التحول الذاتي نحو الفكر الانتهازي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
ثم يأتي فيما بعد صنع المصير... ومع شقوة العناء وملامسة الظروف القاهرة تبدأ مرحلة (التحول الذاتي في كيان النفس من منطلق التفكير والتعامل والتعايش)، المؤسف أن التحول عند الجزء الأكبر من مجتمعاتنا الشرقية يكون تحولاً ظالماً للغير، أعمدته الاستغلال والانتهازية وسياسة المصالح الخاصة دونما الشعور بالضعفاء...
أعمدته سياسة المال المتسلطة، وجعلها الحاكم المستعبد والمستبد والمتصرف بحال الضعفاء تحت راية الولاء والحس الإيماني، بالتالي التحول عن هذين المفهومين الساميين إلى مفاهيم ظالمة فحواها التمرد الهزيل والانصهار في حالات من (التفكك الداخلي النفسي والأسري والمجتمعي)
سلطة المال في عصرنا الغريب هذا، التي تحول مفهومي الحرية (الولاء والحس الإيماني) إلى مجرد مهزلة أو مؤامرة تتخاطب بها عقول اليوم، بل تعتملها بخبث لتنفيذ مآربها الظالمة الجائرة على الغير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
هذا أو ذاك من طامح ومبدع وأديب... أليس له الحق في أن يحيا حياة كريمة معصومة عن ارتكاب الخطأ والانزلاق في دوامة التحول المغلوط حتى يلامس تغييراً ما... ينقذ ذاته من الضياع؟
جميعنا يعلم أن الظروف القاهرة تصنع كلمة (إنسان مبدع وخلاق)، ولكن هذا الرأي يقال بشكل عام أو تجاوزي للحقيقة، والحقيقة تقول: أن الظروف القاهرة كلما أحكمت خناقها على الذات (تجري بالنفس إلى الانكسار ثم الضياع وتفضيل الموت على الحياة...) هذا ما تسمعه يقال في معظم مجتمعاتنا الشرقية، وخاصة الفقيرة منها،
إذاً عن أي حس إيماني نتكلم؟
عن أي ولاء نتحدث؟
الكثير ممن يخطبون في المساجد ومن يثيرون نغمات الدين في برامج الإعلام، ومن يسنون نظريات الثقافة المريضة من خلف عروشهم...
هل يدركون حقيقة الغير ممن يعاني الفقر؟ بالتأكيد لا.
هم يقولون... ولكن سياسة المال تحكمهم، واندماجية المصالح الخاصة مع فورة ازدياد نفوذهم هي الولاء والحس الإيماني الصحيح الذي يناشدون وليس كما نفهم نحن؟
قمة الدين وقمة الأخلاق وقمة الثقافة وقمة المساواة... ألا يكون هناك (فقيراً يسأل الله عملاً ليطعم أولاده)، ولا يتيماً يرتعب من كل يوم يأتي عليه، ولا طامحاً يهاب المستقبل خوفاً من التشوه والضياع،
ألا يكون هناك مبدعاً مغموراً بيده (خوارزميةالتغيير نحو المشروع الإنساني الأفضل والأسمى) وهو تبعاً لعنائه ينكفئ وينكسر ويتفكك من ظلم الظروف القاهرة له واحتياجه المال.
ألا يكون هناك بائساً تجبره حياته الكريمة؟؟؟ أن يستجدي عطف الغير ببعض من القروش، ألا يكون هنالك متسولاً في شارع ينتظر ذات الرأفة.
إن الذي يتحدث عن مشاعر (الولاء ولحمة الحس الإيماني) وهو جالس على عرش انتهازيته... عليه أن ينزل من (برجه الاعتلائي) إلى معايشة الناس بحقيقة حياتهم وظروفهم... عليه أن يلامس فقرائهم ومبدعيهم وطامحيهم... أن يرى أحوالهم ويقارنها بأحواله...
هو الذي يتقاضى من المال عشرات الألوف... وعمله مجرد لغو من كلمات ولوقت قصير، وغيره ممن يكدّ بعناء طيلة النهار يتقاضى من المال بضعة قروش، وعليه أن بيني منها حاضره ومستقبله أن يبني (بيتاً وأسرة ومشروعاً)
أي حياة هذه التي نعيش؟
نعيش فيها منكفئين ومنكسرين، نستجدي عطف الموت حتى نرتاح، هذا التحليل في مجتمعنا الشرقي ما يسمى بخوارزمية (التحول الذاتي من مفهومي الحرية إلى مفهوم الانعواج الفكري الانتهازي) وهذا ملا لمسته بشخصي من معايشتي للناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
Alaa gamall
0940920780
Comment