Tweet
"نصر الدين رزق" علامة ضرير من علماء جبل العرب
منذ طفولته تحدث بالموعظة وصار بفطرته فقيهاً باللغة العربية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
◘ حظي بمكانة رفيعة بين أناسه من علماء الفقه واللغة والشعبيين وكان بالنسبة إليهم مقصداً ومرشداً ◘
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الراحل "نصر الدين رزق" أبو "محمد" علامة موسوعي على مستوى رجال سورية، ضريراً كان، شجاعاً ذكياً ملماً بكل الأمور الصغيرة والكبيرة منها، ويعدّ من أصحاب المشورة والرأي والفعل في جبل العرب... وهو المولد في بلدة "عرمان" 35 كم إلى الجنوب الشرقي من "السويداء".
"حسين رزق" الابن الأوسط للعلامة الراحل، قال لموقعنا: «تحدث والدي منذ طفولته بالموعظة وهداية الطريق، وعلى الرغم من أنه ضرير البصر فهو يرى في قلبه وبصيرته ما يعجز الوصف، حظي بمكانة رفيعة بين أناسه من علماء الفقه واللغة والشعبيين فقد كان بالنسبة إليهم مقصداً يأتوه من سورية وخارجها للسؤال والاسترشاد برأيه، كان شديد البأس حازماً في أفعاله، وإن سلمت عليه مصادفة بقصد المعرفة وغبت عنه لسنوات ثم صادفته مرة أخرى وصافحته، يقول لك: "صادفتك قبلاً واسمك فلان... وذلك لقوة فراسته ونباهته».
وأضاف: «الراحل "نصر الدين رزق" بمعزل عن كوني ابن له، إنسان تقي متضرع لله في جميع أموره، حتى الجلسات الفقهية في بلدة "عرمان" لا تكتمل إلا بحضوره، وفي البيت يملك مكتبة زاخرة بالكتب المعرفية... فإن سؤل سؤالاً يستدعي قراءتها، كان يقول: "اجلب لي كتاب كذا... افتح الصفحة كذا... ثم اقرأ في السطور الأولى منها تجد الجواب"، وهذه من براهين جلائه الفكري في اليوم الذي يعجز فيه المبصرون عن فعل ذلك».
*من مواقفه الأدبية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
◘ كان نافذ البصيرة ومقصداً لطلاب الجامعة في اللغة العربية ◘
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روى "حسين" موقفاً أدبياً حدث مع والده الموسوعي فيما مضى، وبات الموقف مثلاً يضرب في المجالس الأبية، حيث قال: «فيما مضى ألقى الأديب المصري الراحل "طه حسين" عميد الأدب العربي في مصر محاضرة في "دمشق" ووالدي من حضورها، وخلال المحاضرة أخطأ الراحل بأحد جمله في اللغة العربية، وبعد انتهاء المحاضرة أشار إليه والدي وذكره بالخطأ الذي وقع في حديثه، فأجابه الراحل "طه حسين": "بلا شك أنت ضرير مثلي، فلا أحد يلمس خطأي إلا إذا تحلى بمعرفة تفوق معرفتي"، ومن جانب آخر إذا أراد أن يزور أحدهم في بيته سواء في "عرمان" أو في "السويداء" يذهب لوحده دون مساعدة أحد، وإن لم يجد رجلاً في البيت لا يدخله وهذا من مواقفه وآدابه».
وأضاف: «إن غاب في حضوره تجده معتكفاً البيت يقرأ في كتاب الله العزيز، ويتخذ الآيات مرجعاً ومرشداً في أموره، وهو من الأصدقاء المقربين للراحل "سلطان باشا الأطرش" قائد الثورة السورية الكبرى، فتجده يأتي لزيارته بين الفينة والأخرى مع وفد من أصدقائه، وكان له مرجعاً وكلمة، وعندما توفي "الأطرش" افتتح محفل تأبينه بقراءة القرآن، رحل والدي عن عمر ناهز الثمانين عاماً تاركاً خلفه ذكريات خالدة في أطروحات الزمن».
الشاعر "متروك مصطفى" من الشخصيات الأدبية في "عرمان" قال في صفات الراحل: « الراحل "نصر الدين رزق" صاحب مواقف مأثورة، رجل موسوعي ملمٌّ بالبعد الديني والتاريخي، مقصد لطلاب الجامعة في اللغة العربية وبعض القضايا التي تعترضهم، نافذ البصيرة، دائم الزيارة لأحبابه، لا ينقطع عن أحد، أحبه الجميع لبلاغة قوله ودقة ملاحظته».
◘فيما يلي "نصر الدين رزق" في سطور:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
◘ البصيرة وعين القلب عرف بهما، ورغم أنه ضرير كان يرى عبرهما ما يعجز الوصف ◘
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
◘ الراحل "نصر الدين رزق"
◘ ابنه الأوسط "حسين"
◘ الراحل مع بعض أصدقائه
◘ مقطع من مكتبته في البيت
«"نصر الدين رزق" علامة ضرير من علماء جبل العرب» دمشق ـ السويداء ـ علاء الجمّال