إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في التـّغيير والتـّطوير كتبها عبـّاس سليمان علي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في التـّغيير والتـّطوير كتبها عبـّاس سليمان علي

    في التـّغيير والتـّطوير

    كتبها عبـّاس سليمان علي

    نشرتها صحيفة وطنية في 31/3/2012



    رحم الله والدي الـّذي افتقدته مرشداً معلـّماً وصديقاً وأخاً ووالداً منذ العام / 1980 / إنـّما والأهمّ من ذلك افتقدته إنساناً بحقّ أوّلاً وأخيراً حيث أكـّد لي أن الأبناء امتداد للآباء وجميعهم يرفلون بحضارة الأجداد *

    وممـّا حدّثني والدي به ذات أمسية عن مرشـّح لأحد المجالس النـّيابيـّة أنـّه أراد إعلان بيانه الانتخابيّ فاعتلى المنبر وحمد الله وشكر ثمّ قال : { أيـّها السـّادة : حمارُكم اليوم حمارُكم الغد ، إنـّما الإنسان فعالم يتطوّر ويتغيـّر ، والسـّلام عليكم ورحمة الله } ثمّ غادر ليصفـّق له بعض الحاضرين وقد تبيـّنوا ما رمى إليه أمـّا الآخرون فأطرقوا بانتظار تتمـّة البيان ...!! *

    استوقفني ذلك البيان ليعلو صوت الله عزّ وجلّ في وجداني بلسان القرآن الكريم حيث قال { لا يغيـّر الله ما بقوم حتـّى يغيـّروا ما بأنفسهم ـ صدق الله العليّ العظيم ـ } هنا أنا على يقين تامّ أنّ الله سبحانه يريد من القوم أن يمتلكوا أنفسهم ويـُحكموا زمام أمورهم وأن تنشأ إرادتهم الذّاتيـّة للتـّغيير بعد مشيئتهم ولكنّ الإرادة تقتضي المعرفة والوعي والإدراك فالتـّغيير هنا يقوم على أفعال إنسانيـّة توجـّب على من يقوم بفعل التـّغيير العمل بالقول الفصيح الصـّريح { إن الله سبحانه ـ 1ً ـ شاء و ـ 2ً ـ أراد و ـ 3ً ـ قضى و ـ 4ً ـ قدّر و ـ 5ً ـ فعل } فالفعل هنا تمّ على خمسة مراحل *

