Tweet
الفنان ابراهيم أبازيد مشروع نحتي يؤكد وحدة الحضارة الإنسانية من سوريا
درعا-سانا
يعتبر فن النحت من أهم الفنون التي عبرت عن طموح الإنسان وآماله وآلامه حيث عرفت الكثير من الحضارات البشرية بفنونها النحتية من صروح وتماثيل ومنحوتات بقيت شاهدة على إبداع الإنسان.
ويختلف النحت في اسلوبه عن باقي الفنون في خلق أشكال مجسمة ذات أبعاد ثلاثية تضفي على الأشكال الجامدة بعدا فنيا وإبداعيا من خلال الرسائل التي تحملها في إعانة الإنسان على الحياة وتدفعه وتحفزه على جعل القيم الجمالية من القيم الهامة في حياته.
وربما تكون رسائل المحبة والتواصل والسلام التي تحملها بعض المشاريع الفنية هي الرسالة الاميز بين تلك الرسائل التي تحملها المضامين الفنية للعمل النحتي وهو حال النحات إبراهيم ابازيد من محافظة درعا الذي يواصل العمل على مشروعه الفني لإنجاز عمل نحتي بعنوان "رسالة حب وسلام سورية للعالم" من صخرة بازلتية تزن 117 طنا حيث تجاوزت نسبة تنفيذه للعمل أكثر من 65 بالمئة.
ويوضح أبازيد في تصريح لـ سانا أنه بدأ بمشروعه منتصف عام 2006 ويحتاج لأكثر من 30 مليون طرقة ازميل بين خفيفة وشديدة للانتهاء منه نهاية العام القادم لافتاً إلى أن الصخرة بشكلها النهائي ستضم ما يقارب 22 لوحة وتحتاج كل لوحة إلى عمل يتجاوز الثلاثة أشهر.
ويشير أبازيد إلى أنه اكمل نصف منحوتته الجديدة بجهد متواصل منذ أربع سنوات بإنجاز لوحة الكعبة المشرفة ومدينة سبأ والمسلة الفرعونية والسفينة الفينيقية وأقدم مدينة كنعانية بأريحا الفلسطينية وأبراج بابل ومشهد من قلعة جمشيد وأحد جسور مدينة أصفهان اضافة لانجازه تجسيد قصر تاج محل في الهند والحضارة الكونفوشسية في الصين من خلال أحد المعابد وسور الصين العظيم ومعبد آنجاكور في كمبوديا.
ويبين أبازيد انه يواصل العمل في بقية أجزاء المشهد الصخري الذي سيضم حضارة اليونان والبيزنطيين والرومان والمايا والانكا والأوزبك بأمريكا الجنوبية وصولاً إلى مشاهد من الحضارة الأندلسية في إسبانيا لينهي عمله برسالة لأقدم أبجديات العالم من خلال تدوين بعض النصوص بدءاً من المسمارية والهيروغليفية وصولاً للأبجديات الأخرى.
ويؤكد أبازيد عدم استعماله لأي من الأدوات الكهربائية مناشير ومثاقب والاعتماد على الأدوات اليدوية معتبراً ان النحت والفن إحساس قبل أي شيء آخر وعمله الفني يجسد فكرة أن الحضارات الإنسانية هي نتاج جميع البشر فالإنسان أخ الإنسان مضيفاً أن منطقتنا شهدت أم الحضارات فعلى أرضها عرفت الحروف الأولى للأبجدية وهي مهد الديانات السماوية.
ويشدد النحات أبازيد على أهمية وصول رسالته الفنية الى كافة أصقاع العالم لتبرز الوجه الحضاري لسورية وصدقية احتضانها لحضارات سابقة وانطلاق الابجدية من ربوعها وعمقها التاريخي ودورها المحوري في الثقافة والفن والسلام.
وتنطلق تكون تجربة الفنان أبازيد من العلاقة الجدلية بين بيئة الفنان وعمله الفني وهو ما يؤكده حسين عرار مدير الثقافة بدرعا بالقول.. ثمة علاقة جدلية بين أهل منطقة حوران والحجارة البازلتية السوداء فالحجر الأسود رمز من رموز المنطقة واستخدامه بكثرة في البناء تاريخياً وفي الاستثمار حديثا يشير إلى أن البيئة تفرض نفسها ومفرداتها على عمل الفنانين في المحافظة مشيراً إلى أن مادة الصخر البازلتي المنتشرة في أراضي المحافظة شكلت مادة أساسية لبناء القلاع القديمة وإقامة السدود ورصف الشوارع والأرصفة وبناء المساجد والكنائس والبيوت السكنية فانتشرت الحارات الصخرية في كل مدن المحافظة.
