Announcement

Collapse
No announcement yet.

محسن سعدون ..نقل تجربة المسرح الروسي الى امريكا اللاتينية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • محسن سعدون ..نقل تجربة المسرح الروسي الى امريكا اللاتينية

    محسن سعدون ..نقل تجربة المسرح الروسي الى امريكا اللاتينية




    كان المخرج المسرحي العراقي محسن سعدون من الطلاب الاجانب المقربين الى اندريه غونتشيروف كبير المخرجين في مسرح ماياكوفسكي بموسكو الذي كان يدرس مادة الاخراج المسرحي في معهد لوناتشارسكي للفنون المسرحية بموسكو(غيتيس). وكان سر اهتمام الاستاذ المتشدد في مطالبه بتلميذه هو تمتع محسن بقدرة فريدة على الابداع وتجسيد ما اكتسبه في المعهد في اعمال مسرحية متألقة.وقد درس معه زملاء له مثل فاضل القزاز وعبدالقادر رحيم وراجحة العبيدي ومظفر رشيد الذين لم يصمدوا امام الدروس الشاقة بأشراف غونتشاروف ، وغيروا فروع الدراسة الى الانتاج او نقد وتأريخ المسرح. وحسب قول محسن عن استاذه فأن غونتشاروف "كان يتمتع بديناميكية غير عادية .. وكان دكتاتورا في طلباته من الطلاب .. وكان لا يحب المتقاعسين والخاملين".
    وكان محسن في ايام الدراسة في(غيتيس) لا يفارق خشبة المسرح في معهده او في مسرح ماياكوفسكي ويؤدي مختلف التكليفات من قبل استاذه. كما كان لا يفوت مشاهدة اي عرض مسرحي بارز في مسارح المدينة. وبهذا اكتسب خبرة كبيرة في تنظيم العمل المسرحي عموما وفي ابتداع اساليب جديدة في الاخراج اعتمادا على الاتجاهات التي سادت في المسرح الروسي في فترة الستينيات من القرن الماضي. وبعد التخرج وبدء الحياة الفنية ركز محسن اهتمامه على اخراج المسرحيات الروسية ولا سيما اعمال انطون تشيخوف ودوستويفسكي وجوجول وجوركي. وشاءت الاقدار ان يرتبط عمل محسن السعدون المسرحي بدول امريكا اللاتينية التي انتقل للأقامة فيها بعد زواجه من فنانة باليه من تشيلي. ويعود اليه الفضل في تأسيس اقسام المسرح في الاكوادور وكوستاريكا. لكنه عمل ايضا في العراق والكويت والامارات في فترات مختلفة.
    ولد محسن سعدون في بغداد والتحق بقسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة في بلاده وفي عام 1960 جاء الى موسكو حيث التحق بقسم الاخراج في (غيتيس). ولدى عودته الى العراق عمل استاذا في معهد الفنون الجميلة. ومن ثم غادر الى تشيلي للألتحاق بزوجته وابنته عشتار التي اصبحت الآن من مخرجي السينما البارزين في امريكا اللاتينية. وعمل محسن في سنتياغو في قسم الفن المسرحي في جامعة تشيلي. وبعد الانقلاب العسكري بقيادة بينوشيت هناك في عام 1973 انتقل للعمل في الاكوادور، وأسس في كويتا قسم المسرح في اكاديمية الفنون الجميلة. وبعد ذلك عمل في قسم المسرح في اكاديمية الفنون في كوستاريكا. وآنذاك دعاه الفنان المسرحي العراقي ابراهيم جلال للمجئ الى الامارات العربية المتحدة حيث كان من المقرر تأسيس معهد للفن المسرحي. لكن هذا المشروع لم يتحقق. واضطر محسن للتوجه الى الكويت للعمل في معهدها كأستاذ للتثميل. لكنه شعر بالاحباط لخسارته عمله في امريكا اللاتينية حيث كان معززا مكرما. ولهذا سعى للعودة الى تشيلي بعد سقوط نظام بينوشيت لا سيما وقد شمله العفو والسماح بالعودة الى العمل في الجامعة مجددا. لكن اتيحت له فرصة السفر الى موسكو مجددا للتدرب في مجال الاخراج السينمائي. وبعد انهاء الدراسة واصل العمل في مسارح امريكا اللاتينية. وقدم عدة مسرحيات مثل " الملك يموت" ليونسكو و" البرجوازيون الصغار" لمكسيم غوركي و" جورج دندان " و" الطبيب رغما عنه" لموليير و" طائر النورس " لتشيخوف والليالي البيضاء" لدوستويفسكي وغيرها.
    ويشعر محسن سعدون بالحزن لفراق وطنه العراق وعدم قدرته على العمل هناك بسبب الظروف الصعبة التي واجهت وتواجه المثقفين على مدى عدة عقود من السنين حيث تواصلت الحروب ثم الاحتلال الامريكي للبلاد.
Working...
X