Announcement

Collapse
No announcement yet.

التلفزيون السوري خمسون عاماً يزداد شباباً

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • التلفزيون السوري خمسون عاماً يزداد شباباً

    التلفزيون السوري خمسون عاماً يزداد شباباً

    سليم قطايةمؤسس الدراما السورية
    المرحوم سليم قطاية كان يعد من أبرز المخرجين الموهوبين في مدينة حلب في مجال المسرح واستطاع أن يستوعب العمل التلفزيوني خلال الأسابيع الأولى منه، وحين انتقلت محطة الإرسال من جبل قاسيون إلى ساحة الأمويين حيث توفرت الاستديوهات الواسعة والتقنيات الجيدة والحقيقية، بدأ قطاية بتقديم أعمال درامية وكان له أول برنامج أسبوعي باسم (ساعي البريد) الذي يتلقى فيه قصص اجتماعية ويقوم بتحويلها إلى دراما حيث يطرح المشكلات ثم يبحث عن الحلول المناسبة لها، إضافة إلى اقتباسه أعمالاً من المسرح العالمي، لكنه للأسف لم يعش طويلاً، إلا أنه أنتج عشرات الأعمال وكان طموحاً بشكل مجنون ويبدو أن صحته لم تتحمل كل هذا العبء ولم يستطع بعدها أن يكمل المشوار وقد خانته صحته. ‏
    برأيي الشخصي.. فإن المرحوم سليم قطاية هو المؤسس الحقيقي للدراما في التلفزيون السوري وهو من وضع أسس الدراما وكانت له تجارب ناجحة ومتميزة. التلفزيون.. محرك أساسي للفن ‏
    التلفزيون هو المحرك الأساسي للحركة الفنية في سورية، ولأنه فن جديد كان بحاجة الى عناصر تغذيه ويغذيها، ومن مبدأ (الحاجة أم الاختراع) بدأنا نخترع ونبحث عن لوازم الفن بدءا من الفنان وكاتب النص وانتهاء إلى الفني ومصمم الديكور..الخ. ومنذ افتتاح التلفزيون في 23/7/1960 كانت الحركة الفنية في سورية محدودة وضيقة، ولم يكن الفن آنذاك مهنة يعترف بها باستثناء عازفي الموسيقا الذين كانوا يعملون في مجال فن الإذاعة أو في الملاهي، وأيضا باستثناء المطربين الذين يقبضون أجراً من تسجيلاتهم في الإذاعة.. ‏
    الإجازة السعيدة ‏
    وظهور دريد لأول مرة ‏
    قبل حفل الافتتاح تشاورت مع الدكتور صباح قباني وهو أول مدير للتلفزيون، فاقترح علي أن أرى شاباً هاوياً جامعياً اسمه دريد لحام، في هذه الأثناء كانت لدي فكرة عمل (إجازة سعيدة) جئت بها عندما أوفدت في دورة تخصصية إلى التلفزيون الايطالي، وقد أعجبتني فكرة العمل كثيراً وعدت لأقدم برنامج منوعات بعنوان (الإجازة السعيدة) يشير المالح إلى انه استقى فكرته تلك من البرنامج الايطالي الذي كان يحمل الاسم نفسه، وقدم أولى حلقات العمل في اليوم الثالث لافتتاح التلفزيون بمشاركة فنانين من فرقة الهواة المسرحية اختارهم وانتقاهم ودعاهم للالتقاء د.صباح قباني. ‏
    يتابع المخرج المالح قائلا: جلست مع المجموعة التي اخترتها (دريد لحام، محمود جبر، نبيل النابلسي، غازي الخالدي، محمود المصري) واقترحت عليهم الفكرة فتحمسوا لها وشجعوني، ثم تعهد دريد لحام بالمشاركة في إعداد النص، إلا أنه كان خائفاً حينها من التمثيل لكونه مدرساً في الثانوية. واستطعت أن أقنعه بالإقدام على تلك الخطوة عندما اقترحت عليه تغيير ملامح شكله بحيث لن يستطيع أحد التعرف إليه، وأثناء البروفات استطاع فنيو المكياج أن يغيروا من ملامح دريد فاقتنع لحام بممارسة التمثيل. ‏
    بدأنا تصوير الحلقة الأولى، وكانت آنذاك في محطة الإرسال في جبل قاسيون. زملاء البدايات ‏
    إضافة إلى عملي كمذيع ومخرج ومقدم برامج كنت مديراً لبرامج المنوعات، ومن الزملاء الذين رافقوني في العمل: عادل خياطة مسؤولاً عن برامج التمثيليات، ومروان شاهين مسؤولاً عن برامج الثقافة، وعاطف حلوة مسؤولاً عن برامج الأسرة، وهيام طباع مسؤولة عن برامج الأطفال. ‏
    سهرة دمشق وبروز المواهب ‏
    بمناسبة مرور شهر على افتتاح التلفزيون، قدمنا حلقة خاصة (منوعات) ، وهناك تعرف دريد على نهاد قلعي في النادي الشرقي، وعندما تعاونا سوية نجحت تلك السهرة الخاصة وكانت عبارة عن فقرات ومشاهد كوميدية قصيرة إضافة إلى مشاهد استعراضية غنائية راقصة.. وبرزت مواهب دريد المتعددة.. وبعد أسبوع من نجاح هذه السهرة، بدأنا مباشرة تقديم برنامج (سهرة دمشق) الذي تضمن فقرات تمثيلية كوميدية قصيرة، تخللتها فقرات استعراضية غنائية راقصة وفيه التمعت شخصية غوار الطوشة وحسني البورظان . حاولت جاهداً من خلال هذا البرنامج الاهتمام بالاستعراض والأغنية التلفزيونية بشكل خاص، حيث صنعنا مادة تلفزيونية منوعة حقيقية ومتكاملة.. وحين عرض هذا البرنامج على تلفزيون القاهرة لاقى إعجاباً كبيراً، وقد علق وزير الإعلام المصري مخاطباً المخرجين حينها وطالبهم أن يشاهدوا هذا البرنامج ويتعلموا منه لأنه قد صور في استديو لا تتعدى مساحته الأمتار!.‏
Working...
X