Announcement

Collapse
No announcement yet.

مؤتمر العرب والأتراك يختتم فعالياته .. توركماني: العلاقات السورية التركية مبنية على الثقة والشفافية المطلقة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مؤتمر العرب والأتراك يختتم فعالياته .. توركماني: العلاقات السورية التركية مبنية على الثقة والشفافية المطلقة

    مؤتمر العرب والأتراك يختتم فعالياته
    حسن توركماني: العلاقات السورية التركية مبنية على الثقة والشفافية المطلقة



    دمشق-سانا



    اختتمت مساء أمس في مكتبة الأسد فعاليات مؤتمر ( العرب والأتراك مسيرة تاريخ وحضارة ) الذي أقامته وزارة الثقافة بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "أرسيكا" في اسطنبول واستمر يومين.
    وقال العماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية في كلمة له إن المؤتمر وما تناوله الباحثون خلاله سلط إضاءات قيمة وغنية على الثقافة والفن والتاريخ والموروث المشترك للعلاقة التاريخية بين العرب والأتراك.
    وأضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من هذه الفعاليات الثقافية لتوسيع الموروث والتاريخ المشترك الذي كان يجمع العرب والأتراك عبر التاريخ والذي يجذر العلاقة ليس فقط بين الدول وإنما بين الشعوب والمرشحة للتطور والاستمرار مؤكدا أن مثل هذه النشاطات الثقافية تلبي ما تتطلبه العلاقات الجديدة والمتجددة بين العرب والأتراك وتحديدا بين سورية وتركيا.
    وقال معاون نائب رئيس الجمهورية إننا أمام إعادة الأمور إلى طبيعتها في العلاقة بين العرب والأتراك وفق رؤية عصرية تتجاوب مع مصالح الشعوب ومنطق التاريخ المشترك والجغرافيا وانه من واجبنا أن نبحث دوما ونقدم للمجتمع تلك المساحات التي تستند إلى هذه الرؤية وتكرس القناعة بأنها علاقة مطلوبة للجانبين.
    وأكد العماد توركماني أن العلاقة السورية التركية التي تشهد تطورا سريعا ومتناميا تأتي ترجمة لرؤية السيد الرئيس بشار الأسد وبرنامج قيادة حزب العدالة والتنمية وتحظى بدعم جماهيري وتستند إلى أساس متين وراسخ وإرادة سياسية وتوافق سياسي ومساحات واسعة ومشتركة بين سورية وتركيا لافتا إلى أن هذه العلاقة تشكل نموذجا يحتذى لعلاقات الشعوب والدول المتجاورة وتمهد لعلاقات أوسع لأنها وصلت إلى مستوى استراتيجي في مختلف المجالات وتلبي مصالح الشعبين.
    ولفت معاون نائب رئيس الجمهورية إلى أن العلاقة السورية التركية هي علاقة تعاون عالية المستوى مبنية على الثقة والشفافية المطلقة وإرادة العمل والتطوير وشملت توقيع أكثر من 50 وثيقة تعاون بين الجانبين في مختلف المجالات وبما يلبي مصالح الشعبين وهي مرشحة للتطور والاستمرار لمصلحة البلدين والشعبين.

