Announcement

Collapse
No announcement yet.

قصة الرعد - زكريا تامر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • قصة الرعد - زكريا تامر

    الرعد
    زكريا تامر

    لا تذهب الغيوم صباحًا إلى المدرسة، وأنا أمرت الشمس بألاّ تشرق، فلم تطعني، فعزمت على الانتقام منها حين أصبح طويل القامة.
    وحملقت إلى معلم الحساب الذي يملك وجهًا مثلث الشكل، فانتبه إلي، وصاح بي غاضبًا: (انهض يا ولد).
    فنهضت واقفًا، بينما تابع المعلم مخاطبتي بصرامة واشمئزاز: (كفّ عن مسح أنفك بكمِّ قميصك).
    فتجمدت، فأردف المعلم قائلاً: (أجبْ بسرعة.. لدينا عشرة ملايين شخص، شنقنا سبعة ملايين، فكم شخصًا بقي على قيد الحياة).
    فأجبت فورًا: (لا أعرف).
    فقال المعلم بحنق: (أف! إلى متى ستظل تلميذًا جاهلاً?!).
    فقلت له بفتور: (أنا أكره الحساب).
    فاحمرَّ وجه المعلم، وقال بلهجة حادة: (ها... إذن أنت تكره الحساب).
    وصمت لحظة متجهِّم الوجه، ثم استأنف الكلام متسائلاً بلهجة هازئة: (وماذا تكره أيضًا هيا أخبرنا).
    - (أكره الشتاء).
    - (وماذا تكره أيضًا).
    - (أكره الشتاء والصيف والخريف والربيع).
    - (وماذا تكره أيضًا).
    - (أكره الليل والنهار).
    - (وماذا تكره أيضًا).
    - (أكره السبت والأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة).
    - (وماذا تكره أيضًا).
    - (أكره الشمس والقمر والنجوم).
    - (وماذا تكره أيضًا).
    - (أكره الأغاني والقطط والعصافير).
    - (وماذا تكره...).
    - (أكره الرجال أكره النساء أكره الأولاد).
    عندئذ صاح المعلم: (اسكت. ستظل تلميذًا جاهلاً).
    فاخترعت توّا قنبلة ذرية، وطوَّحت بها بأقصى ما أملك من قوة، فانفجرت، وأشرقت الشمس على أنقاض .
Working...
X