Announcement

Collapse
No announcement yet.

التحول الذاتي نحو الفكر الانتهازي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • التحول الذاتي نحو الفكر الانتهازي

    التحول الذاتي نحو الفكر الانتهازي
    دمشق ـ علاء الجمّال
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    إن السمات الأولى التي فطر عليها الإنسان تندرج تحت مفهومين: (الولاء ثم معرفة الله فيه) فمنذ مولده الأول يتناما وعيه على مشاعر الولاء لجذوره التي تبدأ مع الوالدين ثم تنسحب بحكم النمو والتعايش إلى أخوته وأرضه، وبالتدريج يترافق ذلك بفورة الحس الإيماني.
    ثم يأتي فيما بعد صنع المصير... ومع شقوة العناء وملامسة الظروف القاهرة تبدأ مرحلة (التحول الذاتي في كيان النفس من منطلق التفكير والتعامل والتعايش)، المؤسف أن التحول عند الجزء الأكبر من مجتمعاتنا الشرقية يكون تحولاً ظالماً للغير، أعمدته الاستغلال والانتهازية وسياسة المصالح الخاصة دونما الشعور بالضعفاء...
    أعمدته سياسة المال المتسلطة، وجعلها الحاكم المستعبد والمستبد والمتصرف بحال الضعفاء تحت راية الولاء والحس الإيماني، بالتالي التحول عن هذين المفهومين الساميين إلى مفاهيم ظالمة فحواها التمرد الهزيل والانصهار في حالات من (التفكك الداخلي النفسي والأسري والمجتمعي)
    سلطة المال في عصرنا الغريب هذا، التي تحول مفهومي الحرية (الولاء والحس الإيماني) إلى مجرد مهزلة أو مؤامرة تتخاطب بها عقول اليوم، بل تعتملها بخبث لتنفيذ مآربها الظالمة الجائرة على الغير.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

    هذا أو ذاك من طامح ومبدع وأديب... أليس له الحق في أن يحيا حياة كريمة معصومة عن ارتكاب الخطأ والانزلاق في دوامة التحول المغلوط حتى يلامس تغييراً ما... ينقذ ذاته من الضياع؟
    جميعنا يعلم أن الظروف القاهرة تصنع كلمة (إنسان مبدع وخلاق)، ولكن هذا الرأي يقال بشكل عام أو تجاوزي للحقيقة، والحقيقة تقول: أن الظروف القاهرة كلما أحكمت خناقها على الذات (تجري بالنفس إلى الانكسار ثم الضياع وتفضيل الموت على الحياة...) هذا ما تسمعه يقال في معظم مجتمعاتنا الشرقية، وخاصة الفقيرة منها،
    إذاً عن أي حس إيماني نتكلم؟
    عن أي ولاء نتحدث؟
    الكثير ممن يخطبون في المساجد ومن يثيرون نغمات الدين في برامج الإعلام، ومن يسنون نظريات الثقافة المريضة من خلف عروشهم...
    هل يدركون حقيقة الغير ممن يعاني الفقر؟ بالتأكيد لا.
    هم يقولون... ولكن سياسة المال تحكمهم، واندماجية المصالح الخاصة مع فورة ازدياد نفوذهم هي الولاء والحس الإيماني الصحيح الذي يناشدون وليس كما نفهم نحن؟
    قمة الدين وقمة الأخلاق وقمة الثقافة وقمة المساواة... ألا يكون هناك (فقيراً يسأل الله عملاً ليطعم أولاده)، ولا يتيماً يرتعب من كل يوم يأتي عليه، ولا طامحاً يهاب المستقبل خوفاً من التشوه والضياع،
    ألا يكون هناك مبدعاً مغموراً بيده (خوارزميةالتغيير نحو المشروع الإنساني الأفضل والأسمى) وهو تبعاً لعنائه ينكفئ وينكسر ويتفكك من ظلم الظروف القاهرة له واحتياجه المال.
    ألا يكون هناك بائساً تجبره حياته الكريمة؟؟؟ أن يستجدي عطف الغير ببعض من القروش، ألا يكون هنالك متسولاً في شارع ينتظر ذات الرأفة.
    إن الذي يتحدث عن مشاعر (الولاء ولحمة الحس الإيماني) وهو جالس على عرش انتهازيته... عليه أن ينزل من (برجه الاعتلائي) إلى معايشة الناس بحقيقة حياتهم وظروفهم... عليه أن يلامس فقرائهم ومبدعيهم وطامحيهم... أن يرى أحوالهم ويقارنها بأحواله...
    هو الذي يتقاضى من المال عشرات الألوف... وعمله مجرد لغو من كلمات ولوقت قصير، وغيره ممن يكدّ بعناء طيلة النهار يتقاضى من المال بضعة قروش، وعليه أن بيني منها حاضره ومستقبله أن يبني (بيتاً وأسرة ومشروعاً)
    أي حياة هذه التي نعيش؟
    نعيش فيها منكفئين ومنكسرين، نستجدي عطف الموت حتى نرتاح، هذا التحليل في مجتمعنا الشرقي ما يسمى بخوارزمية (التحول الذاتي من مفهومي الحرية إلى مفهوم الانعواج الفكري الانتهازي) وهذا ملا لمسته بشخصي من معايشتي للناس.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    Alaa gamall
    0940920780

