Announcement

Collapse
No announcement yet.

الاستاذ ( فادي متى ) الفنان البارع صانع العود - حاوره : علي أبازيد

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الاستاذ ( فادي متى ) الفنان البارع صانع العود - حاوره : علي أبازيد

    حوار مع صانع العود الفنان البارع الاستاذ فادي متى

    التقيت الصديق الاستاذ فادي متى وهو صانع عود بارع لديه تقنياته و تجديداته المميزة و أجريت معه هذا اللقاء الذي يهم محبي الموسيقى العربية ومحبي آلة العود. له الشكر أن أتاح لنا هذه الفرصة و هذا هو نص الحوار.
    علي أبازيد:حدثنا عن البدايات، عن العود الأول الذي قمت بصناعته؟
    فادي متى:بدأت في صناعة أول عود عام 1975م. كنت شاباً وكانت فترة تجربة وخطأ، واستمريت في ذلك حتى عام 1985 حيث توقفت، كانت تلك الفترة كلها تجارب، ومن ثم كانت البداية من جديد.

    علي أبازيد:كم عوداً صنعت من 1985 حتى الآن؟
    فادي:منذ 23 سنة حتى الآن، أي منذ عام 1985 صنعت حوالي 300 عود، ويستغرق صناعة العود قرابة شهر من العمل.

    علي أبازيد: ما هي الصعوبات التي تواجهك عند صناعة العود؟ هل هناك في العود أجزاء أصعب من غيرها؟
    فادي: أن تعمل جيداً سواء كان آلة موسيقية أو غيرها لابد أن تؤدي كل مرحلة بدقة. العود “كله من بعضه”، ليس هناك في العود أجزاء أقل أهمية من أخرى. لابد أن يتقن العمل كاملاً.

    علي أبازيد:أرى في أعوادك تجديد لم أره في أعواد الآخرين خصوصاً الزند المتحرك. كيف جاءت هذه الفكرة وكيف نفذتها؟
    فادي: أعمل وأنا أعشق الفن. لا أصنع العود من أجل التجارة ولكني أصنع العود وبي حب له. في صناعة العود هناك مشكلة: أول صيف يمر على العود يجعل زند العود ينحني وتكون الأوتار بعيدة عن الزند وتتغير وتأثير ذلك ينعكس على العازف بشكل سلبي وأنت تعرف يا علي ذلك جيداً. فيبتعد العازف عن عوده وهذا هو السبب.هذه الحركة البسيطة لها تأثير إيجابي على العود.كانت هذه المشكلة تراودني وكنت افكر فيها واقول: لابد أن نجد حلا لها. وظللت كذلك حتى جاءت الفكرة واضحة وخرجت أمامي بشكل صورة وقمت بتنفيذها.

    علي:أنا كعازف وأقتني أحد أعوادك أعجبتني الفكرة وأراحتني كثيراً هذه التقنية، كم أخذت معك هذه الفكرة حتى استقريت على طريقة تنفيذها؟
    فادي:سبع أو ثمان سنوات تقريبا.كانت الفكرة موجودة وأفكر فيها على نار هادئة بين فترة وأخرى حتى نضجت وفي الأخير قمت بتنفيذها على هذا الشكل.

    علي: حتى لو أخذت منك عشر سنوات.الفكرة نفذت في النهاية بكل هذا النضج وغيرك لم يصل لحل.تحدثت مع صانع عود آخر عن هذه التقنية، وقال لي عندئذ بأنك استاذ كبير.أتحدث معك كعازف وكيف سهلت علينا اصلاح هذه المشكلة بعد ان كنت احتاج ان اضع يدي في بطن العود لاصلاحها. فهذه الطريقة افضل وسهلت على العازف ان يكون ذلك في متناول اليد.
    فادي:مع احترامي لمن وضعها داخل العود، وهم فكروا وتعبوا ونفذوا ولكن الطريقة هذه اسلم وافضل من الطرق السابقة.

    علي: أمامي الآن أخشاب بكل الألوان والأنواع. هل لك ان تعطيني فكرة عن الأنواع والأشكال وما تنصح به من خلال خبرتك؟

    فادي:كل صانع عود له ما يفضله من الأخشاب وهذا سؤال سبق أن سؤلته من قبل.هذه الخشبة التي استخدمها لها ردة فعل ورنين موسيقي أحبه أكثر من غيره.وكل فترة نتعرف على اخشاب جديدة ونرى لها استخدامات تتنوع حسب الآلة.


