Announcement

Collapse
No announcement yet.

«البيان» ترصد الجدل الأمني والتربوي لـ «تجنيد الطلبة»

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • «البيان» ترصد الجدل الأمني والتربوي لـ «تجنيد الطلبة»

    أكد المقدم أحمد حميد المري مدير إدارة البحث الجنائي في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي أن شرطة دبي لا تقوم بتجنيد الطلبة، كما يطلق عليها البعض، وإنما الهدف من اشراك الطلبة هو الابلاغ عن بعض الظواهر السلبية، مثل بيع المخدرات أو ترويج السلاح الابيض بينهم.

    وقال المقدم المري الذي اشرف على الحملة التوعوية عن السلاح الابيض ان الحملة تواجدت في اكثر من 22 مدرسة في دبي للتوعية بمخاطر السلاح الابيض والابلاغ عن الطلبة الذين يتزعمون الطلبة للانتقام من آخرين أو لفرض السيطرة عليهم ، وذلك بهدف القضاء على ظاهرة التشاجر بالسلاح الابيض بين الشباب والذي ضاع ضحيته أكثر من طفل وشاب وأشهرهم قضية طفل الراشدية.

    لعبة سهلة

    وتابع المري: "إذا فرضنا ان هذا الامر ضار تربويا كما يدعي البعض فايهما افضل ترك الشباب دون توعية ليكون لعبة سهلة في ايدي مروجي المخدرات أو المتزعمين من الطلبة بدعوة انه لا يجوز تربويا تجنيد الطلبة وتعليمهم الابلاغ عن زملائهم، أو توعيتهم ومنع وقوع المزيد من الضحايا من الاطفال والشباب، اعتقد ان الافضل هو اشراكهم في حفظ الامن ومنع المتجاوزين والابلاغ عنهم بدلا من جعلهم يتمادون في جرائمهم.

    وأشار المري إلى أنه لا يرى أي ضرر تربوي جراء اشراك الطلبة وتوعيتهم بضرورة الابلاغ عن الخارجين عن القانون والمستغلين من المروجين لاعمار الشباب وقلة خبرتهم، إضافة إلى إعلاء بعض النعرات للزعامة لدى الشباب في ظل غياب رقابة الاهل.

    نجاح

    وأكد المري ان حملة التوعية بمخاطر السلاح الابيض حققت نجاحا كبيرا اذ ساهمت المعلومات التي أدلى بها الطلاب في القبض على بعض مروجي المخدرات والقبض على بعض البقالات التي تبيع سلاح ابيض ومواد محظورة اخرى وتم ابلاغ دائرة التنمية الاقتصادية بها لفرض غرامات عليها أو اغلاقها.

    ولفت المري إلى ان بعض الطلبة من الزعماء الذين كانوا يفكرون بطريقة خاطئة في فرض سيطرتهم على باقي الطلبة غيروا فكرهم بعد التعامل المباشر مع رجال الشرطة وبعد اقناعهم بطريقتهم الخاطئة في التعامل مع الامور المختلفة وانه يجب اللجوء إلى المدرسة في حال حدوث اي مشكلة وعدم اللجوء إلى العنف باستخدام أي أسلحة أو آلات حادة تسبب في ضياع مستقبلهم وموت آخرين دون ذنب، مؤكدا ان الطلبة تجاوبوا كثيرا مع الحملة عبر التخلي عن الكثيرين من المفاهيم الخاطئة.

    وأفاد المري انه يرفض مصطلح تجنيد الطلبة وانه لا يمكن ان يكون مصدر ضرر على الطلبة وعلى المجتمع نافيا ان يكون ذلك مصدر ضرر تربوي على النشء.

    حملات

    بدوره قال الدكتور محمد مراد مدير مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي وجمعية رعاية الاحداث بدبي، ان الحملات التوعوية التي تطلقها شرطة دبي والموجهة للطلبة هدفها توعوي لمنع وقوع الجرائم ومنع استغلال الطلاب عبر توعيتهم بضرورة اللجوء إلى إدارة المدرسة أو الشرطة بدلا من الوقوع كضحية أو الانقياد وراء الاخرين، وتتمثل آلية تنفيذ هذه الحملات في اشراك الطلاب في الابلاغ عن الظواهر السلبية وهو الامر الذي يسميه البعض "تجنيد".

    وأضاف الدكتور مراد ان كلمة تجنيد لا تنطبق على ما تهدف إليه شرطة دبي من توعية ونشر الحس الامنى لدى جميع المقيمين بجميع اعمارهم وجنسياتهم لنشر ما يسمى بالتربية الامنية، وخلق مجتمع نظيف آمن بعيدا عن المتلاعبين به، موضحا بان الشرطة لا تحتاج إلى تجنيد الطلبة للقبض على المجرمين وانما الهدف حماية الارواح ونبذ العنف بين الطلبة، وخلق ما يعرف بالمسؤولية المجتمعية والامنية تجاه المجتمع وتجاه الاسرة.