ويضيف عرار أن أبناء المحافظة استفادوا من الحجر الاسود في اغناء الحياة الثقافية والفنية فحضرت المدرجات كما هو الحال بمدرجات مدن بصرى ومدرج درعا البلد وتشكيل التماثيل المنحوتة التي جسدت وقائع الحياة المعاشة عبر تاريخ المنطقة وهو ما كشفت عنه التنقيبات الأثرية في مناطق حوران كما هو الحال في مدافن تل الأشعري ومدافن الغرية الغربية والتي تؤرخ لعصر البرونز الوسيط وهي الفترة التي أقام فيها الكنعانيون في هذه المنطقة.
ويشير عرار إلى أن مديرية الثقافة أطلقت العام الماضي معرض النحت فبرزت منحوتات صخرية جسدها كل من النحات ياسين نقاوة بأعماله الفنية التي تؤرخ لواقع ثقافي مرتبط بالبيئة المحيطة كما هو الحال في لوحة السنبلة التي تجسد حضور القمح الحوراني في الحياة اليومية للناس إضافة للمشاركة المميزة للنحات أبازيد عبر منحوتته حوار الحضارات التي جسد عبرها قصة الخلق وقصة الأنبياء.
ويلفت عرار الى ان العمل الجديد للنحات أبازيد "رسالة حب وسلام سورية للعالم" يحمل مضامين مهمة من خلال ابتعاده عن التجسيد الشخصي والقضايا المطروقة في الفنون ليدخل عالما جديدا يجسد من خلاله أبرز رموز الحضارة الإنسانية عبر القرون ليغدو العمل الجديد بانتظار إكماله إضافة إلى عمله السابق في منحوتة حوار الحضارات اشبه بمعلم سياحي وثقافي من معالم المحافظة تستقطب الزوار وتثير اهتمامهم من الرسميين والوفود كما أنها تعبر عن حضور الحالة الفنية في المحافظة.
يعد شكل الحجر المادة الأولى التي حفظت إبداع الإنسان بدءاً من الرسوم التصويرية على جدران الكهوف وشكل الكتاب الإنساني الأول ونقلت لنا الأدوات الحجرية الأولى من أوانٍ وأسلحة صورة لحياة الإنسان على مدى عشرات آلاف السنين.
تقرير: محمد العويد
درعا-سانا
يعتبر فن النحت من أهم الفنون التي عبرت عن طموح الإنسان وآماله وآلامه حيث عرفت الكثير من الحضارات البشرية بفنونها النحتية من صروح وتماثيل ومنحوتات بقيت شاهدة على إبداع الإنسان.
ويختلف النحت في اسلوبه عن باقي الفنون في خلق أشكال مجسمة ذات أبعاد ثلاثية تضفي على الأشكال الجامدة بعدا فنيا وإبداعيا من خلال الرسائل التي تحملها في إعانة الإنسان على الحياة وتدفعه وتحفزه على جعل القيم الجمالية من القيم الهامة في حياته.
وربما تكون رسائل المحبة والتواصل والسلام التي تحملها بعض المشاريع الفنية هي الرسالة الاميز بين تلك الرسائل التي تحملها المضامين الفنية للعمل النحتي وهو حال النحات إبراهيم ابازيد من محافظة درعا الذي يواصل العمل على مشروعه الفني لإنجاز عمل نحتي بعنوان "رسالة حب وسلام سورية للعالم" من صخرة بازلتية تزن 117 طنا حيث تجاوزت نسبة تنفيذه للعمل أكثر من 65 بالمئة.
ويوضح أبازيد في تصريح لـ سانا أنه بدأ بمشروعه منتصف عام 2006 ويحتاج لأكثر من 30 مليون طرقة ازميل بين خفيفة وشديدة للانتهاء منه نهاية العام القادم لافتاً إلى أن الصخرة بشكلها النهائي ستضم ما يقارب 22 لوحة وتحتاج كل لوحة إلى عمل يتجاوز الثلاثة أشهر.
ويشير أبازيد إلى أنه اكمل نصف منحوتته الجديدة بجهد متواصل منذ أربع سنوات بإنجاز لوحة الكعبة المشرفة ومدينة سبأ والمسلة الفرعونية والسفينة الفينيقية وأقدم مدينة كنعانية بأريحا الفلسطينية وأبراج بابل ومشهد من قلعة جمشيد وأحد جسور مدينة أصفهان اضافة لانجازه تجسيد قصر تاج محل في الهند والحضارة الكونفوشسية في الصين من خلال أحد المعابد وسور الصين العظيم ومعبد آنجاكور في كمبوديا.
