Announcement

Collapse
No announcement yet.

صورة حاسر الرأس لأزمة المسرح السوري..

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • صورة حاسر الرأس لأزمة المسرح السوري..

    صورة حاسر الرأس لمسرح سوري معاصر قد تكون عبارة غير مجدية للتهكم من معنى الفضيحة النظرية التي يروج لها البعض في الصحافة السورية، أو في الندوات الارتجالية التي تدأب إلى افتعال أزمات إضافية إلى جانب أزمة قديمة-حديثة اسمها أزمة المسرح في سورية، والغريب في الأمر أن جنوح البعض إلى البحث عن هوية لمسرح سوري تأتي أول ما تأتي من فهمٍ قاصر يتبدى بمحاولات نظرية لتأصيل أصول المسرح العربي، وضرورة استلهام التراث والخلاص إلى مسرح ينهل من الخرافة والتقليد والسحر والأسطورة والحكاية والسامر والأقوال الشعبية، إلا أن الدلائل كثيرة على إخفاق تجارب عديدة في المسارح العربية حاولت منذ نهاية ستينيات القرن الفائت أن تضطلع بتيار يميزها عن غيرها ضمن تيارات مسرح العالم، وهذا يستدعي البحث في أسباب إخفاق المسرحيين العرب بتنفيذ نظرياتهم الفنية لنقل التراث إلى الخشبة، حيث ظلت كل من تجارب (على سبيل المثال) المنصف السويسي من تونس، والطيب الصديقي من المغرب، ويوسف إدريس وكرم مطاوع من مصر، وسعد الـله ونوس من سورية تدور في فلك استلهام إبداعي نقلي عن عدة أشكال مسرحية عالمية، وبات هؤلاء وغيرهم يتنقلون بين عرض و آخر- أو حتى في العرض الواحد- من البريختية إلى مسرح بيرانديللو(المسرح داخل المسرح) مروراً بمسرح الشمس لأريان مينوشكين، وصولاً إلى بيتر بروك ومساحته الفارغة، بالطبع مع وصفات نصية لها علاقة بالتراث العربي، و الهزيمة العربية التاريخية أمام حضارات انتقلت إلى خلع جلدها وتغييره بسرعة هائلة تاركةً وراءها من تركته أمام مختبراتها الفنية المنجزة على مدى عشرات السنين من التجريب والمراكمة والمكابدة العميقة مع الذات ومواجهة الجمهور بالفعل الفني لا بالتنظير الجاف للإبداع المسرحي.

    أكثر...
    سمير حاج حسين
Working...
X