Announcement

Collapse
No announcement yet.

يبدو أن رسالة سماوية جديدة - محمد جابر ديب

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • يبدو أن رسالة سماوية جديدة - محمد جابر ديب

    يبدو أن رسالة سماوية جديدة
    محمد جابر ديب
    يبدو أن رسالة سماوية جديدة، بدأت تظهر إلى الوجود، لاحت بوادرها منذ سنوات قليلة، تجلت بمجموعة رؤى أو أحلام بعقول العديد من الشخصيات السورية المعاصرة، أنذرت بقدوم أحداث مأساوية وكوارث مدمرة باتجاه العديد من المناطق العربية، ستجعل السياسيين العرب المسلمين وغير المسلمين على امتداد الوطن العربي خصوصاً في مناطق العراق وسوريا ولبنان، يترحمون على معاهدة سايكس بيكو التي أبرمها مارك سايكس الإنليزي مع جورج بيكو /1916م/ وتقاسمها بموجب هذه المعاهدة [ النفوذ الاستعماري ] بيت فرنسا وبريطانيا على المنطقة العربية، وكأن الرسالة السماوية الجديدة أتت لتستكمل مرحلة جديدة من مراحل الحياة والتاريخ البشري، باقتلاع الأنظمة الفكرية والتوجهات السلوكية المتعرضة مع الشريعة السماوية التي تردد ذكرها في الكتب السماوية الثلاثة، وخصوصاً القرآن الكريم، من عقول أهل القبائل والعشائر والشعوب المنتشرة على هذه الأراضي، ونستطيع الآن بعقول واعية مسلحة بالعلم والدين وقلوب مطمئنة محصنة بمنظومة القيم السماوية، أن نرى بوضوح تام مشهد الاهتمام الأمريكي والإنكليزي الحديث بمنطقة العراق والأحداث المأساوية والكوارث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي قدمتها القوات الأمريكية والإنكليزية للشعب العراقي، والاهتمام الأمريكي والفرنسي الحديث بمنطقة سوريا ولبنان الذي تطابق بمضمونه مع توجهات معاهدة سايكس بيكو، ونستطيع أيضاً أن نسترجع بوضوح ناصع من الذاكرة التاريخية لسوريا ولبنان الأحداث المأساوية والكوارث البشرية التي قدمتها القوات الفرنسية للشعبين السوري واللبناني حين حضرت قواتها لتنفيذ معاهدة سايكس بيكو وطبيعة الأحداث المأساوية والكوارث المدمرة التي يتوقع أن تقدمها للشعبين السوري واللبناني، خصوصاً بعد أن ترددت أصداء التنبؤات المأساوية والكوارث التي صدعت بها تلك الرؤى أو الأحلام في عمق الحياة الاجتماعية والفكرية والدينية والسياسية لكل من الشعوب العراقية والسورية واللبنانية.
    والأمر اللافت أنني انطلقت مسرعاً منذ إطلالة هذه الرسالة السماوية في إبلاغ تحذيراتها وإنذاراتها سعياً إلى تجنب الأحداث المأساوية قبل وقوعها أو حتى لا تفسر تلك التنبؤات على غير حقيقتها، لكن المفارقة اللافتة أن هذا البلاغ أو هذه الدعوة لم تحظى بأي تقدير أو اهتمام عند العديد من المفكرين بالعلم والدين، وفوجئت باستهتار بعضهم وغموضهم العلمي والفكري والديني، وتحفظ بعضهم الآخر على تلك التنبؤات بسخافات ومغالطات مثيرة للدهشة، وأبدوا تخوفهم من الدخول في عالم الغيبيات لأن الرؤى أو الأحلام تطل إلينا بأمور غيبية لا يعلمها إلا الله وحده، وأثاروا ضجة بأن علم الغيب لا يثبت إلا بوحي من الله إلى رسله والوحي على حد زعمهم قد انقطع