ويبين أبازيد انه يواصل العمل في بقية أجزاء المشهد الصخري الذي سيضم حضارة اليونان والبيزنطيين والرومان والمايا والانكا والأوزبك بأمريكا الجنوبية وصولاً إلى مشاهد من الحضارة الأندلسية في إسبانيا لينهي عمله برسالة لأقدم أبجديات العالم من خلال تدوين بعض النصوص بدءاً من المسمارية والهيروغليفية وصولاً للأبجديات الأخرى.
ويؤكد أبازيد عدم استعماله لأي من الأدوات الكهربائية مناشير ومثاقب والاعتماد على الأدوات اليدوية معتبراً ان النحت والفن إحساس قبل أي شيء آخر وعمله الفني يجسد فكرة أن الحضارات الإنسانية هي نتاج جميع البشر فالإنسان أخ الإنسان مضيفاً أن منطقتنا شهدت أم الحضارات فعلى أرضها عرفت الحروف الأولى للأبجدية وهي مهد الديانات السماوية.
ويشدد النحات أبازيد على أهمية وصول رسالته الفنية الى كافة أصقاع العالم لتبرز الوجه الحضاري لسورية وصدقية احتضانها لحضارات سابقة وانطلاق الابجدية من ربوعها وعمقها التاريخي ودورها المحوري في الثقافة والفن والسلام.
وتنطلق تكون تجربة الفنان أبازيد من العلاقة الجدلية بين بيئة الفنان وعمله الفني وهو ما يؤكده حسين عرار مدير الثقافة بدرعا بالقول.. ثمة علاقة جدلية بين أهل منطقة حوران والحجارة البازلتية السوداء فالحجر الأسود رمز من رموز المنطقة واستخدامه بكثرة في البناء تاريخياً وفي الاستثمار حديثا يشير إلى أن البيئة تفرض نفسها ومفرداتها على عمل الفنانين في المحافظة مشيراً إلى أن مادة الصخر البازلتي المنتشرة في أراضي المحافظة شكلت مادة أساسية لبناء القلاع القديمة وإقامة السدود ورصف الشوارع والأرصفة وبناء المساجد والكنائس والبيوت السكنية فانتشرت الحارات الصخرية في كل مدن المحافظة.
ويضيف عرار أن أبناء المحافظة استفادوا من الحجر الاسود في اغناء الحياة الثقافية والفنية فحضرت المدرجات كما هو الحال بمدرجات مدن بصرى ومدرج درعا البلد وتشكيل التماثيل المنحوتة التي جسدت وقائع الحياة المعاشة عبر تاريخ المنطقة وهو ما كشفت عنه التنقيبات الأثرية في مناطق حوران كما هو الحال في مدافن تل الأشعري ومدافن الغرية الغربية والتي تؤرخ لعصر البرونز الوسيط وهي الفترة التي أقام فيها الكنعانيون في هذه المنطقة.
ويشير عرار إلى أن مديرية الثقافة أطلقت العام الماضي معرض النحت فبرزت منحوتات صخرية جسدها كل من النحات ياسين نقاوة بأعماله الفنية التي تؤرخ لواقع ثقافي مرتبط بالبيئة المحيطة كما هو الحال في لوحة السنبلة التي تجسد حضور القمح الحوراني في الحياة اليومية للناس إضافة للمشاركة المميزة للنحات أبازيد عبر منحوتته حوار الحضارات التي جسد عبرها قصة الخلق وقصة الأنبياء.
ويلفت عرار الى ان العمل الجديد للنحات أبازيد "رسالة حب وسلام سورية للعالم" يحمل مضامين مهمة من خلال ابتعاده عن التجسيد الشخصي والقضايا المطروقة في الفنون ليدخل عالما جديدا يجسد من خلاله أبرز رموز الحضارة الإنسانية عبر القرون ليغدو العمل الجديد بانتظار إكماله إضافة إلى عمله السابق في منحوتة حوار الحضارات اشبه بمعلم سياحي وثقافي من معالم المحافظة تستقطب الزوار وتثير اهتمامهم من الرسميين والوفود كما أنها تعبر عن حضور الحالة الفنية في المحافظة.
يعد شكل الحجر المادة الأولى التي حفظت إبداع الإنسان بدءاً من الرسوم التصويرية على جدران الكهوف وشكل الكتاب الإنساني الأول ونقلت لنا الأدوات الحجرية الأولى من أوانٍ وأسلحة صورة لحياة الإنسان على مدى عشرات آلاف السنين.
تقرير: محمد العويد
Comment