Announcement

Collapse
No announcement yet.

العمل بين الورود والأشجار يقلل التخلف العقلي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • العمل بين الورود والأشجار يقلل التخلف العقلي

    العمل بين الورود والأشجار وزقزقة العصافير يحسن مهارات وسلوكيات مرضى التخلف العقلي، هذا ما أكده اطباء ومتخصصون مشيرين أن الحالة النفسية للشخص تمثل جانباً اساسياً في تطوير وتنمية قدراته وتنعكس بشكل ايجابي على ما يمكن أن يقوم به الفرد وهذا ينطبق الى حد كبير على الاشخاص ذوي الاعاقة آخذين بعين الاعتبار الفروق الفردية بين الافراد المعاقين، كما أن العمل في الحدائق يمثل أحد برامج التأهيل المهني التي يتم تدريب ذوي الاعاقة عليها في مراكز التأهيل حيث يتم تدريب المعاق على غرس ورعاية الاشجار والتي قد تكون مهنة مستقبلية لبعض المعاقين، هذه الحقيقة تؤكدها "البيان" من خلال معايشتها ل35 من الاشخاص من ذوي الاعاقة العقلية والسمعية الذين تم توظيفهم في مشتل واحة الصحراء منذ العام 2005، حيث تحسنت أوضاعهم بشكل ملحوظ ومنهم من وصل إلى مسؤول مبيعات في المشتل لا بل ويجيد اسماء اكثر من 40 صنفا من مختلف الزهور والنباتات وأسعارها ويتعامل مع الزبائن بأسلوب لبق وإلى التفاصيل في سياق التحقيق التالي.

    يؤكد الدكتور محمد فتيحه رئيس وحدة النطق والتواصل في مركز دبي للتوحد ان الدراسات والتجارب الميدانية اثبتت ان الافراد ذوي الاعاقة الذين شاركوا في مشاريع زراعية في المراكز والمدارس قد اظهروا تحسناً واضحاً في المهارات المعرفية بشكل عام وكذلك المهارات اللغوية بما تشمل عليه العملية من مصطلحات جديدة لغوية تثري الجانب اللغوي لدى المعاق، كما أظهرت الدراسات تحسنا في مهارات التركيز، إضافة الى ذلك فان العمل في بيئة طبيعية له أثر فعال في تعميم وتثبيت المهارات المتعلمة ناهيك عن تقوية المهارات الاجتماعية والتواصل وروح الفريق الواحد.

    في مشتل واحة الصحراء التابع لمجموعة "ديزرت جروب " التي قامت بتوظيف 35 شخصا من ذوي الاعاقة في العام 2005 كجزء من واجبها الوطني تجاه هذه الفئة ، اشخاص يرتدون زيا موحدا ينتشرون بين اشتال الخضروات والفواكه ومشاتل الزهور ، وبمجرد دخول الزبون إلى المشتل يسرع احد البائعين ليأخذك بجولة تعريفية يعرفك خلالها على اسماء النباتات و الازهار الداخلية وبعد الجولة التي قد تستغرق نصف ساعة يسألك عن النوعيات التي قررت شرائها . تدرك من خلال حديثه ان هذا البائع ربما لديه مشكلة في النطق ولكن يستحيل ان تصدق انه يعاني من التخلف العقلي فالعمل طوال هذه الفترة في الهواء الطلق وبين الزهور والنباتات وسماع زقزقة العصافير ساهمت إلى حد كبير في صقل وتنمية مهاراته ومواهبه.

    العدوانية
    يقول ابراهيم علي محمد علي اختصاصي التربية الخاصة: "عندما التحقوا بالعمل في المشتل كانت اوضاعهم صعبة للغاية منهم من كان عدوانيا ومنهم من كان انطوائيا والكثير من المشاكل السلوكية ولكن من خلال البرامج السلوكية والعمل على تدعيم وتعديل السلوكيات غير المرغوبة استطعنا تحويل الجوانب السلبية إلى ايجابية .

