Announcement

Collapse
No announcement yet.

المصريون ينتفضون لاقتراع رئيس الجمهورية الثانية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المصريون ينتفضون لاقتراع رئيس الجمهورية الثانية

    في مشهد مهيب كما ثورتهم، اصطف المصريون أمس في طوابير طويلة امتدت على مرأى البصر للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية تعددية لا يعلم من الفائز فيها مسبقا، وسط اقتراع كثيف وغير مسبوق لاختيار رئيس مصر الثورة، من بين 13 مرشحا، من خلال 13097 لجنة فرعية منتشرة في 27 محافظة، بينما تحرسهم قرابة 300 ألف من أفراد الجيش والشرطة لتأمين هذه الانتخابات، التي لم تسجل فيها خروقات لافتة.


    ولم يثن لهيب الشمس ولا طول الانتظار الذي امتد ببعض الناخبين إلى الساعتين عن الاقتراع. واصطف المصريون في صبر للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيسهم لأول مرة منذ عهد الفراعنة، لكن حالة الاستقطاب في البلاد تجعل النتيجة معلقة في الانتخابات التي يخوضها 13 مرشحاً.

    وبلغ عدد اللجان الانتخابية العامة 351، و13097 لجنة فرعية في 27 محافظة. وانتشر رجال شرطة امام مكاتب الاقتراع لضمان الأمن، بينما انتشر الجنود داخلها للتأكد من حسن سير عمليات الاقتراع. ويشارك حوالي 300 ألف من أفراد الجيش والشرطة في تأمين الانتخابات بجميع المحافظات.


    وقالت اللجنة القضائية العُليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية إن نحو 9534 ممثلاً لمنظمات حقوقية محلية وأجنبية و50 بعثة دبلوماسية معتمدة في مصر، فضلاً عن جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي يقومون بمتابعة العملية الانتخابية، فيما يغطيها إعلامياً 2859 إعلامياً وصحافياً مصرياً وأجنبياً، مقيماً ووافداً. ويشارك في الإشراف على العملية الانتخابية 14 ألفاً و509 قضاة من مختلف الهيئات القضائية.

    تصريحات المرشحين
    وحرص عدد من المرشحين البارزين في السباق على الإدلاء بأصواتهم خلال الساعات الأولى لفتح باب الاقتراع، كما حرصوا على التواصل مع وسائل الإعلام التي كانت تنتظرهم عند اللجان.


    وبحسب استطلاعات الرأي فإن المنافسة بين خمسة مرشحين هم: عمرو موسى ثم عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي ثم حمدين صباحي وأحمد شفيق.
    وقال موسى بعد الإدلاء بصوته، بعدما وقف نحو ساعتين في طابور الناخبين، إنه سيتقبل النتيجة أياً كانت، ودعا الجميع إلى احترام النتيجة طالما جاءت من عملية انتخابية شفافة ونزيهة.


    أما أبو الفتوح فقال: «الرئيس المقبل سيسترد ثروة المصريين المنهوبة وسيعمل على توفير فرصة عمل لكل شاب وحياة كريمة لكل مواطن». وأردف القول: «الشعب لن ينتخب إلا رئيساً يعبر عن ثورته وليس رئيساً من الفلول»، مشيراً إلى أنه «لم يتم رصد أية تجاوزات في العملية الانتخابية».


    من جانبه، أكد صباحي أنه ملتزم باحترام نتيجة الانتخابات طالما أنها أتت بإرادة حرة نزيهة، وشدد على أنه واثق في أنه سيصل إلى جولة الإعادة. أما مرسي فحرص على شكر المصريين في الخارج، وأشاد بأداء جميع الأطراف، وأكد أن مصر تستحق الحرية.


    بدوره، حذر شفيق، من «مشكلة كبيرة جداً» حال فوز مرشح اسلامي في الانتخابات. وقال ردا على سؤال في هذا الصدد لوكالة «فرانس برس»: «لو فاز الإسلاميون ستكون هناك مشكلة كبيرة جداً»، معتبراً أنه «كان خطأ كبيراً من الشعب المصري أن يثق بالإخوان، ونحن الآن نعاني من تصرفاتهم».





