هكذا قال أبي
قصيدة لأمير الشعراء / حسن بعيتي
لمْ أكنْ أ ُتـْقنُ ذرْفَ الحبر ِ ليلاً
حينَ تنمو وردةٌ بيضاءُ منْ جُرح ٍ ...
و لا أحفظ ُ أشعاراً ... لترويض ِ الغمام ِ ...
واقفاً كنتُ على ناصية ِ العمر
... و أحلامي فراشاتٌ ..
وشِعريْ ..
لمْ تكُنْ بعدُ انـْحنتْ أغصانـُهُ النـَّشوى
.. و لمْ تنضـُجْ عناقيدُ الكلام ِ ..
لا تخُنْ نفسَكَ .... ثِقْ بالدرب كيْ يوصلكَ الدربُ
... و ثِقْ بالفجر ِ .. تــُبْـصِـرْ .. في صميم ِ الليل ِ
أنَّ الليلَ وهْمٌ ..
و إذا الأفقُ تجَهـَّمْ ..
فتعلــّـلْ بالأغاني كيْ ترى دربـَـكَ .. يا ابْني
و تعلــّـمْ ...
منْ بُكاءِ الغيم ِ ... أنَّ الحزنَ يغدو جدولاً ...
أو حقلَ وردٍ ........ أو .. كِتابْ ....
....... هكذا قالَ أبي ذاتَ احتضار ٍ
ثمّ .. لفَّ البحرَ منديلاً ...
و غابْ ..
********
لمْ أزلْ أذكُرهُ ... يومَ رآني طاعناً بالوجد ِ
و الأحلامُ أعلى بسماءين ِ .. و مَوتٍ
منْ تِلال العمْـر ...
لمْ يقـْطعْ .. خيوط َ الوهم ِ كيْ أهوي ..
على ظلــِّيْ قتيلاً ..
بلْ دنا منْ لهفتي .... و اسْتـلَّ منْ عَيْنـَيْهِ برْقاً ...
قالَ يا ابْني ..:
لا تدعْ خَوفَكَ يمشي واثقَ الخطـْوِ أمامَكْ ..
و إذا صادفـْتَ حُلــْماً نازفاً
فالــْثـُمْ جراحاتِ المدى.. و اقـْرأ ْ على الوردِ سلامَكْ ..
يا بُنيَّ ... لا تقلْ دونَ اكتراثٍ
لمْ أعدْ أحتاجُ منْ شيخ ِ المنافي حكمةً
أو منْ سياج ِ البيتِ نُصْحاً ..
لا تقـُلْ دونَ اكتراثٍ ..
بَسَقتْ أغصانُ عمْري .. ها أنا أصبحتُ أكبرْ
...... و تذكـَّرْ ..
كيفَ صارتْ هامَة ُ الأشجار أعلى
حينَ قبَّلتَ يَدَيَّ .....
يا بُنَيَّ .... .
Comment