Announcement

Collapse
No announcement yet.

الأرهاب في الكتاب المقدس1

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الأرهاب في الكتاب المقدس1


    ثقافة الإرهاب في الكتاب المقدس
    بقلم / د / أحمد عبد الحميد عبد الحق
    لطالما تأملت في تاريخ اليهود بفلسطين خلال الستين عاما الماضية ورأيت الجرائم البشعة التي يرتكبونها صباح مساء ضد المستضعفين من الفلسطينيين ، تلك الجرائم التي تصيب بالغثيان كل من يطلع عليها ، فأخذت أتعجب كيف يجرؤ اليهود على تلك الجرائم ؟! وكيف ترضى بها كل طوائفهم رغم أنهم ينتمون إلى ما يقرب من تسعين جنسية ، والمفترض أن كل جنسية تحمل ثقافة مخالفة لثقافة الجنسية الأخرى ؟! ..

    بل وكيف يرضى بها ويشجعهم عليها المهيمنون على صنع القرار بأمريكا وأوربا ، من المؤمنين بالصهيونية المسيحية ، ويزودونهم بأحدث الأسلحة الفتاكة لتنفيذ جرائهم ، ويرون في تلك الجرائم إرضاء للرب الذين يؤمنون به !!!

    لكن عجبي قد زال عندما اطلعت على الكتاب المقدس عندهم ، ورأيت ما فيه من حض على الإرهاب ، وسفك الدماء والبطش بالأبرياء ، والادعاء بأن هذه أوامر الله ، تعالى وتنزه سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا .

    ورأيت أنها ثقافة نُشّئوا عليها جميعا على اختلاف لغاتهم وأجناسهم وألوانهم ، إنها ثقافة حب الانتقام من الآخرين إذا تمكنوا منهم بعد أحقاب عاشها اليهود في الذل والاستعباد .

    وتلك نماذج اقتبسها من السفر المسمى بسفر "يشوع " أقدمها للقارئ ليعلم على أي ثقافة يُربّى هؤلاء ، وقد حرصت على أن أنسخها كما هي دون تحريف حتى في الرسم الإملائي لكلماتها ، وقصدي من كل ذلك أن نحتاط لأنفسنا قبل أن نجد أنفسنا أسرى في أيد هؤلاء ينفذون فينا أوامر شيطانية ملأت عقولهم ، ولن ينجينا منهم ركوعنا ولا سجودنا تحت أقدامهم .