    الآن وهنا أبحث في مفهوميّ ( التـّطوير والتـّغيير ) لأجد أنّ التـّطوّر يعني : التـّحوّل من طور إلى طور آخر أو يعني التـّغيير التـّدريجيّ في بنية الكائنات الحيـّة وفي سلوكها * هنا لا يعنيني البحث في غير الإنسان الذي أحسن الله سبحانه خـَلـْقـَه وتقويمه وخصـّه بالقدرات العقليـّة لينفرد عن سائر المخلوقات بقدرته على التـّفكير والإدراك الواعي إضافة إلى قدراته في اكتساب المعارف والمهارات واختزان المعلومات وتسخيره ما يلزم من الأشياء والكائنات من حوله خدمة لاستمراريـّة بقائه وضماناً لديمومة رقيـّه وارتقائه نحو الأفضل والأحسن كمـّاً ونوعاً * وممـّا لا شكّ فيه قدرة الإنسان على التـّكيـّف مع الطـّبيعة والتـّلاؤم مع المحيط البيئيّ والانسجام والاندماج والتـّآلف مع من يشاركونه فيهما ، إنـّما إذا حشرنا أنفسنا في مقتضى مفهوم التـّطوّر الـّذي تفرضه طبيعة التـّكوين الخـَلقيّ وتقتضيه الظـّروف والأحوال المكانيـّة والزّمانيـّة والمناخيـّة بشكل انفعاليّ وغير فاعل نكون بهذا نحن وسائر الكائنات الحيـّة سواء بسواء ، أي نفتقد بذلك ماهيـّة الشـّخصيـّة الإنسانيـّة فنتنكـّر لإنسانيـّتنا وننكر ما كرّمنا به الله سبحانه وتعالى من نعمتيّ البصر والبصيرة ، فالله عزّ وجلّ في كتابه العزيز توجـّه إلى ذوي الألباب ( واللـّبُّ هو العقل ) فدعاهم ليهتدوا بما هداهم إليه لنجد في قوله تعالى { أفلا يعقلون } دعوة للاستنارة والاسترشاد اعتماداً على العقل ، وفي قوله{ أفلا يتفكـّرون } دعوة لإعمال الفكر لبلوغ المعرفة وتمكين الإدراك ، كذلك { أفلا يفقهون } فدعوة للتـّفقـّه أي دعوة لإحسان الإدراك والفطنة ، وفي { أفلا يؤمنون } دعوة صريحة فصيحة للثـّقة والتـّصديق بالله ولا تتمّ الثـّقة إلاّ بالمعرفة الحقيقيـّة المـُستقاة من العلوم ، والمعرفة تؤدّي إلى اليقين وهو العلم الـّذي لا شكّ معه ، فعبارة ( أيقن ) تعني ثبت وتحقـّق واستوضح فاليقين إذن مرتكز الإيمان الـّذي لا يعتريه شكّ أو باطل أو حيرة ، لأنـّه ينجم عن معرفة حقيقيـّة يقينيـّة * ولعمري لا يتمّ الإيمان إلاّ للعاقل المبصر المستبصر الواثق من نفسه في الله وبما حباه من طاقات فكريـّة وقدرات بدنيـّة * على ما تقدّم يسعى الإنسان ليكون تطوّره دائماً نحو الأفضل شكلاً وموضوعاً والأحسن أداءً والأكثر نفعاً والأعمّ فائدة له ولمحيطه البيئيّ والبشريّ وللأجيال القادمة ، أي أن يعمّ الخير والرّفعة والرّفاء الوطن ( بما يعنيه مفهوم الوطن ) وبهذا يكون التـّغيير واجباً على أن يكون إيجابيـّاً وبشكل حتميّ ، فمن غير المعقول ولا المقبول أن يسعى الإنسان لتغيير أمر ما أو شيء ما إلاّ أن يكون بالأفضل نحو الأفضل والأكثر فاعليـّة والأحسن نماءً والأجود أداءً على ألاّ يكون التـغيير بحدّ ذاته هدفاً مرجوّاً لا بل أن يكون سبيلاً أو وسيلة أو مرتفقاً لبلوغ الأهداف وتحقيق المرتجى * في تقديري لا يجب أبداً التـّفكير في أيّ تغيير إلاّ إذا اقتضت الضـّرورات الموضوعيـّة والواقعيـّة ذلك كأن يفتقد موضوع التـّغيير وشكله الخصائص البنيويـّة أو المزايا الفنيـّة أو أن يصبح قاصراً عن أداء الوظائف الحيويـّة المطلوبة منه أو التي كانت سبباً في وجوده أصلاً ، أو لثبوت عدم جدواه شكلاً أو مضموناً في مواكبته مقتضى الواقع لتردّي أحواله ولافتقاره للقدرات الفنـّيـّة بما يمنع عليه مسايرة المتغيـّرات الحتميـّة الحدوث * كما ومن غير المقبول ولا المعقول أن تعمل رغبتنا بالتـّغيير على إفناء أو تعطيل أو عرقلة مادة أو موضوع التـّغيير { بشكل مقصود متعمـّد } بهدف امتلاكنا الذّرائع لتبرير التـّغيير ، أو أن نسعى للتـّغيير دون إدراك أو استيعاب أهميـّة وحتميـّة الأهداف المرجوّة من هذا التـغيير لكن وفي كلّ الأحوال ومجمل الظـّروف لا يمكن لنا أن نحقـّق الأهداف من عمليـّة التـّغيير مهما كانت الأسباب والموجبات إلاّ بعد دراسات دقيقة وعميقة لتوافر الإمكانات