    علي: لدي عود من اعوادك، ولنأخذ كمثال “المرآة أو لوحة الأصابع”، أرى ان صانعي العود مختلفين في ذلك.ما هو النوع الذي تستخدمه؟
    فادي: أستخدم افضل نوع في نظري : خشب الأبانوس، وهو خشب صلب.وصعب الحصول عليه.العازف يضغط على الأوتار طوال الوقت ومع الوقت تحفر على لوح الأصابع، لذلك نحتاج لخشب أقسى من الخشب العادي تفادياً لذلك. حتى الأخشاب القوية تترك الاوتار عليها اثر بعد عام من العزف. ولكن هذا الخشب يمنحك سنتين لا تحتاج الى صيانة للوحة الأصابع. أما الخشب الطري فسيجعل العازف يرسله للصيانة بعد اسبوعين.

    علي: لديك بعض الأعواد فيها سماعات ” قمريات” واحدة وأكثر.هل هي من عندك أم من طلبات الزبائن؟
    فادي:انا اسألك هل العود ذو القمريتين افضل ام القمرية الواحدة؟

    علي: يعتمد على ذوق العازف.
    فادي:أنا مع الأثنين. هناك من يفضل قمرية واحدة و يصدر عنها صوت عريق يدغدغ آلة العود.وهناك القمريتان اللتان تعطيان العود صوتا شبابيا اكثر ويكون إدخال وإخراج الصوت من الفتحتين بسرعة بدل الفتحة الواحدة.أفضل العازفين كان لديهم أعواد بقمرية واحدة ومنهم رياض السنباطي وكنت أحب عوده كثيراً منذ بداياتي وكذلك القصبجي.ولديهما ايضا اعواد بثلاث قمريات.

    علي:في نظري أعتقد بأن ذلك يعود الى رغبة العازف ولا فرق كبير بين الأعواد حسب عدد القمريات.
    فادي:مر عليّ عشرون عودا بقمرية واحدة.

    علي:بالنسبة لأحجام الأعواد التي تصنعها؟ كم حجما هي أحجام العود.
    فادي: الحقيقة، لدي ثلاث أحجام باختلاف أشكالها.

    علي: هل تذكر لنا تفاصيل الطول والعرض؟
    فادي: لا يؤثر الطول كثيراً على العازف ولكن العرض والعمق هما المؤثران الأهم، عمق أعوادي أغلبها تحت عمق العشرين سنتيمتر، أي بين 17 و 19 سم، أما العرض فبين 35 و 37 سم.

    علي:حدثنا عن نشأتك؟
    فادي:أنا من منطقة قريبة من بيروت هي برج البراجنةوتبعد حوالي 8 كيلومترات عن بيروت.وبسبب الأحداثاضطررت أن أترك لبنان لمدة 12 سنة قضيتها في فرنسا، وكانت هذه فرصة للتعرف على الأخشاب والمواد المستخدمة لمعالجة الأخشاب والتعامل معها، ودرست شيئاً من الفيزياء لتوظيفها في عملي.
    أعيش الآن في منطقة “زوق مكايل” قرب جونية.

    علي:هذا يعني ذلك أنك درست علما من أجل توظيفه في صناعة العود.
    فادي: طبعا. وأيضاً تعرفت على اللوت Lute وهو العود الفرنسي، اخذت من هنا وهناك ومزجت بين العود الفرنسي والعود الشرقي وهناك أناس يحبون صناعتي وهذا ما يدعوني الى المواصلة.
    علي: في الأخير، هل تحب أن تضيف شيئا؟
    فادي:العود عالم كبير وآلة العود المتقنة عالم عميق. عالم تفاصيله لا تنتهي.

    علي: هذا من أسرار المهنة ومن حقك ذلك.
    فادي: 25عاما وكل يوم شئ جديد وإذا أردت أن تأخذ شيئا أكثر فتعال لي بعد الستين.

    علي: شكرا على هذا الوقت واللقاء الجميل.
Working...
X