Announcement

Collapse
No announcement yet.

هل جربت سياحة الكهوف في الاردن؟ - عمان - من مشعل السرهيد‏

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • هل جربت سياحة الكهوف في الاردن؟ - عمان - من مشعل السرهيد‏

    اسرار مثيرة في كهوف الاردن

    هل جربت سياحة الكهوف في الاردن؟

    الانفاق والكهوف البركانية تمثل اضافة نوعية الى المعالمالسياحية، الترفيهية والعلاجية، في الاردن‏.
    ميدلايست اونلاين
    عمان - من مشعل السرهيد‏
    ‏يواصل الانسان رحلة اكتشاف الكون مسكونا بحب الاستطلاع ‏وهاجس الكشف عن خبايا الكون واسراره مدفوعا بأشواقه الى المعرفة وتحقيق مصالحه ‏وغالبا ما يجود الكون على الانسان فيكشف له عن بعض ما اودعه فيه الخالق المبدع من ‏معجزات واسرار تكمن في اعماق المحيطات وآفاق السماء وجوف الصحراء.‏
    ولم تتخلف الصحراء الاردنية في البادية الشمالية الشرقية عن هذه السنة ‏الكونية وكافأت فريق بحث جيولوجي اردني - ألماني مشترك بعد 12 يوما من البحث ‏والتنقيب في قلب البادية التي كشفت للفريق عن مجموعة انفاق بركانية وكهوف تتشابه ‏مع مثيلاتها الموثقة عالميا في استراليا وجزر هاواي وفى البرتغال.‏
    ظلت هذه الانفاق والكهوف البركانية نائمة في جوف الصحراء الاردنية حتى وصلها ‏اعضاء الفريق الذي اكتشفها وايقظها من غفوة بدأت قبل آلاف السنين وتغير فيها وجه ‏الارض وأهلها مرات ومرات.‏
    وجاء اكتشاف هذه الانفاق والكهوف الجديدة ثمرة يانعة لحملة بحث متواصلة تنظمها ‏نقابة الجيولوجيين الاردنيين بالتعاون مع الجامعة الهاشمية وجامعة دارمشتات ‏الالمانية هدفها الاسهام في تطوير وتنمية البادية الاردنية وتاهيل الكهوف ‏المكتشفة وتحويلها الى مناطق جذب سياحي.
    ويضم الفريق الذي اكتشف هذه الانفاق رئيس قسم الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية ‏الدكتور احمد الملاعبة ونقيب الجيولوجيين خالد الشوابكة ورئيس قسم الجيولوجيا في ‏جامعة دارمشتات الخبير العالمي في مجال الكهوف ستيفان كمبه والخبير الدكتور هورست ‏فوركر.‏
    ويعرف الدكتور الملاعبة الانفاق البركانية ‏بقوله انها انفاق طبيعية تحت ارضية تشكلت دون تدخل الانسان وهي ناتجة عن انسياب ‏متصل لكتل (البازلت) المكونة من صخور بركانية سوداء والتي يكون معدل تبريد اسطحها ‏اعلى من جوفها مع استمرار حركة الانسياب الداخلية لتكون تجويفا داخليا على هيئة ‏نفق.‏
    واضاف انه تم رصد مجموعة من الانفاق البركانية في الجزء البازلتي من البادية ‏الاردنية الشمالية تتميز بسماكة السقف وصلابته وقابليتها للتطوير والتوسيع ‏والتشكيل اضافة الى سهولة التضاريس الطبيعية المحيطة بها.‏
    واوضح الملاعبة ان تاريخ اكتشاف الكهوف البركانية في منطقة البادية الشمالية ‏الشرقية يعود الى عام 1985 حين سجل شخصيا اثناء تحضيره للدراسات العليا في ‏المنطقة اول هذه الكهوف في "أم القطين" وهو الكهف الشهير المعروف باسم "مغارة ‏عزام" الواقع لقرب احد البراكين.
    وتابع الملاعبة قائلا ان وجود هذا النفق الكهف وفر مؤشرا على تواجد ‏أنفاق كثيرة مشابهة له نظرا لوجود نحو 200 بركان قديم في المنطقة المكسوة بالصخور ‏البازلتية الناتجة عن الاندفاعات أو الانسيابات البركانية التي وقعت قبل 25 مليون ‏سنة ويعود احدثها الى حوالي 4 آلاف عام.‏
    وقال ان هذه المنطقة جزء من "حرة الشام" ومساحتها نحو 45 ألف كيلومتر مربع ‏وتمتد من جبل العرب في سوريا مرورا بالأردن وصولا الى شمال غرب السعودية عند ‏صحراء النفوذ الكبرى.‏
    ‏ ويشكل الجزء الأردني حوالي 11ألف و400 كيلومتر مربع من مساحة الحرة حسب ‏الملاعبة الذي اضاف قائلا ان جهود اكتشاف مواقع هذه الأنفاق تعززت في السنوات ‏الاخيرة وسجل اكتشاف عدة انفاق جديدة في عدة مناطق اردنية.‏
    يلفت نظر الداخل الى هذه الكهوف والأنفاق البازلتية التكوينات الجيولوجية ‏البديعة اذ يصل عمق بعض الانفاق الى اكثر من 600 متر وتتراوح اقطارها بين10 و15 ‏مترا وتزين سقوفها استدارات جميلة تتدلى منها الهوابط وكتل من المعادن النادرة.‏