    وأبدأ بالإصحاح الأول الذي صدرت مقدمته بهذا الأمر ليوشع (يشوع ) " 6تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ, لأَنَّكَ أَنْتَ تَقْسِمُ لِهَذَا لشَّعْبِ لأَرْضَ لَّتِي حَلَفْتُ لِآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ 7" فلابد أن يكون اليهود متشددين في طلباتهم ورغباتهم.
    وأما المقصود بالأرض التي يزعمون أن الله قسمها لبني إسرائيل فهي أرض الشام كلها وليست فلسطين فقط ، فقد جاء في سياق آخر
    على لسان يشوع : «جُوزُوا فِي وَسَطِ لْمَحَلَّةِ وَأْمُرُوا لشَّعْبَ قَائِلِينَ: هَيِّئُوا لأَنْفُسِكُمْ زَاداً, لأَنَّكُمْ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تَعْبُرُونَ لأُرْدُنَّ هَذَا لِتَدْخُلُوا فَتَمْتَلِكُوا لأَرْضَ لَّتِي يُعْطِيكُمُ لرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِتَمْتَلِكُوهَا».
    12ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَلْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى: 13«اذْكُرُوا لْكَلاَمَ لَّذِي أَمَرَكُمْ بِهِ مُوسَى عَبْدُ لرَّبِّ قَائِلاً: لرَّبُّ إِلَهُكُمْ قَدْ أَرَاحَكُمْ وَأَعْطَاكُمْ هَذِهِ لأَرْضَ. 14نِسَاؤُكُمْ وَأَطْفَالُكُمْ وَمَوَاشِيكُمْ تَلْبَثُ فِي لأَرْضِ لَّتِي أَعْطَاكُمْ مُوسَى فِي عَبْرِ لأُرْدُنِّ, وَأَنْتُمْ تَعْبُرُونَ مُتَجَهِّزِينَ أَمَامَ إِخْوَتِكُمْ, كُلُّ لأَبْطَالِ ذَوِي لْبَأْسِ, وَتُعِينُونَهُمْ 15حَتَّى يُرِيحَ لرَّبُّ إِخْوَتَكُمْ مِثْلَكُمْ, وَيَمْتَلِكُوا هُمْ أَيْضاً لأَرْضَ لَّتِي يُعْطِيهِمُ لرَّبُّ إِلَهُكُمْ.
    ثُمَّ تَرْجِعُونَ إِلَى أَرْضِ مِيرَاثِكُمْ وَتَمْتَلِكُونَهَا, لَّتِي أَعْطَاكُمْ مُوسَى عَبْدُ لرَّبِّ فِي عَبْرِ لأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ لشَّمْسِ»16 ..
    هذا ليعلم ذلك من يظنون أنهم بتخليهم عن مساندة الفلسطينيين سيعيشون بمأن من اعتداء اليهود عليهم في القريب العاجل .
    بل إن التوراة تؤكد أن من لا يؤمن بذلك من اليهود أنفسهم مصيره كما جاء في هذا السفر " 18كُلُّ إِنْسَانٍ يَعْصَى قَوْلَكَ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكَ فِي كُلِّ مَا تَأْمُرُهُ بِهِ يُقْتَلُ. إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّداً وَتَشَجَّعْ».
    ومن هنا نعرف موقفهم ممن ينادي بمسالمة العرب ، ومن يقول بضرورة الانسحاب من جزء من الأراضي للفلسطينيين ! وما حدث لرئيس الوزراء الأسبق " رابين " الذي قتل على أيدي بعد شبابهم الذين يلتزمون بنصوص هذا السفر خير شاهد لذلك.
    وهذه التعاليم الإرهابية يباح في تنفيذها كل الوسائل ؛ حتى ولو كان الاستعانة بالعاهرات ، فقد جاء في الإصحاح الثاني من هذا السفر 1فَأَرْسَلَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ مِنْ شِطِّيمَ رَجُلَيْنِ جَاسُوسَيْنِ سِرّاً, قَائِلاً: «اذْهَبَا نْظُرَا لأَرْضَ وَأَرِيحَا». فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ مْرَأَةٍ زَانِيَةٍ سْمُهَا رَاحَابُ وَضْطَجَعَا هُنَاكَ.
    ولا بأس أن يجعل الكتاب المقدس من تلك العاهرة ـ وهي من المفترض أن تكون من قوم وثنيين ـ فقيهة عالمة بالمجد الذي سيصل إليه بنو إسرائيل ، وبالمملكة العظمى التي سيمنحها لهم الرب ، فقد جاء في الإصحاح الثاني : " 8وَأَمَّا هُمَا فَقَبْلَ أَنْ يَضْطَجِعَا صَعِدَتْ إِلَيْهِمَا إِلَى لسَّطْحِ 9وَقَالَتْ: «عَلِمْتُ أَنَّ لرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ لأَرْضَ, وَأَنَّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا, وَأَنَّ جَمِيعَ سُكَّانِ لأَرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجْلِكُمْ, 10لأَنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا كَيْفَ يَبَّسَ لرَّبُّ مِيَاهَ بَحْرِ سُوفَ قُدَّامَكُمْ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ, وَمَا عَمِلْتُمُوهُ بِمَلِكَيِ لأَمُورِيِّينَ للَّذَيْنِ فِي عَبْرِ لأُرْدُنِّ: سِيحُونَ وَعُوجَ, للَّذَيْنِ حَرَّمْتُمُوهُمَا. 11سَمِعْنَا فَذَابَتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوحٌ فِي إِنْسَانٍ بِسَبَبِكُمْ, لأَنَّ لرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ للَّهُ فِي لسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى لأَرْضِ مِنْ تَحْتُ " .
    وفي الإصحاح الثالث : قَالَ يَشُوعُ: «بِهَذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ للَّهَ لْحَيَّ فِي وَسَطِكُمْ, وَطَرْداً يَطْرُدُ مِنْ أَمَامِكُمُ لْكَنْعَانِيِّينَ وَلْحِثِّيِّينَ وَلْحِوِّيِّينَ وَلْفِرِزِّيِّينَ وَلْجِرْجَاشِيِّينَ وَلأَمُورِيِّينَ وَلْيَبُوسِيِّينَ " ..
    ولماذا يفعل الله الحي ذلك بالكنعنانيين والحتيين والحويين والفرزويين وغيرهم ؟! .
    ألأنهم مشركون بالله ؟!! فلماذا لم يكلف بني إسرائيل بدعوتهم للتوحيد ؟!!
    أم لأنهم أعداء لبني إسرائيل ؟ فمن أين جاءت تلك العداوة ؟!! وأي عداوة وأي شر نال بني إسرائيل من هؤلاء وهم لم يساكنوهم ، ولم يجاورهم من عقود طويلة ، حيث كان بنو إسرائيل بمصر مدة طويلة ، وبعد خروجهم قضوا في التيه أربعين سنة ؟! .
    وإذا كانت العداوة قديمة فما ذنب الجيل الجديد الذي لم ير جريرة آبائه ولا أجداده ؟!! .
    قيمة المرء ما يحسنه
Working...
X