Announcement

Collapse
No announcement yet.

مواهب فنية لأطفال مبدعين في ورشة عمل للمعوقين

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مواهب فنية لأطفال مبدعين في ورشة عمل للمعوقين

    مواهب فنية لأطفال مبدعين في ورشة عمل للمعوقين


    دمشق-سانا
    لم تكن أياديهم الصغيرة تلون فحسب بل كانوا يحاولون إخبارنا بأفكارهم ..لم يكن الرسم بالنسبة لهم مجرد لوحة وإنما حالة أمل.
    أكثر من ستة عشر طفلاً من المعوقين اجتمعوا في ورشة عمل بالمركز الثقافي في المزة فجعلوا من الورقة البيضاء ساحة لعرض أحلامهم وآلامهم وطموحاتهم وحولوها إلى بحر من لون أو بيت أو سيارة أو قطار.
    نبال بكفلوني مديرة الفنون الجميلة في وزارة الثقافة والمشرفة على الورشة اعتبرت أن الفن هو السبيل الأمثل لدمج المعوقين بالحياة الاجتماعية لأنه باب كبير للدخول إلى عالم رحب وواسع وفضاءات وحياة أخرى كما انه أسلوب جميل للاندماج بالحياة.
    ولفتت إلى أن هذه الورشة هي الثانية بعد ورشة أقيمت في وقت سابق في خان أسعد باشا امتدت لمدة أربعة أيام وختمت بمعرض لنتاج تلك الورشة.
    وقالت بكفلوني إن المديرية حاولت التركيز على الموهوبين من المعوقين فانتقت أطفالاً من عمر 4 إلى 18 عاماً من إعاقات مختلفة ذهنية وحركية صم وبكم وشلل مشيرة إلى أن ذلك تم بالتعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الثقافة.
    ولمعرفة مدى التأثير الذي يمكن أن تلعبه مثل هذه الورشات على نفسية الأطفال من المعوقين تحدثت سانا مع نجاح العرنجي الأخصائية النفسية بشؤون الأطفال من المعوقين والتي رأت أن هذه الورشة فعالة وعلمية ومنطقية مؤكدة على ضرورة أن يكون هناك ورشات بالمستقبل للمعوقين لأن هؤلاء الأطفال يملكون أفقاً واسعاً جداً.
    وقالت عرنجي إن قراءة اللوحات تبين مدى العمق الذي تحتويه والموهبة التي تختزنها فهؤلاء الأطفال يعكسون ما تحتويه نفسياتهم من حزن وفرح.
    واعتبرت أن مشاركة المعوقين بمثل هذه الورشات يعطي نمائية بالإدراكات العقلية و مردوداً إيجابياً متمنية أن تتوسع الورشات الأخرى لتشمل نشاطات أخرى مثل تصنيع الزهور والقراءة والكتابة والعمل اليدوي وحتى في تصميم الأزياء.
    وحول طاولة الرسم كان الأطفال المشاركون منهمكين برسم لوحاتهم فالطفلة كنان خباز 13 عاماً اختارت في رسوماتها أن تجسد صورة عالمها الصغير البيت والمنزل والأم والأب باستخدام الوان الأحمر والزهر والأخضر والأزرق التي رأت أنها تعكس حبها لهذا العالم الصغير.
    أما آلاء الحكيم ذات السبعة عشر عاماً فاختارت أن تأخذنا في لوحاتها إلى البادية فوزعت على ورقتها البيضاء الألوان الترابية وصورت الملامح الأساسية للبادية التي تعشق هدوءها ودفئها.
    وبضحكة طفولية صافية كانت زينب صالح ذات 8 سنوات تشرح لزوار الورشة مدى حبها للرسم وطموحها في أن تصبح رسامة محترفة عارضة لوحتها التي اختارت لها الألوان البسيطة والزاهية والخطوط العريضة التي رسمت من خلالها ملامح الطبيعة.
    ولم يستطع صمت الطفل محمد توفيق رحمة وهدوءه وخجله أن يخفي تلك الموهبة المتميزة التي شدت اليها كل زوار الورشة ولم يكن هذا مستغرباً عن هذا الطفل الموهوب الذي شارك في وقت سابق بأكثر من 13 معرضاً حصد في معظمها الجوائز الأولى وعبر من خلال خطوطه الجريئة الصارخة عن ولادة موهبة متميزة لفنان واعد.

Working...
X