    خلل تربوي

    ولفت الدكتور محمد مراد إلى انه لا يوجد خللا تربويا في اشراك الطلبة في التوعية الامنية، والابلاغ عن اي ظواهر سلبية أو وجود اشخاص يروجون للمخدرات أو لأي مواد محظورة أو اللجوء إلى العنف بهدف الزعامة، بل يجب على الشرطة ان توعي هؤلاء الطلبة، وتمنحهم الفرصة للاختيار بين السلوك القويم أو الاستمرار في السلوك المنحرف ليزج بهم في السجن، أو يكونوا ضحايا للمترصدين بهم أو الاصابة في حالة المشاركة في العصابات الشبابية التي يتزعمها بعض الشباب.

    واكد انه لا يوجد مفهوم تربوي يمنع تعاون الطلبة مع الشرطة أو يشكل ضررا تربويا عليهم فهم يرشدون عن المجرمين بهدف حمايتهم بدلا من نشر اللامبالاة بين الطلبة التي تخلق في نهاية الامر جيلا مستهترا غير واع بأهميته في التعاون مع الشرطة وتنظيف المجتمع وحمايته.

    ونوه مراد بانه لا يمكن ان تقوم الشرطة بفعل يؤذي الطلبة سواء تربويا أو أمنيا بل بالعكس برنامج التربية الامنية التي تطبقه شرطة دبي يعتمد على إعلاء الحس الامني والثقافة المجتمعية لدى الطلبة.

    عنصر مساعد

    من ناحية أخرى اكد الرائد جمعة الشامسي مدير ادارة التوعية بالادارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي أن الحملات التوعوية التي تقوم بها شرطة دبي تحاول الاستفادة من الطلبة كعنصر مساعد ومرشد عن الخارجين عن القانون ومروجي المخدرات دون ان يكون الهدف من ذلك تجنيدهم بالمفهوم الخاطىء الذي يؤثر عليهم سلبيا.

    وقال الرائد الشامسي إن كثيرا من الحملات التوعوية تهدف إلى منع المروجين من القيام بدورهم بين الطلبة وابلاغ الطلبة عنهم وعن اصدقاء السوء خاصة الطلبة المتفوقين الذين قد يتعرضون للايذاء وإلى ضياع مستقبلهم بسبب الفخاخ التي ينصبها لهم هؤلاء المروجين، وكثيرون من الطلبة يقومون من تلقاء أنفسهم بابلاغ رجال الشرطة عن الطلبة المتعاطين وعن المروجين وذلك بهدف الانتقام والتخلص من ملاحقاتهم لهم.

    ونوه الشامسي بان الحل الافضل هو توعية الطلاب واشراكهم في العملية الامنية بدلا من تركهم فريسة سهلة للمروجين، مشددا على ان الشرطة ليست في حاجة إلى تجنيد الطلبة للقيام بعملها بل إنها تساعد بهذه الوسيلة خلق قناعة ذاتية لدى كل طالب بخطورة الادمان والتعامل مع المروجين عبر اعلاء الحس الامني لديهم، نافيا ان يعرضهم ذلك لاي مخاطر حيث تعامل كافة المعلومات بسرية كبيرة حفاظا على حياتهم.

    ولفت الشامسي إلى ضرورة ان يكون الطالب جزءا عاملا وفعالا في عملية التوعية منوها بان أحد الطلبة استطاع أن يرشد عن مروج كان يستهدف أصدقاءه ومن خلفه ألقى القبض على تاجر كبير كان يركز عمله على طلبة المدارس وراح ضحيته العشرات من الشباب، مشيرا إلى أن هذا العمل الذي قام به الطالب منع وقوع المزيد من الضحايا.

    مخاطر

    ومن الناحية التربوية اكد الدكتور يوسف شراب المستشار التربوي انه لا يمكن اعتبار الطلبة الذين يرشدون عن المروجين والتجار مجندين لدى الشرطة بالمعنى المتعارف عليه، وانما الامر يبدأ بالتوعية التي تزيد من حماس الطلبة وتمنحهم القدرة على رفض الانصياع للمجرمين أو لمروجي المخدرات أو لاصدقائهم في تكوين العصابات، وانه غالبا ما يقوم الطلبة بالابلاغ عن الظواهر السلبية بقناعة كبيرة ان هذا الامر يفيده وزملاءه ويبعدهم عن المخاطر المستقبلية التي قد يتعرضون لها عبر السكوت عن المتربصين بهم.

    وقال الدكتور شراب إن المبادىء التربوية لا تمنع قيام الطلبة بالابلاغ أو الارشاد عن المجرمين بل بالعكس هذا الامر يقوم سلوكهم ويجعلهم يرفضون الامور السلبية ويشبون في الكبر على رفضها وان تكون عين الطالب عين ذكية وناقدة للامور السلبية التي تضرهم، منوها إلى أن الامر ايجابي وليس سلبيا كما يعتقد البعض.



    أكثر...
Working...
X