    وتمتاز الصخور البازلتية المكونة لهذه الكهوف بمواصفات فيزيائية وهندسية ‏مناسبة وسقوف سميكة يتراوح سمكها بين خمسة وعشرة أمتار فى حين تتميز ارضيات ‏الكهوف والانفاق المكتشفة بوجود طبقة من تربة الطمي الناعمة التي حملتها المياه ‏معها خلال مواسم الأمطار ما يجعل المشي داخلها هينا لينا.‏
    وقال الملاعبة ان الانفاق البركانية توفر المأوى للعديد من الكائنات مثل ‏الطيور والوطواط والحيوانات المفترسة وغيرها.‏
    وحول استخدامات هذه الانفاق والكهوف في منطقة البادية يقول الملاعبة انها ‏استخدمت عبر عصور طويلة مساكن للمعيشة ولاغراض الدفاع اضافة الى العبادة ودفن ‏الموتى وكمجمعات مائية اضافة الى الزراعة.‏
    وبالنسبة للكهوف المكتشفة حديثا اشار الى امكانية استخدامها كمناطق سياحية ‏وترفيهية تضاف الى المعالم السياحية الاردنية لاغراض السياحة البيئية ولكن بعد ‏اعادة تأهيل هذه الانفاق والكهوف بتوفير الانارة الداخلية والمياه وتحسين مداخلها ‏وانشاء المنتزهات والاستراحات داخل الانفاق.‏
    ولفت الى امكانية ترويج هذه الكهوف محليا وعالميا لتشجيع السياحة باستقطاب ‏المواطنين للقيام بجولات استكشافية مبديا اقتراحه بانشاء خطوط للسكك الحديدية ‏داخل الانفاق الطويلة بهدف الترفيه.
    وتابع الملاعبة قائلا انه يمكن استخدام الكهوف البازلتية لأغراض ‏استراتيجية وعسكرية كملاجئ في حالات الطوارئ أو لتكون غرف مركزية للقيادة أو ‏مستودعات لتخزين ذخيرة وأسلحة أو لتكون تحصينات ثابتة تمثل حجز الزاوية في الدفاع ‏ويمكن اعادة تأهيلها في هذا المجال بفتح مداخل ومخارج متعددة للدخول والخروج ‏بسهولة وسرعة.‏
    ونظرا لما تتميز به الكهوف من اعتدال درجة حرارتها التي تتراوح بين 16 و20 ‏درجة مئوية خلال معظم ايام السنة فان ذلك يشجع في استخدامها لتخزين المواد ‏التموينية الأساسية. ‏
    ويؤكد الملاعبة امكانية استخدام الكهوف والانفاق البركانية لأغراض تعليمية اذ ‏يمكن اختيار احدها ليكون " كهف مشاهدة " لغايات البحث العلمي الذي يقوم به طلبة ‏المدارس والجامعات والباحثين من مختلف الجهات.‏
    وعلى الصعيد الصحي يمكن استخدامها لأغراض طبية حيث افادت الدراسات التي اجريت ‏فى استراليا وجزر هاواي والبرتغال التي توجد فيها أنفاق مشابهة امكانية استخدامها ‏لعلاج الأزمات الصدرية خصوصا الربو بسب استقرار الطقس فيها وهوائها النقي وكذلك ‏علاج بعض الأمراض كالقلق والتوتر لما توفره اعماقها للانسان فيها من سكينة وهدوء.‏
    واوضح الخبير الاردني انه اكتشف في العديد من الكهوف والانفاق قطع صوانية ‏وفخارية تدل على العصر الحجري الحديث من 4000 الى 8000 عام قبل الميلاد ما يثبت ‏ان ان الانسان سكن هذه المنطقة منذ زمن موغل في القدم.‏
    وبما ان المستقبل هو الابن الشرعي للحاضر فانه يستحق اهتماما كبيرا يجعل ‏المستقبل أبهى وأجمل وفى هذا السياق يقول الدكتور الملاعبة ان معظم هذه الأنفاق ‏بعيدة عن المناطق السكنية وعن الطرق المعبدة ويدعو الى انشاء طرق فرعية معبدة ‏خاصة لهذه الانفاق وكذلك إنشاء طرق جديدة في منطقة البادية لتسهيل حركة التنقل ‏بين هذه الأنفاق في اطار الجولات السياحية.‏
    ونظرا لاهمية المكتشفات الحديثة من الانفاق والكهوف البركانية دعا الخبير ‏الاردني الجهات المعنية الى دعم جهود البحث والبدء بدراسة الكهوف في الاردن وطرح ‏عطاءات استثمارية لجذب المستثمرين.‏
    واشار الى اهمية استغلال هذه الكهوف في السياحة العلاجية خاصة وان التجارب ‏العلمية اثبتت ان نقاء الهواء في داخل هذه الكهوف ونسبة الرطوبة المعتدلة تجعلها ‏بيئة مناسبة للاغراض الطبية لعلاج الكثير من الامراض المستعصية مثل الربو والتحسس ‏وامراض الجهاز التنفسي الاخرى مشيرا ان الكثير من الكهوف في العالم تستخدم بنجاح ‏لهذه الغاية كما هو الحال في استراليا. (كونا) .


Working...
X