    وأضاف: "بعد فترة من التدريب والبرامج التأهيلية قمنا بتقسيم المجموعة التي تضم 35 فردا إلى ست مجموعات وفقا لقدراتهم المهنية والسلوكية والمجموعات هي تعبئة الاسمدة والنقل ورص عبوات السماد والتنظيف والترتيب ومجموعة البائعين وتضم خمسة اشخاص ممن استطاعوا تطوير مهاراتهم وقدراتهم بشكل استثنائي ويتم متابعتهم ومراقبتهم عن كثب لتحويل السلوكيات غير المرغوبة إلى سلوكيات مرغوبة ويتم تسجيل الانتاج يوميا بالعدد والكمية والملاحظات اليومية بشكل فردي من اجل تطوير الامكانيات والمهارات ويتم تحفيزهم من خلال الموظف المثالي من خلال الدرجات اليومية للجانب السلوكي والمهني والاهتمام بالمظهر العام ويتم تقديم الشهادات التقديرية والمكافآت المادية له امام زملائه لتحفيزهم".

    وأوضح اختصاصي التربية الخاصة أن فكرة دمج ذوي الاعاقة ركزت منذ البداية على كسر الحاجز النفسي بين ذوي الاحتياجات الخاصة وبيئة العمل والتركيز على القدرات وليس الاعاقات، واستطاع معظم الموظفين التغلب على اعاقاتهم واثبات قدراتهم على العمل مع زيادة نسبة الاستقلالية وزيادة قدرتهم على التعامل مع الاخرين وتحمل المسؤولية وادراك مفهوم العمل الوظيفي وتحويلهم إلى افراد منتجين في المجتمع يعتمد عليهم .

    واكد ابراهيم ان معظم هؤلاء الأفراد كانوا عند التحاقهم بالعمل عدوانيين وانطوائيين وليس لديهم ادنى فكرة عن كيفية تحمل المسؤولية اضافة إلى المشاكل السلوكية ولكن اثبتت تجربة مشاتل واحة الصحراء ان الانسان المعاق و ان العمل المناسب يعزز من مهارات الفرد كل حسب قدراته، وبالتالي يجب على جميع المؤسسات والشركات العمل على دمج المعاقين وتوفير بيئة وفرص العمل المناسبة لهم بدلا من تركهم في المنازل لان ذلك سيؤدي إلى تفاقم المشكلة لديهم ونحولهم إلى اشخاص غير فاعلين في المجتمع ويعيشون على المساعدات التي تصرف لهم.

    واشار إلى ان بعضهم تزوج وانجب اطفالا ويعينون اسرهم واهاليهم من الراتب الذي يصرف لهم وهو 4000 درهم شهريا.

    الحاله النفسية

    ويؤكد الدكتور محمد فتيحه ان الحالة النفسية للمعاق جسدياً وذهنياً تلعب دوراً حيوياً في صقل وتنمية مهاراته ومواهبه وهذا ما ينعكس ايجاباً على تطور المعاق، ناهيك عن الهواء النقي والرياضات المختلفة التي قد يمارسها الشخص المعاق في تلك الحدائق وما تضفيه من دمج مجتمعي ومهارات اجتماعية يتم التدريب عليها في بيئة طبيعية يكون لها أثر افضل ونتائج ايجابية ملموسة على المعاق ومن حوله. كما تسهم الطبيعة والعمل فيها في تهدئة كثير من ذوي الاعاقة خصوصاً في الجانب النفسي فتعتبر نوعاً من العلاج بما تتضمنه من برامج التكامل الحسي حيث توفر الحدائق مدخلات حسية وسمعية وشمية للشخص المعاق وهذا يؤثر على تطوره واداركه للعالم المحيط به.

    وردا على سؤال لماذا لا يتم اعتماد ذلك كوسيلة تساعد على العلاج في مراكز المعاقين؟ قال الدكتور فتيحة في الحقيقة تقوم بعض مراكز التأهيل والرعاية بتدريب ذوي الاعاقة على بعض مهارات التشجير كتأهيل ما قبل مهني أو مهني كما تقوم مراكز اخرى باصطحاب طلابها الى الحدائق العامة، الا اننا احياناً نغفل الجانب النفسي مثل الثقة بالنفس والإحساس بأنف فرد فاعل في المجتمع واهمية في دعم جوانب التطور الاخرى.