    تصريحات الناخبين
    وانعكست حرارة الانتخابات على تصريحات المقترعين.


    وقال إسلام محمد، وهو مدرب سباحة يبلغ من العمر 27 عاماً، بينما كان ينتظر في الطابور أمام لجنته الانتخابية في القاهرة: «يجب أن نثبت أن زمن بقائنا في المنزل في حين يختار آخرون لنا قد ولى». ولم ترد أي تقارير بوقوع أعمال عنف مع بدء عملية التصويت.


    بدوره، قال محمود مرسي ـ 23 عاماً: «سأدلي بصوتي بصرف النظر عن أي شيء، إنه حدث تاريخي. وتدفق الناخبون على اللجان الانتخابية وبعضهم يحمل مقاعد وصحفاً، متوقعين الانتظار في الصفوف لفترات طويلة.


    ولم تشهد الانتخابات المصرية السابقة مثل هذه المشاهد في الماضي عندما كان التلفزيون يصور مبارك وهو يدلي بصوته، وسط حفاوة، وقد أحاطت به مجموعة من المسؤولين دون ظهور ناخب عادي في اللجنة الانتخابية للرئيس.


    من جهته، قال أحمد علي، طالب صيدلة في الإسكندرية، ثاني أكبر المدن المصرية: «لم أدل بصوتي في انتخابات الرئاسة في حياتي، ومن ثم فإن هذه التجربة جديدة وتجعلني أشعر أني مواطن في هذا البلد».


    أما سعد عبد ربه، وهو موظف، لدى إدلائه بصوته في الاسكندرية، فقال: «سنجعل صوت مصر يدوي عالياً في العالم». وأضاف: «على مدى 30 عاماً كانت بلادي بلا صوت، لكنه سيسمع الآن، لأن المصريين سيختارون رئيسهم».


    من جهته، قال الموظف أحمد كمال ـ 40 عاما، بعد أن أدلى بصوته في الفيوم «إن هذا حدث لم يحدث من قبل، لم نكن نعرف ماذا تعني كلمة انتخابات في عهد حسني مبارك. وهذه اول مرة تتوافر فيها للمصريين العاديين فرصة حقيقية لاختيار زعيمهم، بعدما خضغوا على مر التاريخ لحكم الفراعنة والسلاطين والملوك وضباط الجيش».


    وقال رزق الله زكي ــ 75 عاماً، امام لجنة انتخاب في ملوي، بمحافظة المنيا، جنوبي القاهرة: «هذه اول مرة أنتخب رئيس جمهورية في حياتي». وأوضح كمال، الموظف بالفيوم، أن التيار الإسلامي هو أكثر تيار منظم، وستكون هناك فرص كثيرة لمرشحيه.


    وقال عبد المنعم محمد حسين ــ 72 عاماً، ويعمل في محل للفطائر بحي السيدة زينب بالقاهرة: «أول مرة في عمري أنتخب، وأنا غير مصدق، من سأنتخبه موجود في رأسي وهو من سيصلح العشوائيات، لا بد أن يكون نصيراً للناس للفقراء».


    وقالت فاطمة حسن ـ 23 عاماً، وهي خريجة جامعية: «سأنتخب مرشحاً من مرشحي الثورة».


    وأياً كان الفائز فسيواجه مهمة صعبة لتحقيق تغيير يتوقع المصريون أن يخفف الأعباء التي تثقل اقتصاد البلاد.


    ومن المقرر أن يتم فرز أصوات الناخبين داخل اللجان الفرعية بمعرفة القضاة وأمناء اللجان في ختام اليوم الخميس للاقتراع، بعد غلق باب التصويت، في حضور مندوبي المرشحين والمراقبين والصحافيين.


    ولم تشهد انتخابات البرلمان، بغرفتيه الشعب والشورى، التي أجريت في أواخر العام الماضي وبدايات العام الحالي، والتي هيمن عليها الإسلاميون، أعمال تزوير أو عنف وبلطجة، كما كان العهد بالانتخابات إبان حكم مبارك، لكن شابتها بعض المخالفات الانتخابية غير المؤثرة على النتائج.

