Announcement

Collapse
No announcement yet.

ابن لادن.الحقيقة المحظورة.جان شارل بريزار وغيوم داسكيه

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ابن لادن.الحقيقة المحظورة.جان شارل بريزار وغيوم داسكيه

    جان شارل بريزار وغيوم داسكيه


    ابن لادن


    الحقيقة المحظورة


    ابن لادن


    الحقيقة المحظورة



    BEN LADEN


    La Verite Interdite



    تأليف :


    جان شارل بريزار وغيوم داسكيه


    Jean – Charles Brisard g Guillaume Dasqui


    يجري اللقاء في صالونات فندق Plaza بلازا في نيويورك، وهو مكان معتم يفتقر إلى الزينة كحياة أولئك الذين يحاربون الإرهاب في الظل. في نهاية شهر تموز/ يوليو من العام 2001، قابلت جون أونيل[1]، المنسق السابق لعمليات مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، والذي أصبح رجل مكتب التحقيقات الفدرالي الثاني في نيويورك، الموكل بالأمن الوطني. عندما بلغ الخمسين من عمره، وبعد أن كرّس نصف حياته لخدمة مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) انضم إلى مكتب نيويورك، "المكتب الأهم والأبرز" في الأف بي آي، والذي يسعى للالتحاق به العملاء كلهم.
    وكنت قد قابلت جون أونيل في باريس، خلال مأدبة عشاء في لوماريه. وجعلنا من الطاوله التي احتلتها هيلاري كلينتون ومادلين أورلبرايت أثناء زيارتهما الأخيرة إلى باريس، "طاولة رؤساء ومسؤولين"، إذ ضمت آلان مارسو، مساعد مدير دائرة مكافحة الإرهاب، (DST) المسؤول عن مكافحة الإرهاب، الرئيس السابق لشعبة مكافحة الإرهاب التابعة للنيابة العامة في باريس.
    أصبحت نيويورك أرض جون أونيل وميدان صيده الخاص، فعرف زواياها وخفاياها كلها، من الستيك هاوس التاريخي إلى الشاينا كلوب مروراً بليتل إيطالي والحانات التي يرتادها المخرجون والسينمائيون. وإذا ما تبعناه في المدينة لظنناه مالكها ومصممها، إذ كان يلقى الترحيب في كل مكان يقصده، ويتم استقباله كصديق، يعرفه الجميع ويحبه.
    لم يكن يوماً "في عطلة"، وهو يوزع نشاطاته بين هاتفه الخلوي وجهاز المناداة، وكأنه يستذكر "مهمته". وهي مناسبة أيضاً لنناقش "أعمالنا".
    جون أونيل متمرد في عالم تسيطر فيه الإرادة على العمل. أوكلت اليه مهمة التحقيق في أعمال منظمة القاعدة الإرهابية، فزار اليمن بعد الهجوم على المدمرة الأمريكية (USS COLE) كول، الذي أدى الى مقتل 12 شخصاً من بين أفراد طاقمها، وذلك في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2000 في مرفأ عدن. وكان هدف الزيارة توبيخ الديبلوماسيين الأميركيين على مواقفهم التي تعرقل الأعمال وقد ظهرت خلافات عميقة في وجهات النظر، خلال التحقيقات ، ما بين دبلوماسي وزارة الخارجية ومحققي مكتب التحقيقات الفدرالي. إذ سعى الدبلوماسيون إلى مراعاة ومداراة النظام اليمني للحصول على مكاسب سياسية في حين بذل المحققون جهودهم لتحديد هوية المسؤولين عن الاعتداء في أسرع وقت ممكن. وتبلورت نظرتان وثقافتان لا يمكن لهما أن يتعايشا معاً. وبعد الخلافات الأولى حول حيازة عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي للأسلحة، وتسليم المشتبه بهم الموصوفين بـ "Seconds Couteaux" إلى السلطات الأميركية، بدأ الصراع في شهر شباط/ فبراير ووصل إلى ذروته في تموز/ يوليو من العام 2001 مع تدخل السفير الأميركي في اليمن برباره بودين، لمنع جون أونيل وفريقه، الملقبين "برامبو" من قبل السلطات اليمنية، من دخول الأراضي اليمنية. لكن، واستناداً إلى أقوال جون أونيل، كان بحوزة مكتب التحقيقات الفدرالي كافة العناصر التي تسمح باتهام شبكات أسامة بن لادن بالضلوع في هذا الهجوم .
