Tweet
"عرق السوس" و"التمر الهندي"
مشروبات محببة لدى الدمشقيين
دمشق ـ المفتاح ــ علاء الجمّال
"عرق السوس" و"التمر الهندي" من المشروبات الشعبية المفضلة لدى الدمشقيين، التي تكثر خلال الأعياد المباركة, إنهما تراثاً يغني الذاكرة الدمشقية المحلية بلمسات جميلة من الماضي... إنهما يلقبان بـ "طيب المائدة الرمضانية"، كونها عصائر محببة لدى الدمشقيين... ومفضلة على المائدة الرمضانية مع مشروب "قمر الدين".
المميز في هذا التراث ... اللباس الفلكلوري لباعة "عرق السوس" و"التمر الهندي" الذي يعود إلى أوائل القرن الفائت، يضاف إليه نداءاتهم... للتعريف بالمشروبين وجلب المارة لابتياعهما، ومما يرددون: «عرق سوس يا بارد» , «لولا كي يا تمرة لا شربنا ولا روينا».
يتواجد باعة "عرق السوس" و"التمر الهندي" في أماكن محددة من "دمشق" وتحديداً مناطق "دمشق القديمة"، التي تتميز بالقدم التاريخي والمحمول الأثري، مثل: "باب توما" وما حول الجامع الأموي وفي سوق الحميدية وبين أحياء منطقتي "القيمرية" و"الصالحية" وجميعها تتصف بالحضور السياحي، وأتى انتشارها...
○ طريقة التحضير
حتى نصنع شراباً ذو مذاق لذيذ، نأتي أولاً بعنقود ناضج من التمر، نفرطه وننقع ثماره لمدة سبع ساعات في الماء النقي ثم نضعها في كيس مصنوع من الشاش الناعم ونقوم بعصرها جيداً، ثم نضيف إليها السكر وماء الزهر للتحسين من نكهتها.
ولكن هناك اختلاف بسيط في العمل مع شراب "عرق السوس"، فبعد أن نأتي به عشبة خضراء لينة، نضعها في قدر يبلغ فيه الماء منتصفه تقريباً ثم نبدأ بدعكها باليدين حتى يصبح لونها بنياً, بعد ذلك يتم وضعها في كيس قماشي يحكم إغلاقه ثم يمدد تحت صنبور الماء بحيث تنزل عليه القطرات على شكل خيط، والعصارة الناتجة من أسفل الكيس هي الشراب المطلوب، ويكون لونها بنياً مائلاً إلى السواد.
إن شراب "عرق السوس" لا يحتاج إلى السكر، لأن العروق تتصف بحلاوة الطعم, فبعد الانتهاء من جمعها يضاف إليها ماء الزهر من أجل نكهتها وتقدم باردةً في كأس مع الثلج.
○ في الطب القديم والحديث
عرفت جذور "عرق السوس" في بلاد "بابل" منذ أكثر من أربعين عاماً كمقوي عام للجسد واستعملت في الطب, استخدمها القدماء المصريين، واستحضروا من منقوع جذورها شراباً مرغوباً، والأكثر غرابة أنها اكتشفت في مقبرة الملك الفرعوني "توت عنخ أمون" سنة 1923عندما تم فتحها.
قيل أن الأطباء الفراعنة مزجوها بالأدوية المرّة لإخفاء طعمها، وعالجوا بها أمراض الكبد والأمعاء, كما وصفها الطبيب اليوناني "ثيوقراطيس" لمعالجة السعال الجاف والربو ومحاربة العطش .
العرب أدخلوها في الغذاء بعد أن تعرفوا على فوائدها وأهميتها في الشفاء، ومما قاله الطبيب "ابن سينا": «إن منقوع عرق السوس يصفي الصوت وينقي قصبة الرئة»، وقال الطبيب "ابن البيطار": «أنفع ما في هذا النبات عصارة أصله التي تتمتع بحلاوة الطعم، فإن وضعت تحت اللسان امتص ماؤها، وإن شربت أوقفت التهاب المعدة وأوجاع الصدر والكبد والمثانة وألم الكلى، وإن جففت العروق وسحقت نفعت للدوحاس ضماداً».
الطبيب العالم "داوود الأنطاكي" حذر من الإكثار في أكلها، وقال: «إن الإكثار في تناول شراب "عرق السوس" يضر الكلى لأن السوس يحتوي على حامضات الكلس التي تترسب في الكلى الضعيفة وتحدث الحصى».
الأطباء... ينصحون بتناول من 40 ــ 60 غراماً في اليوم من منقوع "عرق السوس" المذاب في الماء النقي، بحيث يؤخذ على شكل جرعات أثناء ساعات النهار، وذلك حتى أربعة أسابيع لمن يعانون عسر الهضم وقرحة المعدة والتهاب الأمعاء.
الطب القديم يقول في "التمر الهندي"
الطب القديم قال: «إن "التمر الهندي" يوقف القيء ويبرّد العطش، ويشفي من الإسهال ويزيد في المناعة، ويقوي القلب والمعدة، ويزيل الحكة في البدن ويسكن الغثيان والصداع، والإكثار منه يهيج السعال»، وأظهرت البحوث الطبية أن مركباته "التمر الهندي" تحتوي على الفسفور والمنغنيز والكلس والسكر والحديد.
في إنكلترا يحظر من منقوع "التمر الهندي" مع الحليب بنسبة 1ــ 4% مركب يسمى "مصل تمر الهند " من فوائده أنه مليّن ومرطب ومزيل للحموضة الزائدة في الجسم والعضلات، التي تتراكم من ترك المشي والرياضة، كما أنه مفيد في الشفاء من الزكام واليرقان.
○ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ ○
○ نبتة "عرق السوس"
○ عنقود "التمر الهندي"
○ باعة "عرق السوس" و"التمر الهندي" في "دمشق"
○ كأس من مشروب "عرق السوس".
«عرق السوس والتمر الهندي مشروبات محببة لدى الدمشقيين» دمشق ـ علاء الجمّال
Alaa gamall
09409520780