Announcement

Collapse
No announcement yet.

الخجل عند الأطفال

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الخجل عند الأطفال

    الخجل عند الأطفال
    إن من خصائص النمو الاجتماعي أن يمر الأطفالعموماً بفترة الإحساس بالخجل، إذ يعتبر هذا الأمر طبيعياً في فترات محددة. و«الخجل» كلمة تحمل معانيطيبة ومعاني مرضية، إذ نجد بعض الأطفال يمتزج الخجل لديهم بالحياء، نتيجة التربيةالمحافظة التي يتلقاها إلى حد ما، لكن إذا زاد الخجل عن حده فيمكن أن يتحول إلى مرضنفسي عند بعضهم الآخر. ‏

    والسؤال ماهي الأسباب التيتزيد من خجل الطفل وتجعله منطوياً على نفسه؟ ‏

    مخاوف الأم الزائدة ‏

    من المعروف أن الأطفالالخجلين يتمتعون بدرجة حساسية عالية، والأم تلعب دوراً كبيراً في زرع هذه الصفةبشخص طفلها، أو محوها وذلك حسب التربية التي يخضع إليها.. فالأم بطبعها تحاول بشتىالوسائل إحاطة طفلها بكل أنواع الرعاية الممكنة، وتشعر بأن طفلها سيتعرض للأذى فيكل لحظة، ومن دون قصد تملأ نفسه بأشياء كثيرة غير مرئية في المجتمع، وتفهمه بأنهاتشكل خطرا عليه، الأمر الذي يزيد من خوف الطفل. ‏
    ويرى بأن المكان الوحيدالذي يشعر فيه بالاطمئنان هو جوار أمه، ومثل هذا الطفل يشعر بالخوف دائماً، إذ لايستطيع عبور الطريق وحده، ولا الاستمتاع بالجري أو اللعب أو السباحة لأنه يتوقع فيكل لحظة أن يصاب بأذى، ويظل منطوياً خجولاً، وأحياناً تصل درجة خوف الأم على طفلهاإلى منعه من الاختلاط واللعب مع الآخرين خوفاً عليه من تعلم السلوكيات غير الطيبةأو تعلم بعض الألفاظ غير اللائقة، الأمر الذي يزيد من انطوائه. ‏

    الشعور بالنقص

    وفي حالات نادرة نلاحظ أنهولأسباب قد تكون وراثية أو طبية يخلق بعض الأطفال مشوهين جسديا، فهذه النواقص أوالعاهات التي تخلق مع الطفل تساعد على أن ينشأ بعض الأطفال خجولين وميالين للعزلة،والخجل ينتج أحياناً عن أسباب مادية، كأن تكون ملابس الطفل رثة لفقره، وهزيل الجسملسوء التغذية، وقلة في المصروف قياساً مع زملائه، أو لنقص في أدواته المدرسية. ‏

    التدليل الزائد من قبلالوالدين ‏

    كما أن مظاهر التدليلالمفرط تزداد في نفس الأبوين عندما يرزقان بالطفل بعد سنوات كثيرة، أو إنجاب بعدعدة إجهاضات، أو أن يأتي الطفل بعد إنجاب عدة إناث، فالمعاملة المتميزة والدلالالمفرط للطفل بعد ذلك من جانب والديه، إذا لم تقابلها المعاملة نفسها خارج المنزلسواء في الشارع أو الحي أو المدرسة، غالباً ماتؤدي لشعوره بالخجل، خاصة إذا قوبلترغباته بالصد أو إذا عوقب على تصرفاته بالتأنيب والعقاب والتوبيخ. ‏

    والسؤال هنا كيف يمكن أننقي أطفالنا من مشاعر الخجل والانطواء على الذات؟
    هناك مجموعة من الأمور على الأهلمحاولة تنفيذها قدر المستطاع أهمها: ‏

    ـ العمل على توفير الجوالهادئ للأطفال في البيت، وإبعادهم عن المواقف التي تؤثر في نفوسهم وتشعرهم بالقلقوالخوف وعدم الاطمئنان، وفي الوقت نفسه تجنب القسوة في معاملتهم وعدم الشجارأمامهم. ‏
    ـكما يتحتم على الآباءوالأمهات أن يوفروا لأولادهم الصغار قدرا معقولا من الحب والحنان، وعدم نقدهموتعريضهم للإهانة بطريقة خشنة خصوصاً أمام أصدقائهم أو أقرانهم، لأن النقد الشديدوالإهانة الزائدة عن الحد تشعر الطفل وكأنه غير مرغوب فيه، وتبعده عن القيام بما هوواجب عليه الأمر الذي يزيد من انطوائه. ‏
    ـ
    وفوق هذا يجب على الأمإخفاء قلقها ولهفتها الزائدة على طفلها وعدم الإفراط في تدليله، وإعطاؤه الفرصةللاعتماد على نفسه ومواجهة بعض المواقف التي قد تؤذيه بهدوء وثقة، لأن الطفل عندمايولد تولد معه غريزة تدفعه للمحافظة على نفسه وتجنب المخاطر. ‏
    ـ
    تعويد الأطفال على الاجتماعبالناس سواء بدعوة الأصدقاء إلى المنزل، أو مصاحبتهم لزيارتهم والطلب منهم التحدثمع غيرهم برفق سواء كانوا كباراً أم صغاراً، هذا الأمر يضعف في نفوسهم موضوع الخجلويكسبهم ثقة أكبر. ‏
    ـ
    بالإضافة إلى ماسبق علىمعلم المدرسة زرع الثقة في نفوس التلاميذ ومعاملتهم بالمساواة دون تحيز، والبعد عنمقارنة الاطفال بمن هم أكثر حظاً منهم سواء في الاستعداد الذهني أو الجسمي، أو حتىفي القدرات والاستعدادات الاجتماعية لأن مثل هذه المقارنات تضعف ثقة الطفل بنفسهوتؤدي إلى تفاقم صفة الخجل عنده. ‏
    قيمة المرء ما يحسنه
Working...
X