بموت الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، والمفارقة اللافتة أنهم ما يزالوا يتلطون خلف فرضيات واهمة بدعوى أنها علمية أو أحاديث مضللة بدعوى أنها أحاديث نبوية شريفة، لتقيد الرسالة السماوية، يرسم من حيث السلوك العلمي والديني أوسع غزو ثقافي مضلل لأبعاد أهم فائدة من الرؤى أو الأحلام وهي صون السلوك البشري من الخطأ في تقوى الله سبحانه وتعالى، وكأني بقائلٍ يقول: لا أظن بتلك الرؤى أو الأحلام وتنبؤاتها المأساوية إلاّ هلوسة فاضت عن عقولٍ أعياها المرض أو شعوذة قام بتسويقها بعض المحتالين المنحرفين أو خداعاً نفسياً حقق لأصحابها رغبات عجزوا عنها في الحياة الواقعية.
    ألا وأن تلك الرؤى أو الأحلام بتنبؤاتها وتحذيراتها، ما هي إلاّ نعمة فاضلة أفصح الله سبحانه وتعالى بوساطتها عن أحكامه العادلة وكشف عن نوع الكوارث القادمة والأحداث المؤلمة قبل أوانها وأبقى باب الاختيار أمام الجميع مفتوحاً فإما الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى بصدق وإيمان وخشوع، أو التراجع عن الأعمال التي لا ترضيه أو التمادي في مفاتن الدنيا ومواجهتهم الحتمية أو الإجبارية بعجزهم المأساوي لتلك التنبؤات ألا تستدعي هذه التنبؤات أن يتوقف عندها السوريون واللبنانيون مجدداً؟!
    طالما انكشفت أجزائها الأولى على أرض العراق وشعبه ولاحت في الأفق بوادر الأحداث المؤلمة والكوارث المدمّرة في سورية ولبنان أي بوادر الأجزاء التي نعوذ بالله من حدوثها إذا وقعت؟!!
    ألا تستدعي هذه التنبؤات أن نفتح عيوننا وقلوبنا إلى نور الله العظيم الذي حجبه إنسلاخنا من آيات الله الحسنى بعد إذ أتتنا وأتبعنا الشياطين الذين لا ينفكوا اليوم يدلوا بمنجزاتهم العلمية ومخترعاتهم الحربية المدهشة، ويقبلون بشغف منقطع النظير على تهديدنا بها، واستعمار بلادنا بقوتها وليس لهم هم سوى أن يكونوا شياطين البشرية؟!!
    أم نستمر في ضعفنا وضلالتنا ونحسب أو نوهم أنفسنا بأننا مهتدون ونبقى مهددين بغضب الله عز وجل وسخط ملائكة السماء وتسلط شياطين الأرض نعوذ بالله منهم؟!
    وهل من المصادفات أن يقتلع الله عز وجل أو يدمر أصحاب القيم والأفكار والاتجاهات المتعارضة مع شريعته ومقاصد حكمته، في كل مرحلة من مراحل التاريخ البشري بالحروب أو بالزلازل أو بالطوفان أو بالأمراض...إلخ.
    وكأني هنا بسائل يسأل: كيف ستنتهي إليها الأمور بعد تلك التنبؤات؟! وماذا نستطيع أن نفعل لمواجهة هذا الطغيان العالمي الكبير ونحن مجرد سمكة صغيرة تسبح في محيط كبير؟! فأقول: إن كنتم تحبون لله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، فالاجتهادات والآراء كثيرة ولا يوجد شيء نهائي ولكن من المؤكد أننا مطالبون ببذل جهود ذاتية سريعة على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي من أجل درء الخطر القادم كالطوفان وأن نباشر بعمل يهز أركان القيم والأفكار والتوجهات السلوكية المتعارضة مع الشريعة السماوية، لعل الله سبحانه وتعالى يغفر لنا ما قد سلف.
    محمد جابر ديب
Working...
X