    حضر الاختتام الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة وحشد من الفعاليات الثقافية والمهتمين.
    وكان مؤتمر العرب والأتراك مسيرة تاريخ وحضارة ناقش في يومه الثاني مجموعة من المحاور ركزت على التأثير المتبادل بين الثقافتين العربية والتركية في مجالات الأدب واللغة والفنون والعمارة.
    وافتتح الدكتور علي القيم الجلسة الثالثة للمؤتمر التي ترأسها الدكتور يحيى محمود محمد وحضرها العماد حسن توركماني بمداخلة حملت عنوان الموسيقا العربية والتركية والقواسم المشتركة لفت فيها إلى أن الموسيقا التركية الكلاسيكية توءم الموسيقا العربية.
    ورأى القيم أن تطور الموسيقا العربية جاء على مرحلتين الأولى تتسم بالأصالة العربية والثانية بالتفتح والتداخل مع مختلف العناصر المكونة للعالم الإسلامي تمكنت بعدها بالاستفادة من الثقافة الموسيقية العثمانية من التألق ثانية في مجال الخلق والإبداع حيث كانت هذه الفترة بمثابة تحول جذري تعانق فيها الشعبان العربي والتركي تحت راية الدين الإسلامي وامتزجت ثقافتهما امتزاجا كليا وظهر ذلك جليا في نظم الأغاني والتأليف الموسيقي وفي مستوى الترنيمات الموسيقية وتوحيد أسماء درجات السلم الموسيقي وأسماء المقامات الموسيقية أو المصطلحات الغنية.
    وأوضح القيم أن الغناء التركي دخل شتى أرجاء الوطن العربي عن طريق التهاليل المستعملة في المساجد وقبيل صلاة العيدين مشيرا إلى أن جسور التبادل بين الموسيقا العربية والتركية مكنت من ازدهار وتطور الموسيقا على يد عبده الحمولي ومحمد عثمان وتم تهذيب التواشيح والقدود وتبادل ترجمتها بين الشعبين معتبراً أن التأثير التركي في الموسيقا العربية يبرز في القوالب الآلية مثل البشرف والسماعي واللونغا.
    وتحدث الدكتور موسى يلدز في مداخلة بعنوان التأثير المتبادل بين اللغتين التركية والعربية عن التاريخ المشترك بين الأتراك والعرب وتأثير اللغة العربية في اللغة التركية مبيناً أن أول اتصال من الناحية اللغوية جاء بعد معركة القادسية حيث تبنى الأتراك بعدها الحروف العربية في كتابة اللغة التركية ما أدى إلى انتقال الكثير من الألفاظ العربية إلى اللغة التركية.
    ورأى يلدز أن اللغة التركية تأثرت كثيرا باللغة العربية الفصحى وانعكست هذه الآثار الايجابية على متعلمي اللغة التركية من العرب لأنهم يبدؤون التعلم وبرصيدهم عدد كبير من الكلمات التركية ذات الأصل العربي.
    من جانب آخر اختار الدكتور برهان كور أوغلو من تركيا أن يتطرق في مداخلته إلى إسهامات الأتراك في تطور الفكر والعلم الإسلامي في مجالات العلم والفنون والآداب مبيناً دور المدارس النظامية التي أنشأها الوزير السلجوقي نظام الملك في بغداد في تدريس العلوم العلمية إلى جانب العلوم الدينية.
    كما أشار الباحث التركي إلى دور حركة ترجمة الكتب والتيارات الفلسفية للحضارتين اليونانية القديمة والهلنستية في تطور الفكر الإسلامي لافتا إلى دور العالم التركي الشهير البيروني في مجالات الرياضيات والطب وعلم الفلك والهندسة وآثاره التي مازالت تثير إعجاب علماء العصر الحالي.
    أما الدكتور خسرو صوباشي فتحدث في مداخلته التي حملت عنوان "فن الخط في مؤثرات الثقافة التركية العربية" عن دور الخطاطين الأتراك في تطور الخط العربي خلال فترة الحكم العثماني ووصوله إلى قمة الجمال والإبداع حيث ساهموا مساهمة كبيرة في تثبيت قواعد الخط المتمثلة في أشكال الحروف ونظام الأسطر وتركيب الكلمات وغير ذلك من مظاهر الجمال والإبداع.
    ولفت إلى أن هناك العديد من الأمثلة الرائعة لفن الخط الذي أخذه العثمانيون من الخطاطين العرب في سورية والعراق ومصر وطوره وأبدعوا فيه في المتاحف والمجموعات الخاصة التي يقوم الباحثون والخطاطون في جميع أنحاء العالم بدراستها وتحليلها والاهتمام بها مثلما يقوم بذلك الخطاطون والباحثون في تركيا.
    وختمت الجلسة الصباحية بمداخلة للدكتور نور الدين جفيز من تركيا بعنوان الترجمة الأدبية بين الأصيل والوسيط في الساحة التركية بين فيها أن الإبداعات الأدبية الحقة تعبر عن فكر صاحبها وفكر المجتمع الذي عاش فيه هذا المبدع كما أنها تعكس جزءا من صورة الإنسانية جمعاء.
