عندما قالت لي العصفورة (أيها الطقم الصيني العزيز) أنك دافئ و جميل ، فكرت أن أشتريك فربما أشبه إذا لبستك (ماو تسي تونغ) .
و لكنني عندما ذهبت إلى السوق و أنا أمني النفس بك حيث يلبق سعرك براتبي ، مررت على زملائك من مصانع دمشق و حلب و حمص و غيرها من مدن بلادي التي نفخر بأنها بلاد النسيج و(الداماس و القيشاني ) و كنت منذ مدة أجدد فخري بأنها تصدر الملبس إلى شقيقاتها فيتدفأ اللبناني بكنزة صوف سورية و تزهو العراقية بفستان سهرة يصنعه شامي ..
و دون أن أطيل يا عزيزي نظرت إلى (الفيترينات) فرأيت كل بضاعة المصنع الوطني توطئ رأسها خجلة ، ليس لأنها ليست جميلة و أنيقة بل ساحرة و تبز (الفيرساتشي) و (الكريستيانديور) بل لأنها صارت للفرجة فقط و صرت أنت لدفئي و أناقتي .
قالت لي كنزة صوف : أتعرف أنا آخر كنزة أنتجت في مصنعنا لقد سمعت صاحب العمل يقول أنه سوف يتاجر بالصيني !
صاح قميص : أما أنا فلقد ألغيت من الوجود ، أيعجبك هذا قالوا في الماضي أنهم سيبيعونني للباريسي لكن معلمي ألغاني لا أعرف لماذا ... هل أزعج ساركوزي ؟
قال (كلسون): أنا تاريخيٌٌٌٌ هنا لا شيء يمنعني من أن أستمر !
لقد سترت مؤخرات كثيرة ، فكيف يتخلون عني ؟!
لكن ذهني أيها الطقم (الصديق) كان ينشغل أثناء جولتي بحديث مسؤول اقتصادي لأحد الصحفيين قائلا: لقد أثرت الحماية سلباً على جودة صناعاتنا الوطنية ! .. و همهمت مستبشراً ها أنت قادم لكي تجبر صناعتي الوطنية على التحسن فألبسك أنا وألبس الباريسي من عندي حتى ليكف عن الاعتداد بما لديه !
حسناً أيها الطقم إنني الآن أجربك أعطاني البائع السروال و الجاكت و أدخلني إلى غرفة القياس ... لحظات ثم وقفت أمام المرآة لأرى نفسي فيك !... أنت (لائق و لابق) يا طقمي العزيز و خذ أنت أيها البائع جزءاً من راتبي و أرسله بدورك إلى أخي الصيني الذكي الذي يجبر العالم كله أن يمط عينيه على الطريقة الصينية .
فاجأني البائع من وراء الستار قائلاً : أتريد قميصاً أستاذ ؟ قلت : نعم ! و حزاماً ؟ قلت : نعم ! و ربطة عنق ؟ نعم ! و لدي أحذية ممتازة ...
ألبسني الصينيون موديلات أوروبية و غادرت عائداً من نفس الدرب التي جئت منها و كنت أمشي في السوق فسمعت أصواتاً تصيح عليََ من وراء زجاج (الفيترينات) ، إنها البضاعة السورية تبكي وتصيح و لكني لم أسمعها .. أحداً ما عطل سمعي أو عطل صوتها !
محمد عبد الله الأحمد
و لكنني عندما ذهبت إلى السوق و أنا أمني النفس بك حيث يلبق سعرك براتبي ، مررت على زملائك من مصانع دمشق و حلب و حمص و غيرها من مدن بلادي التي نفخر بأنها بلاد النسيج و(الداماس و القيشاني ) و كنت منذ مدة أجدد فخري بأنها تصدر الملبس إلى شقيقاتها فيتدفأ اللبناني بكنزة صوف سورية و تزهو العراقية بفستان سهرة يصنعه شامي ..
و دون أن أطيل يا عزيزي نظرت إلى (الفيترينات) فرأيت كل بضاعة المصنع الوطني توطئ رأسها خجلة ، ليس لأنها ليست جميلة و أنيقة بل ساحرة و تبز (الفيرساتشي) و (الكريستيانديور) بل لأنها صارت للفرجة فقط و صرت أنت لدفئي و أناقتي .
قالت لي كنزة صوف : أتعرف أنا آخر كنزة أنتجت في مصنعنا لقد سمعت صاحب العمل يقول أنه سوف يتاجر بالصيني !
صاح قميص : أما أنا فلقد ألغيت من الوجود ، أيعجبك هذا قالوا في الماضي أنهم سيبيعونني للباريسي لكن معلمي ألغاني لا أعرف لماذا ... هل أزعج ساركوزي ؟
قال (كلسون): أنا تاريخيٌٌٌٌ هنا لا شيء يمنعني من أن أستمر !
لقد سترت مؤخرات كثيرة ، فكيف يتخلون عني ؟!
لكن ذهني أيها الطقم (الصديق) كان ينشغل أثناء جولتي بحديث مسؤول اقتصادي لأحد الصحفيين قائلا: لقد أثرت الحماية سلباً على جودة صناعاتنا الوطنية ! .. و همهمت مستبشراً ها أنت قادم لكي تجبر صناعتي الوطنية على التحسن فألبسك أنا وألبس الباريسي من عندي حتى ليكف عن الاعتداد بما لديه !
حسناً أيها الطقم إنني الآن أجربك أعطاني البائع السروال و الجاكت و أدخلني إلى غرفة القياس ... لحظات ثم وقفت أمام المرآة لأرى نفسي فيك !... أنت (لائق و لابق) يا طقمي العزيز و خذ أنت أيها البائع جزءاً من راتبي و أرسله بدورك إلى أخي الصيني الذكي الذي يجبر العالم كله أن يمط عينيه على الطريقة الصينية .
فاجأني البائع من وراء الستار قائلاً : أتريد قميصاً أستاذ ؟ قلت : نعم ! و حزاماً ؟ قلت : نعم ! و ربطة عنق ؟ نعم ! و لدي أحذية ممتازة ...
ألبسني الصينيون موديلات أوروبية و غادرت عائداً من نفس الدرب التي جئت منها و كنت أمشي في السوق فسمعت أصواتاً تصيح عليََ من وراء زجاج (الفيترينات) ، إنها البضاعة السورية تبكي وتصيح و لكني لم أسمعها .. أحداً ما عطل سمعي أو عطل صوتها !
محمد عبد الله الأحمد
Comment