Announcement

Collapse
No announcement yet.

بقلم : رابح قندولي - بين محمد مرسي و أحمد شفيق

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بقلم : رابح قندولي - بين محمد مرسي و أحمد شفيق

    بين محمد مرسي و أحمد شفيق
    بقلم : رابح قندولي




    و إذا سوّلت لأي حاكم نفسُه أن يستبدّ برأي ، فإن ميدان التحرير لا يزال واسعا ،و المرأة المصرية لا تزال ولاّدة ...
    بقي في ساحة السباق مرشحان : محمد مرسي و أحمد شفيق ، أما شفيق فيمثّل الجهة التي تحكمت في رقاب الناس منذ ما سُمي بثورة يونيو،و أما الثاني فيمثل تطلعات جزء غير يسير من الشعب المصريّ الذي ظل محروما من حقه في شتى ضروب العمل العام ، بل عاش محروما من أهون حقوق المواطنة حتى كاد الناس ينسون أنهم بشر.
    المعركة الآن لم يعد فيها مجال للمجاملات و لا للمداهنة و لا للمناورة. هناك مرشح للشعب من جهة و مرشح لفلول النظام البائد من جهة أخرى. قد يختلف كثير من المصريين الذين لم يعطوا أصواتهم لمرشح الإخوان المسلمين مع محمد مرسي في كثير من التفاصيل و لكني أعتقد أن القضية لا بد أن تطرح من حيث أنها تنافس بين مرشح جاء ليعيد الشعب إلى بيت الطاعة و يعمل على استمرار نظام الاستبداد المتمثل في تحالف العسكر و الحرامية- بعبقرية العامية المصرية-، و بين مرشح يمثل تطلعات مصر العميقة و العريضة و الكبيرة بكل انتماءاتها الدينية و السياسية و الفكرية ، مرشح يقدم نفسه على أنه سيكون رئيسا لكل المصريين مسلميهم و أقباطهم، إسلامييهم و لبرالييهم ، تحكمهم قوانين الجمهورية و يحدد العلاقات فيما بينهم دستور توافقي يعد محمد مرسي بأنه سيضع ثقله من أجل أن تصوغه هيئة تأسيسية لا مجال فيها لدكتاتورية الأغلبية.
    المجلس العسكري الحاكم لحدّ اللحظة لا بد أن يكون محايدا و أن لا يفرض على أحد حتى العسكريين و أجهزة الأمن المختلفة الكثيرة خيارا معينا، و لا أن يحدّث نفسه بالانقلاب على اختيار الشعب. قد يقول قائل لي إنك تستبق الأحداث و قد يرى بعض الملاحظين أن المجلس العسكري وقف على مسافة واحدة من كل المرشحين، فأقول على عجل إن المجلس العسكري ما كان ليلتزم الحياد، و إن وصول أحمد شفيق إلى هذه المرحلة لم يكن ليتحقق لولا ما تعودنا عليه من أنظمتنا و ما نشم من روائع مطابخه و التي لا بد أنها قد عملت على أن يحقق شفيق ما حققه من نتائج سيما و أنه من ألوية العسكر و من أذرع النظام البائد، فهو يمثّل بحق النظام السابق الذي يريد فلوله إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإنقاذ...
    فإذا أراد المجلس العسكري أن يمر إلى التغيير بسلاسة و سلام فعليه أن يحترم إرادة الشعب و يحمي اختيار الناخبين ،لأن التجارب علّمتنا أن الانقلاب على اختيارات الشعوب مجلبة للدماء و الدمار، و على الناخب المصريّ الذي نحترم صبره و نكبر انضباطه أن يلتفّ حول المرشح الذي سيضيف لبنة جديدة قوية إلى البناء الديمقراطي و دولة المواطنة و جمهورية الحق و قانون، و على مرشح الإخوان، إن أراد أن يكون مرشح الشعب، أن يقدّم المزيد من الضمانات الملموسة للمصريين جميعا مسلمين و أقباطا ، و إذا سوّلت لأي حاكم نفسُه أن يستبدّ برأي ، فإن ميدان التحرير لا يزال واسعا ،و المرأة المصرية لا تزال ولاّدة ...
    و مبروك عليكم يا أهل مصر دخولكم التاريخ.
Working...
X