Announcement

Collapse
No announcement yet.

شخصية الجواهري الإجتماعيّة وشاعريّته وأسلوبه

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • شخصية الجواهري الإجتماعيّة وشاعريّته وأسلوبه



    الوطنیة في شعر محمّد مهدي الجواهري

    بقلم سهاد جادري
    وفراس دهداري

    شخصيته الإجتماعيّة:

    يقول الجواهري عن نفسه: «في داخلي کثير من العناصر المتفجرة، إعتزازی بکرامتي، الثقةُ بالنفس، والتی تصل حدّ الغرور أحياناً، کل هذه دّمرت جزءاً من حياتي.» هذه الأمور مما جعلته يتحدی الملوﻚ والحکام مما أدّت إلی تکوين شخصيته المتناقضة. لشخصية المتنبی الغريبة الأطوار توّاقة للمعارﻚ والصِدمات زاخرةً بالأضداد کالجواهري. وأن الجواهري عبقري العصر الحديث وصاحب عبقرية سحرية فذة ومميزة التی کونتها حياته الحافلة بالأحداث کما أنه شاعر التحدی فتحدی فحول الشعراء کما تحدی الحکام والأوضاع السائده في البلاد لأنه شهد علی عصره ما عانته البلاد وواکب قضاياهم فان شعره کتاب تاريخ لهذه الأحداث المتواترة. وکان أبی النفس فهجر الديار التی اذلّته واذلّت شعبه فلجأ إلی البلدان المجاورة «فعاش الشاعر في غربتين: غربة داخلية ــ داخل وطنه ــ وغربة خارجية لدی ترکه العراق وتنقله في بلاد عدّة حتی وفا ته في دمشق في 27 / 7 / 1997 بعيداً عن أرض بلاده».]] جحا، ميشال خلیل، الشعر العربي الحديث من احمد شوقي الی محمود درويش، صص 295و294.شاعريّته:بدأ کتابة الشعر وهوفي الرابعة عشر من عمره، لکن لم يبوح به حتی تجاوز السادسة عشر فبدأ يقرأ شعره في أواسط النجف فتعرفه علی شعره وبدأ ينشر أشعاره في الجرائد ونشرت أول قصيدة له في جريدة العراق لکن من عادة الجواهري، أنه لم يلجأ إلی نظم القصيدة کاملة کما يفعل سائر الشعراء بل أنه قد اکتفی في نظم قصائده علی بعض أبيات القصيدة أوقوافيها أوبعض الحروف والرموز.]] عبدالطيف، خليل ابراهيم، أدباء العراق المعاصرين، ص 139.«في الجواهري ولع بالشعر يصل إلی الدرجة القصوی، أنه ومنذ البدء لم يستسغ من العلوم والفقه والأصول شيئاً وبقی الشعر هاجسه الأول الذی لا يستطيع تفويت أی فرصة ليظفربه، ولتکن بعد ذﻟﻚ کل تحصيلاته العلمية والأدبية والدينية واللغوية روافد للقصيدة التي بدأ بالوثوق بها وبدأت بمطاوعته في بداية العشرينات من هذا القرن. لقد اتسعت شخصيته وانتظمت مسيرته، وبات في الحکم السائرين في رکاب الحياة، لم يعد ثمة ما يضغط عليه، ولم يعد ثمة وجود لمعوقات، أبوه التحق بالرفيق الأعلی، وها هی الهجمة الإنکليزية الشرسة علی العراق والثورة العراقية المواجهة تتصدر الأحداث، ومحمد مهدي بما هي مکونات شخصية متمرد قوي، يثور مع شعبه، وبالرغم من ضيق ذات يده ومستجدات جديدة طرأت علی الأحوال العامة في العراق، إلا أنها لا يمکن أن تسلبه حقه في الکتابة والإشعار والإنذار والنشر».«والجواهري في شعره رجل الثورة الذي إلتزم قضيّة الشعب والوطن، وانتصب مناضلاً في سبيلها، يهاجم المسؤولين في صراحة جريئة وعنيفة، ويعجّ في فيض شاعريّته عجيج الأمواج الصّاخبة، وکأنّي به صوت القضاء الذي تتردّد أصداؤه في موجات کلاميّة موسيقيّة حافلة بالرّوعة والصّولة. وقد تحمله الغضبة الثائرة علی ضروب من العنت في الترکيب وتخيّر اللفظ، فيبدوﻟﻚ ذﻟﻚ کالجلاميد التي يدفعها السيل الجارف، فتزيد الکلام صرامةً وتضفي عليه من الشدّة مالا يخلومن تأثير بعيد المرامي في نفوس المجتمعات التي يعمل علی تحريکها وبعث الحياة فيها».]]