Tweet
«الهروب» .. رحلة للغوص في أعماق النفس البشرية
صحيفة تشرين
هي رحلة للغوص في أعماق النفس البشرية، والبحث عن القيمة الروحية في فضاءات الشعر والشاعرية.
هي حكاية تتقاطع أحداثها معنا، وقصص بسيطة تحدث كثيراً ومحاولة للإنسان أن يهرب مما هو مكتوب له بأن يتمرد على القدر لتغييره وإعادة كتابة ما هو مكتوب على اللوح الكبير.
هذه هي الخطوط العريضة التي يستند عليها مسلسل (الهروب) المأخوذة عن رواية (الهدنة) للأرغواياني (ماريو بيندتي) وقام السيناريست رامي الطويل بتحويلها إلى نص درامي مستنداً إلى عوالم جديدة لم تكن موجودة في الرواية، وأوضح الكاتب الطويل أن اللبنة الأساسية للعمل هي الحب والبطل الأساسي فيه هو الزمن؟! عنوان النص الأساسي هو (خارج الدائرة) بمعنى أنه في لحظة من اللحظات يكون الشخص يعيش ضمن وتيرة معينة لكن حدث صغير قد يعيده إلى حالة مختلفة لم يعشها أبداً، وبهذه اللحظة تخلق حالة وجدانية تجعله يذهب بأحلامه وطموحاته إلى مكان تجعله يظن فيه أنه يستطيع أن يحقق أحلامه وفي النهاية يكون الزمن هو الحاسم للموضوع. 
=والعمل يرصد مجموعة من التحولات التي يعيشها الأبطال تحت وطأة الزمن الدائري الذي تتحرك الشخصيات داخله، متأثرة بالعديد من الضغوط الاجتماعية والمعيشية والنفسية التي ترخي بثقلها على واقع تنسحب منه المشاعر الإنسانية العميقة والسامية لتكون حبيسة الطبقات الخلفية من الروح بانتظار اللحظة التي تتيح لها الانبعاث والتوقد ليعود الزمن من جديد بطلاً حقيقياً وحيداً يحكم مصائر الشخصيات.
أما المخرج ثائر موسى تحدث قائلاً: المسلسل دراما اجتماعية معاصرة تمت كتابتها بحساسية عالية وتحتوي الكثير من المشاعر الإنسانية التي تقترب من روحي وحاولنا من خلال هذا العمل أن نضيف فضاء نعبر فيه عن أكثر المناطق عمقاً في الروح الإنسانية، أي رغباتنا وذاكرتنا وأحلامنا غير المحققة.
العمل من بطولة كل من: فايز قزق- ندين تحسين بك- عزة البحرة- عبير شمس الدين-عدنان أبو الشامات- محمود نصر- سعد الغفري- مجد فضة- رامي خلف- نجلاء الخمري.. وهو من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
ومحور العمل الرئيس يدور حول شخصية سالم (فايز قزق) الموظف في القطاع العام والذي يتميز بتوازنه وهدوئه الذي يعود لمعاناته العميقة في فقدانه لزوجته ناديا أثناء الولادة، فهو الأب والأم لأولاده الثلاثة.
وهذه الشخصية كانت تشكل موهبة شاعر في شبابها ولكن موت الزوجة يضطره لأن يهجر القصيدة لاهثاً في زحمة الحياة، فكان أن ضيّع جذوة الشعر ومعها كل الأحلام الجميلة، وأكمل الفنان قزق بأن المسلسل يبدأ بعد عشرين سنة من هذه الأحداث ليصادف فتاة شابة تشعل جذوة الحب المتّقد في قلبه وتعطي معنى لحياته رغم فارق السن بينهما.. ولكن هذه العلاقة لا تكتمل نتيجة وفاة الشابة بمرض خبيث. وأضاف قزق: إن شخصية سالم هادئة وتختلف عن الشخصيات التي قدّمتها وفي الوقت نفسه هي صاخبة ونارية ومعقدة فهي شخصية ساكنة وغير ساكنة وما يحيد به من أزمات تجعله سالماً وغير سالم.