Announcement

Collapse
No announcement yet.

تدمر عروس الصحراء السورية - إعداد : روضة حيدر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تدمر عروس الصحراء السورية - إعداد : روضة حيدر

    تدمر عروس الصحراء السورية
    إعداد : روضة حيدر
    تاريخ تدمر :أثبتت حفريات بعثة جامعة طوكيو الآثرية برئاسة الدكتور تاكيرو أكازاوا عام 1955م في كهوف (( دورا )) شرقي تدمر بأن الاستيطان الباليوليتي ( الحجري القديم ) لإنسان الكهف قبل خمسين ألف عام شمل منطقة تدمر كما أن إنسان العصر النيوليتي ( الحجري الجديد ) الذي نبذ الصيد إلى الزراعة والاستقرار عاش حول نبع (( إفقا )) التدمري بدليل ماعثر عليه من قطع صوانية وأدوات قاطعة تميز الاستيطان النيوليتي وثمة كسر فخارية عثر عليها في المنطقة ذاتها تدلل على الاستيطان في الثلث الثالث من الألف الثالث قبل السيد المسيح زمن صارغون الأول الأكدي وقد أثبتت النصوص الجديدة وأعمال التنقيب منذ نصف قرن وحتى الآن أن تدمر كانت معروفة منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد وكان اسمها يلفظ في تلك العهود أحياناً بشكل (( تدمُر )) وأحياناً ((تدمِر )) وذلك في رقم أتتنا من كولبتق وماري وحوليات الملك الآشوري تغلات فلاصر الأول على الترتيب كما ذكرها رقيم اكتشف في منطقة مسكنة (( إيمار القديمة )) على الفرات حمل إلينا نصاً يعود للقرن الرابع عشر قبل المسيح وفيه أول طبعة ختم تدمري معروفة حتى الآن .. وقد خضعت تدمر للتطور عام 106م حيث سقطت دولة الأنباط إلى الجنوب على يد الأمبرطور تراجان الروماني وتحول طريق التجارة الذي كان من عاصمتهم (( بترا )) صعوداً من الجزيرة العربية والبحر الأحمر إلى دمشق وبلاد الشام تحول هذا الطريق في معظمه إلى طريق خليج البصرة فالفرات فدوارا اوروبوس مروراً بتدمر . وقد أصبحت تدمر حاضرة زاهرة بحكم العلاقات التجارية الطيبة وسياسة أباطرة روما في القرن الأول الميلادي .
    عندما احيل الرومان سورية عام 64ق.م كانت مدنها ذات شهرة كبيرة وذلك بفضل الفنيين والعلماء والمهندسين مثل أبو لودور الدمشقي الذي أعجب الرومان بعبقريته حيث بنى لهم الجسور ومعظم الأبنية العامة في روما . إضافة لذلك فلدينا العديد من أمثاله الذين صمموا وأنشؤوا مدن تدمر وبصري وأنطاكية وأفامية واللاذقية وحمص وغيرها. وما نراه الآن في أمهات المدن هذه ماثلاً في فن بديع إنما هو فن محلي وضعه الفنان السوري في قالبه وجعله قابلاً للحركة والاندفاع ممثل هذا قي نواويس بلدة الرستن (( القبور الرخامية )) إذا يلمس المرء من خلالها تعابير الفن السوري الأصيل من نظرات ثاقبة وملامح تفيض بنبضات الحياة.
    أما مدينة تدمر فلم تقم بدور هام في القضايا الدولية حتى زمن حيران إذا أنه في تلك الأثناء كانت قد حلت السلالة الساسانية مكان السلالة الفرتية القديمة وكانت هذه السلالة التي دامت سلطتها من عام 227م وحتى ظهور الإسلام قد أغارت على حدود روما في الشرق وكانت نتيجتها أن سقط أمبرطور روما فاليران أسيراً بيدهم فهرع أذينة على رأس جيش كبير من السوريين لإنقاذ فاليريان ولحق بالفرس حتى عاصمتهم برسيوليس إلا أنه لم يتمكن من إنقاذ الأمبراطور الأسير ، لقب أذينة آنئذ بملك الشرق قاطبة إلاأنه كان يتضاءل كشخصية تاريخية أمام زوجته الطموحة زنوبيا التي كانت أكثر طموحاً من سابقتها كليوبترا فقد اتسعت الدولة التدمرية في عهدها حتى صارت أشبه بامبرطورية إذ شملت سورية وجزءاً من آسيه الصغرى وشمال الجزيرة العربية وهذا ماحدا بأساطين العلم والفن أن يأتوا إلى تدمر وأن يخلفوا لنا أوابد لم تشهد مثلها الأيام إلا أنه من أهم خصائصها القبور أو (( بيوت الأبدية)) التي تنتصب خارج المدينة كأبراج عالية وتتألف من غرف موزعة على عدة طوابق ومزخرفة من الداخل بالألوان والصور المنحوته للموتى .ولنلأت على وصف موجز لبعض المنحوتات التدمرية والتي تزخر بها المتاحف العالمية : رجال من الكهنة والتجار وأرباب القوافل والمحاربين بثياب محلية أو يونانية أو فارسية يتمنطقون بالسيوف أو يمسكون بأيديهم بعض العناصر الرمزية أو الكؤوس ومنهم الحليق أو الملتحين . كما ونشاهد نساء من جميع الأعمار قلما يكن لباس رأس ثيابهن مزركشة ومطرزة رأسهن مغطى بوشاح يتدلى على الكتفين ثم الذراعين الحلي كثيرة من عقود وقلادات وأقراط في غاية الجمال والنساء يمسكن بالمغزل أو بأطراف الوشاح أو بأدوات أخرى غير معروفة يعتبر الفن التدمري فناً محلياً متأثراً بالفن الهلنستي والفارسي إذ يوضح ذلك بجلاء من المنحوتات والتي سبق وذكرنا بعضعا .
Working...
X