Announcement

Collapse
No announcement yet.

العنب أم سحق الكرم والناطور معاً - بقلم عبـّاس سليمان علي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • العنب أم سحق الكرم والناطور معاً - بقلم عبـّاس سليمان علي

    العنب أم سحق الكرم والناطور معاً


    نقول لمن يبالغ بطلباته متجاوزاً فلا نعرف له قصداً محدداً ولا هدفاً منطقياً ولا ندري ما يريده على الحقيقة : ( تريد العنب أم قتل الناطور ) ، من كان مراده العنب هانت المسألة ببساطة بإدراكنا حقيقة مأربه أما إذا أراد العنب وقتل الناطور معاً فقد يكون هذا أسهل وأقل خطراً من سحق الكرم كله بقتل شجيراته والعمل ليصير أرضاً عقيمة جدباء لا خير فيها ولا منها فنخسر العنب والناطور والخير من الأرض إلى الأبد ..
    أعتقد أني كنت كأي مواطن عربي في سورية أعاين مواضع الخلل ومكامن الفساد وأعاني منهما ـ لست وحيداً بهذا ـ وكثيراً ما أشرت بمقولات ومقالات هنا وهناك على قاعدة تقول : ( الوطن لجميع أبنائه والفساد ينال منهم والخطر يعمهم ) إنما حرصت كما الكثيرين على النقد البناء والإشارة إلى الحلول البديلة للإصلاح ، أما وأن يتنطح البعض مصورين سورية كأنها بؤرة فساد لا تمكن معالجتها إلا بتقويض أركانها وقلب عاليها سافلها فهذا ضرب من الهذيان ولا يمكن لي وصف من يعملون على ذلك إلا بأنهم حمقى وجاهلون أو أنهم أصحاب أغراض لا تمت لا للمطالبة بالحقوق أو للإصلاح ولا لمكافحة الفساد ومعالجة نتائجه وإنما يريدون قلب الواقع بتدمير البلاد ، وهنا أقول : إذا ما تطلبت العملية الإصلاحية محق الواقع السوري بهتك مبادئه وتقويض دعائمه وتمزيق أواصره واندثار أهدافه وثوابته وتخليه عن قيمه وقيمته ، فأنا اعلنها بوضوح وصراحة جهاراً نهاراً وبمليء الفم { أنا لا أريد هذا الإصلاح ولا أعمل لا به ولا عليه } لأن المفاضلة هنا غير جائزة ولا صالحة أو صحيحة ، فما هو الحال وقد عملت القيادة بكل جهدها وقوتها على الإقلاع بالعملية الإصلاحية ومعالجة الخلل وقد سدت كل الدروب والأنفاق والدهاليز التي { ينبق منها المغرضون معرضين مستعرضين } لم يبق للبعض في سورية إلا مطالبة الحكومة أن تصلح لهم نافذة الحمام ، فباستعراض بسيط لبعض الطروحات والمطالب نجد أنها واهية سخيفة مستغرقة بالنفعية الفردية ولا تعبر عن مطلب أساسي أو حق أكيد يحقق منفعة عامة ، لا ينكر عاقل متعقل أننا بحاجة أكيدة وماسة للمعالجة والارتقاء إلى سويات أعلى وأرقى ، ولكن يتم ذلك بإراداتنا الذاتية وقدراتنا بعد حرصنا الشديد على المبادئ ومحافظتنا الأكيدة على القيم وتشديدنا على الأهداف والثوابت لتبقى سورية الأعلى فوق الأمم والأكثر ازدهاراً وإشراقاً ، أخشى أن بعض الانتهازيين استغل انشغال الحكومة بمحاربة المخربين الإرهابيين والسفاحين المأجورين فطاب له القفز فوق القوانين فتجاوز مخالفاً ضوابط البناء أو قانون السير أو ارتكب ما من شأنه تحقيق نفع شخصي على حساب المجتمع عموماً معتقداً أن الضعف أخذ بالدوائر المختصة أو أنها لم تعد قادرة على محاسبة المسيئين ومعاقبة الخارجين على المجتمع والقوانين ، للأسف أرى أن هؤلاء أسوأ وأشد خطراً ممن يعيثون في البلاد قتلاً وتخريباً .. أما هؤلاء الذين امتطوا متن المطالبة ببعض الحقوق وما انفكوا يرفعون السقوف حتى لم يعد لها حد يحدها سوى العمل لتعود سورية إلى ما قبل قرن مضى ليسوا إلا ثلة من أصحاب أغراض دنيئة لئيمة شوهوا الحقائق ونصبوا المكائد وأيقظوا الفتن والأحقاد بإثارة النعرات فارتكبوا أفظع الكبائر والخبائث والمحرمات فأقول لهم ما عملت وتعمل وستعمل عليه القيادة العربية في سورية من إصلاحات في كل المجالات وسائر الأرجاء يكفينا فلا نريد أكثر من أن يعمل كل منا بإرادته الذاتية ومبادراته الفردية منطلقاً من انتمائه الصادق ويقينه الإيماني لنحدد مساراتنا ونعزز تماسكنا ونقوي لحمتنا ونسدد خطواتنا ونشد أيدينا بأيدي قيادتنا التي تكالبت عليها جموع اللؤم للنيل من منعتها وهتك هيبتها إذ أن كل الصور اتضحت وكل الوجوه باتت سافرة بسقوط أقنعتها الواهية ..
    إنا ها هنا باقون نمسك بالزمان ثابتون في كل مكان نصنع التاريخ ونقارع الشر بأهله وأتباعه وأعوانه وستبقى سورية بصدق أهلها المخلصين ونسيجها المتعدد الأطياف والألوان وسنمحق الشر والكفر والبغي والعدوان وسيبقى كرمنا كريماً معطاءً وناطورنا ساهراً لحمايته وستبقى الأرض ما بقي الزمان
    = أيلــ22/2011ــول = نشرتها إحدى الصحف السورية
    = عبـّاس سليمان علي=
Working...
X