الفاخوری، حنا، الجامع في تاريخ الادب العربی(الأدب الحديث)، ص 508.أسلوبه:الجواهري من شعراء العراق المعاصرين الذين التزموا بالقديم والشعر العمودی وحافظ علی التراث القديم واطار القصيدة کما قال عنه جلال الخياط في کتابه الشعر العراقي الحديث: « ان الجواهري لم يأت بإسلوب جديد ولم يجد طرقاً حديث في نظم الشعر تُحتذی، فهومستقل يمثل نفسه ولا ينضوي تحت مدرسة معينة، ولم يؤسس مدرسة لها أتباعها، فهولم يُلحَّ کالرصافي. الدعوة إلی الإصلاح الإجتماعي لأن کثيراً من المشکلات الإجتماعية بدأت تنحسر عن عقول الشعراء بعد الحرب العالمية الثانية کالحجاب والسفور وغير ذﻟﻚ، وهولم يّدع الفلسفة ولم يذکر أنه مجدد، ولم يهاجم القديم بل ينظم القصيدة تلوالأخری دون أن يعقد حولها المناقشات کما فعل الزهاوي من قبل».]] العطية، جليل، اعلام الادب في العراق الحديث، ص 182.«الجواهري عملاق الشعر العربي الحديث، عبّاسیّ الديباجة، طويل النفس، يرصّ کلماته وأشطره رصاً فتجيیء قصائده کالصرح الممرّد أوالطود الشامخ، ويکسومعاينه أثواباً مؤنقة من جزل الألفاظ. قرض الشعر يافعاً وجوّل في آفاقه وجلی في حلباته وتفنّن في أغراضه من غزل ووصف وإجتماعيات وسياسيات ووطنيات، وله من القصائد آيات بيّنات، ولئن کان في حياته الشخصية متقلّب الأهواء، کثير النّزوات شأن العباقرة النّابغين، لقد کان شعره دائماً إنسانيّ النزعة، فوّار العاطفة، تقدّمي الأغراض. وکان الشاعر مؤمناً بجماهير الشعب، معبراً عن آمالها وآلامها» الخياط، جلال، الشعر العراقي الحديث، صص 99 و98.«إنَّ شعر الجواهري الثائر المتأجّج، المنافح عن الشعب المظلوم، النّازل علی ظهر الحاکم الظالم کالسوط اللاهب، ليشبه فکتور هوغوفي دفاعه عن الحرية وتنديده بالطغيان والطّغاة. أجل،إنه ليشبه فکتورهوغوخطيب الجماهير في ثورة 1848، وصاحب «نابليون الصغير» و«العقوبات» والمبعد إلی جزيرة بحر المانش «تـﻟﻚ الصخرة التي حطم عليه جناحه». وسيبقی شعر الجواهري أبداً سجلاً حافلاً للجهاد العربي وتخفّز الشعب وظمأه إلی الحرية والکرامة».]] المصدر نفسه، ص 184.وکما قال عنه عبدعون الروضان: «الجواهري هوشاعر القرن العشرين.. افترش ساحة القرن من أوله إلی نهايته أرّخ للمشهد السياسي العراقي والعربي.. فشعره زاخر بالأحداث الجسام التي عاصرها وشعره دفاع متواصل عن حقوق الشعب العراقي والأمة العربية، إضافة إلی أغراضه الأخری من مدح وغزل وتصوير صادق لمعاناته الطويلة وصراعه مع الحکام. حدث کل ذﻟﻚ بقدرة فائقة في التعبير وفي بناء قصيدة طويلة ومتماسکة وغنية بالصور المتدفقة والرائعة. کان شعر الجواهري صادقاً عن وعي سياسي وتاريخي متقدم إضافة إلی الوعي الفني واللغوي الأصيل والمتقدم لبناء القصيدة العربية، فلا غرابة أن اعتُبر الجواهري أعظم وأبرز الشعراء العرب السياسيين في التاريخ العربي الحديث ومن أکثرهم تأثيراً وحضوراً في وجدان الإنسان العربي وذاکرته».]] الروضان، عبدعون، الشعراء العرب في القرن العشرين، ص 467.
    أنا بنت الهاشمي أخت الرجال
    الكاتبة والشاعرة
    الدكتورة نور ضياء الهاشمي السامرائي
Working...
X