    المشير يتفقد
    تفقد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي سير العملية الانتخابية في مناطق العباسية والظاهر وباب الشعرية، ثم المدرسة العمالية بالظاهر والمدرسة الخديوية بالعباسية، ولم يستغرق تفقده سوى بضع دقائق، عاد بعدها لمقر وزارة الدفاع في كوبري القبة.


    وأثنى طنطاوي خلال تفقده اللجان على سير العملية الانتخابية وإجراءات التأمين وتواجد القضاة في موعدهم، وفتح باب التصويت في المواعيد المحددة، كما اطمأن على نزاهة عملية التصويت. وأكد رئيس المجلس العسكري أن إقبال المواطنين على الإدلاء بأصواتهم هو «الضمان لنزاهة وتأمين الانتخابات». وكان طنطاوي بدأ متابعة العملية الانتخابية من مركز العمليات الدائم للقوات المسلحة، وبصحبته نائب رئيس المجلس العسكري الفريق سامي عنان، في الوقت الذي قام فيه عدد من أعضاء المجلس العسكري بالمرور على عدد من المحافظات لمتابعة الانتخابات ميدانياً.

    خروقات
    صرح رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية المستشار فاروق سلطان أنه تم إحالة ثلاثة بلاغات للنائب العام ضد ثلاثة من المرشحين.
    وأوضح في مؤتمر صحافي أن البلاغات شملت المرشحين أحمد شفيق وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي، لأنهم أجروا لقاءات تلفزيونية تحتوي على مواد دعائية، ومن ثم فإنها تعد خرقاً للصمت الانتخابي. ونفى سلطان استبعاد خمسة قضاة من الإشراف على الانتخابات، ولكنه تحدث عن انسحاب أربعة فقط، وجرى استبدالهم بآخرين. وكشف عن وجود مخالفات من أنصار معظم المرشحين للتأثير على الناخبين، وأنه جرى اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.

    صناديق
    استقبلت قرية البضائع في مطار القاهرة أمس، 16 صندوقاً بأوراق تصويت المصريين العاملين في السعودية، قادمة علي الطائرة المصرية من جدة، تمهيداً لإعادة فرزها.


    وذكرت مصادر مسؤولة في القرية، بأنه فور وصول الصناديق مختومة بأختام السفارة والقنصلية المصرية في السعودية تم الإفراج عنها، ونقلها وسط حراسة إلى ديوان وزارة الخارجية لإعادة فرزها، بالتعاون مع اللجنة المشرفة على انتخابات المصريين بالخارج، وأن شحن الصناديق من السعودية جاء بناء على طلب تقدمت به اللجنة للسفير أحمد راغب مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية.


    وكانت اللجنة العامة المشرفة على انتخابات المصريين المقيمين في الخارج، برئاسة المستشار حاتم بجاتو، قررت تأجيل إعلان نتائج تصويت المصريين في السعودية بانتخابات الرئاسة بناء على شكوى تقدم بها مندوبا كل من المرشحين عبد المنعم أبو الفتوح وخالد علي، وتم التحفظ علي محضري الفرز في السفارة المصرية بالرياض والقنصلية في جدة.


    توضيح
    أكد الناطق باسم وزارة الداخلية أن مقتل شرطي في منطقة روض الفرج بشمال شرق القاهرة هو «حادث جنائي»، وقع الليلة قبل الماضية، ولا علاقة له بالانتخابات.


    ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء مروان مصطفى أن حادث وفاة عريف الشرطة أحمد عبد المولى من قوة قسم شرطة روض الفرج، الذي وقع في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية «جنائي وليس له أي علاقة بالعملية الانتخابية».
    وكان مصدر أمني قال في وقت سابق إن شرطيا قتل بالرصاص أثناء مشاجرة بين أنصار مرشحين أمام مكتب اقتراع بمنطقة روض الفرج في شمال شرق القاهرة.





    أكثر...
Working...
X