إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حذار من الثقافة الهدّامة كتبها عبـّاس سليمان علي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حذار من الثقافة الهدّامة كتبها عبـّاس سليمان علي

    حذار من الثقافة الهدّامة
    كتبها عبـّاس سليمان علي

    ما ما هو أكيد أنّ لكلّ مجتمع وأمّة ثقافة خاصّة يعرّفها بعض المهتمّين والباحثين على أنّها { جملة الإنجازات الإنسانية } ، ويعتبر آخرون أنّ الثقافة { أنماط من القيم والأفكار تدعم السلوك الذي يتبعه الأفراد في المجتمع } أمّا /"إدوارد تايلر"/ فيقول :{ الثقافة : كيان يشتمل على المعرفة والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والتقاليد وجميع المقوّمات والعادات التي اكتسبها الأفراد من مجتمعهم } إلاّ أنني من هذا وذاك أقول : {الثقافة : حصيلة النّشاط الإنسانيّ تنتقل من جيل إلى آخر فيضيف إليها أو يحوّر فيها أو يستبعد منها ، فهو يُلبسها لبوساً جديداً من مظاهر وخصائص وطرق انتظام هذه المظاهر والخصائص } وكلّما توسّعت العموميات الثقافية في المجتمع ورُسّخت ، تولّد منها ما يتشارك فيه أفراد المجتمع من اهتمامات ومشاعر وأهداف وتطلّعات واتّجاهات وثوابت وطرق تعمل في مجملها على تمتين المجتمع وتقوية الرّوابط فيما بينهم ، والعكس ( والعياذ بالله ) صحيح 0 و الخطر الأكيد من عدوّنا المريد يساعده ويدعمه على ذلك كل خائن أو حاقد أو أحمق وكل رعديد ، إذ يعمل هؤلاء للنيل من ثقافتنا تحريفاً وتسطيحاً وتزييفاً ومسحاً وإضافة بإفساد مدروس منهجيّ مبرمج وموجّه بشكل منظّم ، فمن المؤكد أنّهم سبروا ثقافتنا بعناية فائقة وبحثوا بدقة مفتّشين عن عناصر القوّة والضعف فيها لزرع بديلات ثقافية تؤسّس لما من شأنه النخر وذلك بتثبيت عناصر ثقافية مدروسة بعناية لدسّها في ثقافتنا العريقة أسافين تهتّكها ما يؤدّي إلى تدمير المجتمع من داخله ، وباعتبار الثقافة هي المحور الأساس والرّكن المتين في بنية المجتمع يستطيع الأعداء هدم المجتمع وتدميره أو السيطرة عليه إذا ما نجحوا في خلخلة الروابط الثقافية الأساسية التي تلف أفراد المجتمع بعضهم إلى الآخر ، ولبليغ الألم وشديد الأسف أقول : لقد أحرزوا بعض النجاح فيما أعدّوا ورموا إليه من هتك للثقافة الأعرق والأنقى والأبهى بين الأمم فثقافتنا أمّ حضارتنا ومنشأ نضارتنا وعنوان استمراريتنا وتقدّمنا ، ولمّا كانت الآداب جزءً لا ينفصل ولا يتجزّأ من ثقافة الأمة وأهمّ ما يجتمع الأفراد عليه إذ تشتدّ بالآداب أواصر تعاضدهم وتماسكهم والتفافهم حول بعضهم لذا كانت الهدف الأول للدخول إلى { حرم الأمة } لتخريبه وتشويهه بتحريفه للنخر فيه زعزعةً لقوام الأمة وتحطيماً لمقامها تمهيداً لإفساد أو إلغاء عناصر ديمومتها وقيامها 0 مما تقدّم أقول : للأسف فعلياً نجحوا في ذلك فضخّوا السموم ( الشّهيّة للبعض ) ابتداءً بالمسلّمات والأمثال الشعبية فمن أين جاءنا المثل القائل : { الكذب ملح الرجال وعيب علّي بـْيصدق } ..!! ما هذا المثل المهترىء الذي قد نتداوله جميعاً في حين أنّنا نشأنا على اعتماد الصدق في الأقوال والأفعال ..!! فأمتنا العربية التي نُسجت من أطياف عريقة من العقائد التي تحيّي الصدق وتحييه وتعتبر الكذب العنصر الهدّام الأكيد والعماد الأوّل والأمكن الذي ينشأ الكفر عليه لأن الكذب هو قبح الرجال والعيب في من لا يصدق لا العكس والأوجع من ذلك ما ينزلق فيه البعض بمشاركتهم في ما دسّه فكر الأعداء لهدم المجتمع أي ما يسمى ( كذبة نيسان ) فهم يحيون ببراءة أو غفلة أو أن بعضهم يحيي عن قصد وعمد ( عيد الكذب ) الذي سعى أعداؤنا إلى تأسيسه في مجتمعنا اعتباراً من عام / 1710/ وقد أرسلوا عملاءهم وعلى رأسهم الجاسوس /" هامفر "/ على قاعدة تقول : { من يكذب أو يرضى بالكذب مرّة يكذب ويرضى به كلّ مرّة .. واكذب اكذب حتى يُصدقك الآخرون } وذلك لاستمراء الكذب ... ومثل آخر تمّ دسّه وتسويقه في مجتمعنا الأبيّ يقول : { حط راسك بين الرّوس وقول يا قطّاع الرّوس } فهو يدعو للاستسلام والخنوع والانكفاء والخضوع 0 ومثل آخر يقول : { إذا جنّوا ربعك عقلك ما بْينفعك } وهذه دعوة لمجاراة المجموع في غيّهم أو في ضلالهم وليست دعوة لمحاولة إصلاح الخلل أو تنوير الجاهلين 0 أمّا المثل الذي أسمعه في هذه الأيام وهو خطر حقيقي فيقول : {سكّر باب دارك ونزّل ستارك ما همّك بـْ خيّك ولا بجارك } ما هذا المثل الذي يعمل على إعماء أبصارنا عن هموم وأوجاع أخوتنا والجيران في مجتمع عماده التآخي والتّحابب وإغاثة الملهوف ونصرة الضعيف واقتسام اللّقمة بين الأخوة من مجتمع واحد .
    أين من يقول بذلك من حديث الرّسول الكريم محمّد ( ص ) { إنما المؤمنون أخوة كالجسد الواحد إذا تألم منه عضو تداعى إليه سائر الأعضاء بالسّهر والحمّى } ..!! ومن قوله ( ص ) :{لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه } وقوله : { ما آمن منكم من بات شبعاناً وجاره جوعاناً } .......
    يا أخوتي الكرام : في أوّل الوصايا العشر لسيّدنا المسيح عليه السلام { لا تكذب } وكم حضّ الرسول الكريم محمّد (ص ) على الصدق ونبذ الكذب والكاذبين .. كيف لنا أن نقبل بأمثال كالتي يسوّقها الأعداء وللأسف يتداولها بعضنا دون الانتباه إلى خطورتها وما يرمون إليه من تسويقها ..!! من هنا أجدني مضطرّاً للإشارة إلى خطر يكمن في ما تعرضه بعض الفضائيات من مواضيع فتّاكة هدّامة عبر مسلسلات أو منوّعات والأشدّ خطورة منها ما تعرضه الفضائيات من برامج للأطفال من شأنها ما يُضعف البنية الأساسية لشخصية الطفل العربي الذي هو اللّبنة لمجتمع الغد ومستقبل الأمة .. ألا يدعونا واجبنا الإنسانيّ والقوميّ والوطنيّ والاجتماعيّ والعقائدي مهما تنوّعت اطيافنا وتلونت بشرتنا وتعدّدت مناهجنا لأن نتخلّص من عناصر الهدم المدسوسة والتي تدسّ يوميّاً لتدمير أمتنا ومجتمعنا العربي بالنخر في ثقافتنا ومسح أهم العلامات المضيئة من حضاراتنا التي هي مفخرة للأمم .. ألا يدعونا حرصنا الأبويّ على أبنائنا وأخوتنا ومجتمعنا لتوجيه عنايتنا إلى ما ينخر في ثقافة أطفالنا تمهيداً للوصول إلى مجتمع لا يمتلك مقوّمات المجتمع فيعاني من التفكك والتشرذم والانطواء والانزواء ومن ثم الاضمحلال والفناء فتسهل مهمة الأعداء ويحققون ما لم يستطيعوا تحقيقه بالسلاح الفتّاك والمحرّم دولياً كما هو الحال وما نراه في سائر الأرجاء خاصّة في أمتنا العربية ..!!
    يا أيها السادة الأكرم : يكفي أن نشاهد مشهداً درامياً من مسلسل { عربيّ أو أجنبيّ أو ... مدبلج ..!!} يتناقض وثقافة مجتمعنا وترفضه بنية ثقافتنا ليُعتبر نقطة أولى في قبوله على اعتبار أننا شاهدناه في منازلنا متـّكئين على أرائكنا فإذا ما حدث فعلاً ما يشبه ذلك المشهد نقبل به كحدث مألوف تعاطفنا مع أبطاله الذين سعى منتجوا المسلسل { من كاتب للقصة والسيناريو ومعدّ للحوار ومخرج ... } لتبرئتهم من الأفعال الشائنة أو الممارسات الخارجة على آداب المجتمع ، والأمثلة أكثر من أن تذكر فحذار ثمّ حذار ثمّ حذار
    أمتنا ذات حضارة عريقة وأصول أنيقة وثقافة جذوها عميقة علينا تشديد الحرص وتمتين القوى وتعميق التماسك للحؤول دون الفتك بها وصولاً إلى الفتك بنا والعياذ بالله من أعداء الله وهم أعداء الأمم والإنسانية جمعاء ومن يشدّون وينفذون مآربهم على أيديهم بعلم منهم أو بغير علم ***
    **{{ نشرتها صحيفة سورية }}**
    ســ 2008 ــورية = جميع الحقوق محفوظة لكاتبها عبـّاس سليـمان علـي

  • #2
    رد: حذار من الثقافة الهدّامة كتبها عبـّاس سليمان علي

    حذار من الثقافة الهدّامة
    كتبها عبـّاس سليمان علي

    تعليق

    يعمل...
    X