  • #2
    رد: التحول الذاتي نحو الفكر الانتهازي

    أشكرك أخي علاء لهذا الطرح المهم جدا"
    وهو شابه إلى حدكبير موضوع طرحته منذ فترة قصيرة جدا" بعنوان الغني والفقير
    وفيه التطابق الغريب العجيب بين ما كتب أنا وأنت
    يومها قلت أن مجتمعنا يسير إلى مجتمع الفوارق الطبقية الرهيبة والعالية الأسوار ما بين طبقة فقيرة معدمة وطبقة غنية مترفة دون المرور بطبقة وسطى تصنع الفوارق
    وقلت فيه تأكيدا" لما أوردت أن الفقر يمتص دماء الكثيرين والفتات من الطعام الذي يذهب ضحيته الدم والعرق والإنهاك من الفقراء كثير كثير
    وحتى عنوان
    أي حياة تلك التي نعيش ورد بحرفيته
    المقالة فيها الكثير من الأفكار والكثير من التصورات للمشروع الإنساني الذي هدفه الأنسان
    ذلك الأنسان الحق الذي يحيا بكرامة حرا" لا عبدا"
    وذلك الدفع للإنسان نحو الحيوانية من قبل الكثير من المتنفذين لهو الكفر بذاته
    وتلك الأمور المخطط لها والتي تبعد الإنسان عن ممارسة إنسانيته الحقة باتت تؤرق المضاجع وتزكم الأنوف رروائحها
    فيا أخي الكريم
    أبدعت
    مررت من هنا فوجدتك متألقا" كعادتك وعذرا" للغياب عن المواضيع السابقة نتيجة أنني لا أحب الرد من أجل الرد فقط ولي عودة لهم بأذن الله
    قيمة المرء ما يحسنه

    Comment


    • #3
      رد: التحول الذاتي نحو الفكر الانتهازي

      استاذي علاء الجمال
      صرت ابحث عن مقالاتك فقراءتها في مقام الواجب بالنسبة لي وماتعليقي عليها الا اختبار لنفسي بما ادركته منها..

      ان عمليات التحول هنا قد حكمت عليها بالذاتية في بداية المقال الرائع ولكن حسب اعتقادي بان تلك التحولات داخل منضومة السلوك البشري قد لاتكون جميعها ذاتية التحول بل هناك قوى خارجية
      وللاسف بفعل بشري تتبنى صنع معظم التحولات الداخلية والخارجية التي تتبلور على هيئة رزمة من السلوكيات المغروسة في ذهن المأمور بتلقيها بل والحرص ممن غرسوها على متابعة ترجمتها
      افعالا على الواقع بارادة منهم او بغيرها..
      من المخزي لحدود الالم الانحراف الظاهري لدى عدة فئات من مجتمعاتنا العربية الاسلامية والتي تتعمد تجسيد ذلك الانحراف الظاهري الى سلوك ذاتي يُنصح بتلبسه لكي تصل الى حجز اكبر مكان (مادي) لها في مجتمعاتنا وبمباركة ذوي التحولات الذاتية والمكتسبة ؛ وتأييد الجهات الحاكمة لتلك المجتمعات المطلق لتضخم فئات الاستغلال البشري تحت مسميات دينية وخدمية وهي حقيقة تتبنى مبدأ اللا اخلاقيات في سبيل ذلك التضخم ومبدأ اللا ايمان بل وكأنها تتبنى نظرية اللا علاقة للارض بالسماء والعياذ بالله..

      لولا خوفي من الاطالة لاطلت الحديث ولكن من يقرأ ما تكتبه اخي علاء لا يجد عذرا لقلمه..

      شكرا لك من الذات الممتلئة ايمانا كثيرا وشيء من الدنيا قليل

      Comment

      Working...
      X