    تذكر هذه الحادثة بالصراع الذي جرى بين مستشار الأمن القومي وهنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي في حينها، للسيطرة على السياسة الأمنية في السبعينات، مع وصاية من الدبلوماسيين على الأجهزة العملانية، مما ساهم في تجمد وتصلب جهاز الدولة.
    في أجواء الشاينا كلوب الحيادية، في أعلى مبنى يطل على منهاتن كلها، راح جون أونيل يروي مواجهاته مع السفير الأميركي، وخيبات أمله من عجز وزارة الخارجية الحقيقي أو المصطنع، لا سيما الرهانات المرتبطة بأسامة بن لادن. بالنسبة إليه، مصدر كل هذا هو السعودية، ويمكن تفسير كافة الأمور وتوضيحها عبر هذا اللغز.
    "كافة الأجوبة وكافة مفاتيح الحلول التي تسمح بتفكيك منظمة أسامة بن لادن موجودة في السعودية" [2] هذا ما صرح به مشيرا إلى" عجز الدبلوماسية الأميركية عن الحصول على أي شيء من الملك فهد" في ما يتعلق بالشبكات الإرهابية. أما السبب، فواحد وهو المصالح النفطية. هل يمكن لهذا التفسير وحده أن يمنع الولايات المتحدة من التحقيق في موضوع إحدى أهم الشبكات الإرهابية في العالم؟ نعم، ولسبب بسيط ومقنع، وهو أن الإدارة الأميركية استثنت نفسها عن استخدام التحقيقات كوسيلة للضغط على أصدقائها من السعوديين .
    أثناء التحقيق في قضية الاعتداء على المنشآت العسكرية في الظهران في 25 حزيران/ يونيو 1996، الذي أدى إلى مقتل 19 جندياً أميركياً، زار جون أونيل المملكة العربية السعودية شخصياً للحصول على مساعدة السلطات السعودية وتعاونها من الملك فهد. لكنه لم يفلح في إقناعه، فاستجوبت الاستخبارات السعودية المشتبه بهم البارزين في حين اكتفى مكتب التحقيقات الفدرالي بجمع الأدلة المادية كي يتقدم التحقيق في القضية. وفي ما يتعلق بالعلاقة بين منظمة القاعدة والسعودية، لم تفاجئه كلياً استنتاجات التقرير حول "المحيط الاقتصادي لأسامة بن لادن"[3]. واكد أن علاقات وطيدة ومتينة كانت تربط الطرفين في تموز/ يوليو 2001، خلافاً لتأكيداتهما العلنية. وفي هذا الموضوع، أظهر تشاؤماً ملفتاً حول فرص تطور الأمور بشكل إيجابي، متهماً إدارة مكتب التحقيقات الفدرالي "الخاضعة للسياسة" في هذا الميدان كما هي حالها على الصعيد الداخلي.
    هذه التصريحات الصادرة عن أحد أفضل الخبراء في هذه الشوؤن في الولايات المتحدة، تلقي ضوءاً تهكمياً على الرهانات المرتبطة بأسامة بن لادن. ويتبين لنا أن مصالح مكافحة الإرهاب تأتي في المرتبة الثانية بعد " دواعي المصلحة العليا للدولة " على سلم الأولويات. وبدافع الغيظ ولاقتناعه أن ما من شيء سيغير إيمانه ويبدله ترك جون أونيل مكتب التحقيقات الفدرالي في شهر آب/ أغسطس من العام 2001، ليستلم مهامه الجديدة كمدير أمن... مركز التجارة العالمي.
    في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، كان يحضر اجتماعاً مخططاً لأمن البرجين التوأمين حين ضربت الطائرة الأولى المبنى. وبحكم احترافه ومهنته، ترك الاجتماع ليطلب النجدة وينسق عملية وصول الشرطة، قبل أن يعود إلى المبنى ليساعد في إخراج شاغليه، وكأنه يسعى لإنقاذ الآلاف من سكان نيويورك الذين عرفهم. ولكنه اتجه مباشره نحو مصيره المهلك وقدره المشؤوم.
    تبقى شهاده جون أونيل اليوم قطعة رئيسية في أحجية مكافحة الإرهاب. فهي تسلط الضوء على حجري الفترة الرئيسيين اللذين يواجههما الغرب في حربه ضد هذه الشبكات، ألا وهما النفط والمصالح الجيوستراتيجية والسعودية وطموحاتها الدينية والمالية.


    [1] ـ لقاءات جان شارل بريسار وجون أونيل.
    [2] ـ لقاءات مع جان شارل بريسار، في 22و 23 تموز / يوليو 2001
    [3] ـ راجع التقرير، الملحق IV.

    يوجد مرفق لمتابعه المقاله كاملة
Working...
X