الماديـّة والقدرات الفنـّيـّة والظـّروف المحيطة والأجواء الملائمة للتـّحقيق ، وبعد البحث الحثيث بدقـّة بالغة وبشكل موضوعيّ في الهالة الطيفيـّة من التـّأثيرات النـّاجمة عن هذا التـّغيير ، ويفرض علينا المنطق والواقع إيجاد البدائل الموضوعيـّة الأفضل والأحسن والأكفأ والمتوفـّرة حقيقة أو القابلة للتحقيق الـّتي يتمّ بها التـّغيير بأيسر السـّبل وأحسن الظـّروف وأفضل الأداء وأقلّ النـّفقات فإذا لم يكن ذلك يقتضي المنطق علينا التـّعقـّل والتـّروّي بانتظار الفرص السـّانحة للقيام بعمليـّة التـّغيير * هنا أعرب عن شدّة أسفي وبالغ ألمي وعميق حزني حيث يسعى البعض لتزييف الحقائق وتحريف الوثائق وتلفيق الأكاذيب وتهديم البـُنى والتـّخريب المتعمـّد لتقويض الواقع آملين بالتـّغيير دونما هدف منطقيّ واقعيّ وأخلاقيّ أو تحديد للبدائل الموضوعيـّة بتصوّر مدروس للنـّتائج على مختلف الأصعدة { فكريـّاً ـ اجتماعيـّاً ـ سياسيـّاً ـ اقتصاديـّاً } ، حيث أنّ هذا البعض يعتبر التـّغيير أولويـّة حتميـّة في حين لا يمتلكون فيه أرضيـّة { لا صلبة ولا هشـّة حتـّى } ولا أيـّة قدرة أو إمكان للقيام به لذا يعتمدون ويتعمـّدون الارتماء تحت أقدام الآخرين لدعمهم بالخبرات وإمدادهم بالمال وبالسـّلاح ووضعهم تحت إمرة ضبـّاط الاستخبارات لنشر الإرهاب واعتماد التـّهديم والقتل وتخريب الاقتصاد الوطني لتركيع الشـّعب وإنهاكه قبل قيادته وإضعاف قدراته وصولاً للتفتيت وتحويل البلاد إلى ( كانتونات ) مذهبيـّة وشراذم عرقيـّة تحقيقاً لأماني إدارة الشـّر والإرهاب في استيلاد { الشـّرق الأفسد البليد } وإنشاء { امبراطوريـّة العولمة } بحيث يكون الكيان الإرهابيّ العنصريّ الصـّهيونيّ سيـّداً على المنطقة برمـّتها لا بل سيـّداً على العالم بأسره ، كلّ هذا وشعارهم الخادع الخاسئ الخائب التـّغيير ...!! هنا استذكر ما تابعته على فضائيـّة تدّعي العروبة حيث سـُئل أحد هؤلاء ( التـّغييريـّين ) : ماذا تريدون ..!! فأجاب تغيير النـّظام ، ـ وما هو البديل بعد تغيير النـّظام ..!! ، أجاب : أوّلاً ليتغيـّر النـّظام وليرحل وبعدها نفكـّر بالبديل ..!! * بالله هل من حماقة وسفاهة واستخفاف بالعقول أكثر من هذا ..!! وكيف لي أنا المواطن أن أثق بأمثال هؤلاء الرّعاع الأتباع الـّذين لا يحملون خيراً لا للبلاد ولا للعباد ولا يمتلكون خطـّة ولا منهجاً سياسيـّاً أو فكريـّاً أو غير ذلك سوى أحلامهم الخائبة بإسقاط البلاد في أتون الأحقاد والتـّبعيـّة ليصلوا إلى كراسيّ الحكم حتى ولو أدّى ذلك إلى تسليم حاضر الأمـّة ومستقبلها ومصير الشعب لمن يريدون نهب ثرواته واغتصاب أراضيه وتقويض موروثه الحضاريّ خدمة لأوهام الصـّهيونيـّة العولميـّة بالتوسـّع والهيمنة ..!! * أليس من الخيانة والنـّذالة أن يطلب هؤلاء المساعدة من قوى البغي والبغاء الـّتي تجاهر وتفاخر بأنـّها الراعي والحامي والمدافع عن الكيان الإرهابيّ الصـّهيونيّ ..!! أليست تلك القوى تعادي الشـّعب العربيّ برمـّته بدعمها عدوّه التـّاريخيّ والمستقبليّ ...!! للحقّ أقول : إنّ هؤلاء ليسوا بالحمقى ولا بالخونة لأنـّهم على الحقيقة أبناء أولئك الأعداء إذ نشؤوا من أرحامهم وترعرعوا في أكنافهم وتمّ إعدادهم لهكذا أفعال معادية للأمـّة العربيـّة جمعاء *

    أخيراً أؤكـّد كلّ التـّأكيد أنّ هؤلاء الرّعاع الأذناب والأتباع ومعهم أسيادهم الضـّباع خاسئون خائبون لأنّ وعي الشعب العربيّ خصوصاً في سورية وشدّة ارتباطه بوطنه وإيمانه بمبادئه وأهدافه وثوابته وإدراكه التـّام خطورة المؤامرات والمخطـّطات لاستعباده سيدحر كلّ من تسوّل له نفسه النـّيل من كرامته أو خدش منعته بالعمل على تفكيك عـُراه ولحمته الوطنيـّة *
    = شــ24/2012ــباط =
    = عبـّاس سليمان علي =

  • #2
    رد: في التـّغيير والتـّطوير كتبها عبـّاس سليمان علي

    موضوع اكبر مني

    تعليق

    يعمل...
    X