    ورأى أن كثيرا من الإبداعات الفنية التي كتبت باللغة العربية أو التركية ترجمت إلى كلتا اللغتين ولاقت اهتماما كبيرا من قبل القراء سواء من العرب أو الأتراك لكن هذه الترجمات كثيرا ما تمت عن طريق لغة ثالثة وسيطة ما يخلق مشكلة لدى القارئ الحقيقي لافتا إلى أن مشكلة الترجمة المباشرة لها صلة حقيقية بالمثقفين والمشتغلين باللغة بصفة عامة ولأجل هذا عليهم أن يكثفوا جهودهم على الترجمة المباشرة دون استخدام لغات وسيطة لتأخذ الإبداعات الفنية دورها الحقيقي في مساهمتها في تعزيز العلاقات بين الشعوب.
    وحملت الجلسة الرابعة التي ترأسها الدكتور أمر الله ايشلر عنوان الفنون والعمارة افتتحها الدكتور عفيف البهنسي بمداخلة عن تحول عمارة بلاد الشام منذ القرن السادس عشر بين فيها ان الطراز المعماري في سورية شهد تطورا كبيرا منذ القرن السادس عشر مستوحياً عناصره وأسلوبه من العمارة العثمانية.
    وعرج البهنسي على مجموعة المساجد التي أنشئت في دمشق وفق هذا الطراز مثل جامع الشيخ محي الدين بن عربي والتكية السليمانية وخان أسعد باشا وقصر العظم إضافة إلى مسجد الخسروية في حلب ومجمع العثمانية الذي يقع ضمن متحف التقاليد الشعبية في حلب وكذلك جامع خالد بن الوليد في حمص الذي أعيد بناؤه كلياً حسب الطراز العثماني.
    كما أشار البهنسي إلى ظهور العمارة العثمانية في القدس منذ عهد السلطان سليمان القانوني حيث كانت الفسيفساء تغطي قبة الصخرة من الخارج فأمر بتغطيتها بألواح القاشاني لزوال أكثر الفسيفساء بسبب الرطوبة والعوامل الجوية.
    فيما اختارت الدكتورة بغداد عبد المنعم محور أوهام الاستشراق عن المدينة العربية في العصر العثماني أكدت فيه أن الفترة العثمانية لم تمثل انحطاطا للمدن مثلما عم الخطاب الغربي الاستشراقي بل انها على العكس تميزت بحركة نمو حضاري إن لم يكن في المرحلة العثمانية فخلال القرنين الأولين منها على الأقل.
    وقدمت الباحثة نقدا لمفهوم اللامدنية الاستشراقي ونقد النظرية الاستشراقية التي تقارن المدينة الإسلامية مع المدينة الكلاسيكية القديمة إضافة إلى نقد مصطلح القرون الوسطى المعمم حاليا وعلاقته المشبوهة بالمدينة العربية في هذه الفترة ونقد دور السوسيولوجيين والانثربولوجيين الذين ربطوا دراساتهم ونتائجها بدراسة أي مدينة.
    فيما قدم المهندس المعماري محمود زين العابدين رؤية معمارية حول مساجد سورية في العصر العثماني مبينا أن سورية شهدت في العصر العثماني نهضة عمرانية لافتة توسعت خلالها المدن السورية وأخذت العمارة الإسلامية طرازا معماريا بعيدا كل البعد عن الطراز المعماري المحلي الذي كان سائدا في سورية قبل العصر العثماني.
    وقال العابدين: ظهرت في تلك الفترة المساقط الأفقية ذات الشكل المربع للقبلية وانتشرت القباب المركزية والمآذن المؤلفة من 16 ضلعا وانطلق هذا الطراز من العاصمة اسطنبول إلى المدن السورية وخاصة أهم ولايات الدولة العثمانية دمشق وحلب.
    كما قدم الباحث صورة عن أهم ميزات عمارة المساجد السورية في العصر العثماني من خلال دراسة مواصفات وتقنيات البناء ودراسة العناصر المعمارية في محاولة لتأصيل العناصر المعمارية لهذه المساجد وعلاقتها بأسلوب العمارة العثمانية.
    وختم الدكتور يوسف نعيسة الجلسة بمداخلة بعنوان ملامح من فن العمارة عند العثمانيين وآثارها في دمشق ما بين القرن السادس عشر ومطلع القرن العشرين مبينا أن العثمانيين استخدموا في مجال العمارة أشكالا وتعابير موروثة جرى تطويرها فكانت مزيجا من الحضارات الآشورية والأوروبية السابقة فحصل ذلك النتاج من تلك الحضارات والتقاليد العثمانية والإسلامية.
    ولفت إلى إن العاصمة اسطنبول أصبحت المركز الإشعاعي لهذا الفن إلى كل الأقطار التابعة لها ومنها بلاد الشام وخاصة دمشق التي ظهرت فيها خلال الحكم العثماني الكثير من المنشآت التي لا تزال تشهد على ذلك الفن مثل التكية السليمانية وجامع سنان باشا وخان أسعد باشا والعديد من الخانات والزوايا والربط والأسواق.


Working...
X