1516م خضعت إلى سيطرة الحكم العثماني، ومن عام 1831م حتى عام 1840م خضعت إلى نفوذ القائد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا من مصر، الذي أنشأ فيها ثكنة عسكرية وجعلها مقراً لجنوده.

    المديرية العامة للآثار والمتاحف تعمل منذ العام 1950م على إعادة ترميم أجزائها المهدمة، وتجري فيها الكثير من التنقيبات الأثرية للتعرف على تاريخها حتى ما قبل الإسلام، ولعل أبرز الاكتشافات... جداراً أثرياً من معبد ديني اسمه "حدد" الذي يمثل إله المطر آن ذاك، والجدار يتألف من سبعة مشاهد تمثل الإله "حدد" وكائنات أسطورية منحوتة بأسلوب فني رفيع، وكشفت الدراسات أن التل الذي بنيت عليه القلعة كان مقراً لمعابد حثيّة وآرامية، وتمّ العثور على مجموعة لقا أضحت معلماً توثيقياً في متحف حلب الوطني.

    وروت بعض البحوث... أنها في عصر الرومانيين اقتحمها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد بخطة ذكية نفذها متطوعون أشداء... تسللوا إلى التل متخفّين بجلد ماعز، فبدوا من الأعلى قطيعاً يقضم العشب، وفي حينها كان الروم يمرحون في طقس من اللهو والخمر.

    قتل المتطوعون حامية البوابة الرئيسية وتمكنوا من دخولها، وبقيت منذ ذلك التاريخ في قبضة الحكم العربي الإسلامي، وأول من رممها وسكنها سيف الدولة الحمداني ثم المرداسيون وبعدهم آل سنقر ثم رضوان ثم الأيوبيين الذين بنوا شكلها الهندسي الحربي. لقد تعرضت قلعة حلب لسيطرة المغول والتتار والرومان، إلا أنها تحررت وبقيت حصناً منيعاً كما كانت ولم تزل.

    ◘ حلب في العصر العباسي من أهم مدن شمال سورية ◘
    أما مدينة حلب فقد اعتبرت من أهم مدن شمال سورية في العصر العباسي، وفي النصف الثاني من القرن الثالث الهجري ضمها القائد المصري أحمد بن طولون إلى ولايته المصرية، وفي العام 936م دخلت ضمن أعمال والي مصر المعروف بالإخشيدي، ومع دخول سيف الدولة الحمداني إليها عام 944م عادت أهميتها من جديد.
    بالتالي أصبحت مدينة حلب مركزاً لإمارة الحمدانيين الذين امتدّ حكمهم حتى عام 1003م، وغدت من أهم مدن شمالي الشام، فقد أقام سيف الدولة الحمداني لنفسه فيها بلاطاً مهماً، جمع فيه عدداً كبيراً من الشعراء والعلماء... مثل: المتنبي وأبو فراس الحمداني والفارابي وابن جني... وغيرهم،

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    ◘ وقعت في قبضة الحكم العربي الإسلامي بخطة ذكية نفذها متطوعون أشداء ◘
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
    ◘◘ مشاهد مختارة لقلعة حلب
    ◘ القلعة تتوسط مدينة حلب
    ◘ مشهد بانورامي للقلعة من الأعلى
    ◘ مشهد بانورامي من الأمام
    ◘ البوابة الرئيسية
    ◘ مقطع جانبي لها
    ◘ جولة في الداخل
    ◘ بعض القاعات الحوانيت
    ◘ من اللقا الآرامية في متحف حلب
    ◘ المنجنيق الحربي داخل القلعة
















    «قلعة حلب تحفة أثرية وسياحية بين قلاع العالم» إعداد: علاء الجمّال






    alaa gamall
    [email protected]
Working...
X