    المسؤولية المجتمعية
    علي إبراهيم بادي عضو مجلس إدارة مجموعة الصحراء قال يعمل في المشتل 35 شابا ممن تجاوزوا الثامنة عشرة من مختلف انواع الاعاقات مشيرا الى ان توفير فرص العمل لهذه الفئة هو واجب وطني يقع على عاتق كافة المؤسسات والشركات لان الانسان المعاق يمكن ان يعمل وينتج اكثر من كثير من الاصحاء .

    وقال توفر الشركة للمعاقين 3 باصات لنقلهم من أماكن سكنهم المختلفة إلى موقع العمل ثم إعادتهم ثانية إلى بيوتهم، ووجدنا أن هؤلاء المعاقين وخاصة الصم والبكم منهم بحاجة لدورات تدريبية لتأهيلهم للعمل. وكذلك بحاجة لمشرفين ليقوموا بتوجيههم وتدريبهم العمل والإشراف عليه فعينا المشرفين وجهزنا للعاملين أماكن خاصة بهم مثل صالة للألعاب وأخرى للإفطار والاجتماعات وحمامات خاصة بهم ووفرنا لهم التأمين الصحي والتقاعدي ووجبة إفطار بالإضافة للرواتب الشهرية التي تزيد على 4000 درهم ونقوم بكل الأعمال التشجيعية لتحفيزهم على العمل مثل الرحلات الشهرية واختيار الموظف المثالي .

    وقال البادي إننا نشعر بأن الله قد بارك لنا في عملنا منذ التحاقهم بالعمل لدينا، ولمسنا ذلك بأيدينا فنحن نعاملهم معاملة تحببهم فينا وفي العمل ونحسسهم بالألفة من أجل منحهم الاستقرار والعمل بإنتاجية أفضل ونحن على تواصل دائم مع عائلاتهم ومعرفة احتياجاتهم. ونتلقى من أهاليهم في أول كل شهر توصياتهم التي يكتبونها لنا في دفتر خاص ومثلا كان موضوع الإفطار وإحضار كراسي ليجلسوا عليها أثناء العمل من اقتراحات الأهالي، ونشعر كثيرا بالرضا وشكر الله الذي قدرنا على تشغيل هؤلاء المعاقين خصوصا وأننا نتلمس الدعوات من 35 بيتا يسكنها المعاقون.

    مهارة وسرعة

    وقال سيف سعيد متزوج ولديه ولد اسمه سعيد ويعتبر من أسرع وأمهر الشباب في تعبئة السماد و يشعر خلال العمل بانه بين إخوته حيث يعاملهم المشرفون بكل احترام ولا يبخلون عليهم بالتوجيه والإرشاد، وفي أوقات فراغه يمارس رياضة رفع الأثقال والألعاب الالكترونية على جهاز الكومبيوتر.

    أما راشد عبيد سعيد 24 عاماً قدم للعمل في المشتل من مدرسة دبي لتأهيل المعاقين وهو يشرف على توقيع الشباب في دفتر جدول الحضور والانصراف ويعمل منذ 4 سنوات في مختلف قطاعات العمل في المشتل من تعبئة العبوات ورصها وتحميل السيارات بالنباتات ويستعد للزواج قريبا ويقم نصحه للشباب المعاقين ممن لا يعملون حاليا بالبحث عن عمل لان في ذلك مساعدة لأنفسهم ولأهلهم.

    اما جعفر حسن عبدالله فقد اكتسب خبرة جيدة في مجال الزراعة وقال انه يعرف الآن أسماء العديد من أنواع الورود مثل مرايا وسلطاني وروتانا وماندويلا وغيرها حيث أمضى 5 سنوات من الدراسة في مدرسة دبي للاحتياجات الخاصة قبل أن يلتحق بعمله هنا والذي يمضي فيه أسعد أوقاته، حيث يحب زملاءه والذين يعمل معهم بروح الفريق الواحد ويتناولون طعام الإفطار معاً ويمارس هناك بعض هواياته في ألعاب الكومبيوتر ويدخر بعض المال من عمله حتى يستطيع الزواج .





    أكثر...
Working...
X