أسرار مغترب سابق - 1
د. محمد عبد الله الأحمد
بعد سقوط الشيوعية بقيت الكثير من المصانع الصالحة للإنتاج في تلك البلاد و منها المصانع التابعة لحلف (وارسو) . من تلك المصانع ما كان مختصاً بأنواع من الدواء كانت تباع في الصيدليات بشكل عادي و منها ما بات يعرف باسم الكابتاغون و هو دواء يؤثر تأثيراً مباشراً على الجملة العصبية للإنسان و ينشطه فلا يشعر برغبة في النوم أو الكسل و قد اخترع لإبقاء الجنود في حالة صحو أثناء المعارك الليلية (للدواء مفعول منشط جنسي .
بقيت هذه المصانع بأيدي إداراتها و حرصت هذه الإدارات على خلق أسواق في كل مكان و ما مر زمن قليل إلا ووضعت أوروبا و الولايات المتحدة رقابة كثيفة و منع كامل من إدخال المادة إلى أراضيها و حتى عملت على إغلاق المصانع فأسرعت الإدارات إلى الدخول في شبكة المافيا السرية و نقلت معدات الإنتاج إلى أمكنة مختلفة علماً أن لهذه الإدارات سابقاً صفات رسمية و مراكز قوة .
وجدت هذه الإدارات في السوق الخليجي سوقاً ذهبية حيث حرصت على إقامة خطوط سرية للتهريب البري و البحري عبر تركيا و سورية و الأردن إلى الخليج .
من هم المهربون؟
قسمت هذه العصابات المهربين إلى نوعين منهم من كان يعمل برضاه و يمتهن هذه الطريقة و منهم من أكره عنوة ً .
و هاكم قصة واحدة من قصص شباب كان مفروض أن يعودوا إلى سورية إما مهندسين أو أطباء أو خريجين جامعيين .
(حسن) أوقف النظام الجديد منحته الدراسية و طرده مع ولديه و زوجته من المدينة الجامعية و هدد بالطرد من البلد بحكم انتهاء الإقامة و طلبت منه الجامعة خمسة آلاف دولار عن كل عام دراسي و بالطبع فحتى لو قام أبوه ببيع البقرة و الصمد أو بيع أحد من إخوة حسن الصغار على طريقة أبوالغور في كاسك يا وطن فلن يستطيع تأمين المبالغ ..
- عد يا حسن إلى البلد (قلنا له)
- حلو عن ديني ! بقيت لي سنتان و أصبح مهندساً هل تريدون أن أعود بولدين و أمهم و آخذ خرجية من أبي و مهزوماً أعيش دون شهادة الهندسة؟!
- و الله معك حق (قلنا)
بعد شهرين سمعنا أن حسن في السجن بتهمة تهريب الكابتاغون !!
قبلها بفترة سمعنا أن دورية الشرطة قبضت عليه لانتهاء إقامته و أسرعنا لمساعدته دون جدوى ..
الحقيقة المأساوية :
تمت مساومة حسن لإخراجه من السجن بمقابل أن يقود سيارة عبر الحدود فيها (كابتاغون) و بذلك يحصل على إقامة و مال و جامعة و زوجة وولدين و بيت .
د. محمد عبد الله الأحمد
بعد سقوط الشيوعية بقيت الكثير من المصانع الصالحة للإنتاج في تلك البلاد و منها المصانع التابعة لحلف (وارسو) . من تلك المصانع ما كان مختصاً بأنواع من الدواء كانت تباع في الصيدليات بشكل عادي و منها ما بات يعرف باسم الكابتاغون و هو دواء يؤثر تأثيراً مباشراً على الجملة العصبية للإنسان و ينشطه فلا يشعر برغبة في النوم أو الكسل و قد اخترع لإبقاء الجنود في حالة صحو أثناء المعارك الليلية (للدواء مفعول منشط جنسي .
بقيت هذه المصانع بأيدي إداراتها و حرصت هذه الإدارات على خلق أسواق في كل مكان و ما مر زمن قليل إلا ووضعت أوروبا و الولايات المتحدة رقابة كثيفة و منع كامل من إدخال المادة إلى أراضيها و حتى عملت على إغلاق المصانع فأسرعت الإدارات إلى الدخول في شبكة المافيا السرية و نقلت معدات الإنتاج إلى أمكنة مختلفة علماً أن لهذه الإدارات سابقاً صفات رسمية و مراكز قوة .
وجدت هذه الإدارات في السوق الخليجي سوقاً ذهبية حيث حرصت على إقامة خطوط سرية للتهريب البري و البحري عبر تركيا و سورية و الأردن إلى الخليج .
من هم المهربون؟
قسمت هذه العصابات المهربين إلى نوعين منهم من كان يعمل برضاه و يمتهن هذه الطريقة و منهم من أكره عنوة ً .
و هاكم قصة واحدة من قصص شباب كان مفروض أن يعودوا إلى سورية إما مهندسين أو أطباء أو خريجين جامعيين .
(حسن) أوقف النظام الجديد منحته الدراسية و طرده مع ولديه و زوجته من المدينة الجامعية و هدد بالطرد من البلد بحكم انتهاء الإقامة و طلبت منه الجامعة خمسة آلاف دولار عن كل عام دراسي و بالطبع فحتى لو قام أبوه ببيع البقرة و الصمد أو بيع أحد من إخوة حسن الصغار على طريقة أبوالغور في كاسك يا وطن فلن يستطيع تأمين المبالغ ..
- عد يا حسن إلى البلد (قلنا له)
- حلو عن ديني ! بقيت لي سنتان و أصبح مهندساً هل تريدون أن أعود بولدين و أمهم و آخذ خرجية من أبي و مهزوماً أعيش دون شهادة الهندسة؟!
- و الله معك حق (قلنا)
بعد شهرين سمعنا أن حسن في السجن بتهمة تهريب الكابتاغون !!
قبلها بفترة سمعنا أن دورية الشرطة قبضت عليه لانتهاء إقامته و أسرعنا لمساعدته دون جدوى ..
الحقيقة المأساوية :
تمت مساومة حسن لإخراجه من السجن بمقابل أن يقود سيارة عبر الحدود فيها (كابتاغون) و بذلك يحصل على إقامة و مال و جامعة و زوجة وولدين و بيت .
Comment