Announcement

Collapse
No announcement yet.

إلهام أبو السعود... الملحِّنة السورية الوحيدة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • إلهام أبو السعود... الملحِّنة السورية الوحيدة


    إلهام أبو السعود... الملحِّنة السورية الوحيدة

    «إلهام أبو السعود» موسقية مربِّية وملحِّنة وباحثة. وهي المرأة السورية الوحيدة التي خاضت غمار التلحين. وتخصصت في تلحين أغنيات الأطفال، فبرعت فيها. ساعدها في ذلك تخصصها الموسيقي الجامعي. وعملها مدرِّسة للموسيقا، ثم موجِّهة تربوية في وزارة التربية .

    نشأت «إلهام أبو السعود» في بيئة فنية فوالدها عازف الكمان «رشاد أبو السعود» الذي كان ضابطاً في الدرك. وكان يمارس نشاطه الموسيقي في الأندية الفنية بدمشق على سبيل الهواية، ويعزف على العود والكمان. وعمُّها «عبد الوهاب أبو السعود» أحد أقطاب المسرح في سورية في النصف الأول من القرن العشرين، وأول فنان تشكيلي سوري يحمل شهادة جامعية من فرنسا. وتولَّى «رشاد» رعاية ابنته «إلهام» موسيقياً بعد أن لمس عندها بذور الموهبة، فعلمها العزف على العود. وكانت وهي طفلة في السنة العاشرة من عمرها تؤدِّي بعض ألحان والدها. واشتركت بالتمثيل والغناء مع عمُّها «عبد الوهاب». في العديد من مسرحياته، منها مسرحية (وامعتصماه). وفي مدرسة دوحة الأدب التي تعلمت فيها، شاركت في الحفلات المدرسية غناء وتمثيلاً. وعندما شبَّت مثلَّت في بعض التمثيليات الإذاعية، في إذاعة دمشق، ضمن فرقة من الهواة .أما حياتها العملية فبدأتها معلمة للرياضة بعد أن حصلت على الشهادة المتوسطة (الكفاءة) .
    لكن مسيرة «إلهام» الموسيقية الحقيقية بدأت عندما نالت الشهادة الثانوية، وسافرت إلى القاهرة، حيث انتسبت إلى كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، ودرست فيها مابين عامي (1956- 1961). لتعود بعدها إلى دمشق، وتمارس عملها مدرِّسة لمادة الموسيقا في مدارس دمشق ودور المعلمين. وتولَّت بعد مدة من الزمن مهام الموجهة التربوية لمادة الموسيقا في وزارة التربية (1986- 2003) ،إضافة إلى قيامها بالتدريس في المعهد العربي للموسيقا. ومن أجل تدريس مادة الموسيقا للأطفال بشكل علمي خضعت لدورتين تدريبيتين، الأولى في ألمانيا اطَّلعت فيهما على طريقة «كارل أورف»، والثانية في هنغاريا اطلعت فيها على طريقة «سلطان غوداي» في تعليم الموسيقا الأطفال والتلحين لهم. فأصبحت بذلك مؤهَّلة لخوض غمار التلحين للأطفال .
    شاركت في تأليف العديد من الكتب المدرسية لمادة الموسيقا. منها كتاب (قواعد الموسيقا العربية والعروض الموسيقي) عام 1987 للصف الأول (قسم التربية الموسيقية) معهد إعداد المدرِّسين، وكتابان بعنوان (الطرق الخاصة بتعليم الموسيقا) للصفين الأول والثاني في قسم التربية الموسيقية بمعهد إعداد المدرسين عام 1986. كما وضعت كتاب (التربية الموسيقية وطرائقها في رياض الأطفال) عام 1990 ،و(التربية الموسيقية وطرائق تدريسها) لدور المعلمين، و(دليل المعلم للتربية الموسيقية) لمعلمي الموسيقا في جميع صفوف المرحلة الابتدائية، وكتاب (التربية الموسيقية) للصف الأول بالمرحلة الابتدائية عام 1993، إضافة إلى مجموعة من الأمليات لدورات الموجِّهين التربويين لمادة الموسيقا ولمعلمي الموسيقا، في رياض الأطفال .
    وفي النشاطات العملية أعدَّت وقدَّمت الكثير من الدروس الموسيقية والتطبيقات العملية في البرامج التعليمية التلفزيونية. وكان لـ«إلهام أبو السعود» مشاركات هامة في المؤتمرات الموسيقية العربية. فقد مثَّلت سورية في المجمع الموسيقي العربي، وشاركت بكل اجتماعاته ونشاطاته لسنوات طويلة، إضافة إلى مشاركتها بمؤتمر الموسيقا العربية بالقاهرة في عدة دورات. وشاركت كعضوة لجنة تحكيم في العديد من المهرجانات الموسيقية .
    في مجال التلحين تخصَّصت ـ كما ذكرنا - بتلحين أغنيات الأطفال. فلحَّنت مجموعة بديعة منها. راعت فيها أسلوب التلحين للأطفال حسب الطريقتين (كارل أورف وسلطان غوداي) القائمتين على الموسيقا الإيقاعية. وتتميز ألحانها بالرشاقة والفرح، وتتحدث جميعها باللغة العربية الفصيحة، وهذا بحدِّ ذاته قيمة تربوية تقدمها ألحان «إلهام أبو السعود» للأطفال. وتوزعت ألحانها مابين توجيهية وتعليمية وترفيهية. ففي المجال الأول أي الأغنيات التوجيهية لحَّنت عدة أغنيات تحثُّ على العمل والنشاط مثل (الشعب العامل) شعر «نجاة قصاب حسن»، وتظهر فيها قيمة العمل وأهمية العامل في المجتمع، وأغنية (أنا فلاح)التي نظمها «عبد الرحمن حيدر» وشاركت بها في مهرجان أغنية الطفل بالأردن عام 2001، وفازت بالجائزة الثانية للمهرجان. والأغنية تتحدث بلسان الفلاح عن جهده ودأبه في زراعة الأرض والاعتناء بها، فهي تعطينا الخيرات الكثيرة. وفي أغنية (الببغاء) دعوة للأطفال ألا يرددوا كلاماً لا يفهمونه، مثل الببغاء، بل عليهم أن يفهموا معنى كل كلمة يتفوهون بها. وتتحدث أغنية (لغتي العربية) عن جمال لغتنا بشعرها ونثرها، وتدعو الأطفال إلى تعلمها والتحدث بها. ومن ألحانها الجميلة أغنية ( سلمى الحزينة) للشاعر «شوقي بغدادي». وشاركت «إلهام أبو السعود» بهذه الأغنية في المهرجان السابق، ونالت عنها شهادة تقدير. والأغنية تحث الأطفال على عدم إزعاج أصدقائهم، والاعتذار منهم إذا حدث ذلك. ولحنت عدة أغنيات وطنية، مثل (أعانق سورية) شعر «نهاد درويش»، و(بلاد الشباب) شعر «نجاة قصاب حسن».
    ولحَّنت العديد من الأغنيات عن البيئة وضرورة الحفاظ عليها نظيفة من كل تلوث حتى تستمر حياتنا عليها دون مشاكل، أو منغِّصات، منها أغنية (أنا صديق البيئة) نظم «نذير سيراجي»، تُعرِّف الأطفال بأهمية الحفاظ على البيئة سليمة نظيفة.
Working...
X