= ثانياً *= بين ثقافة الأطفال وثقافة المجتمع :
لا بدّ لثقافة الأطفال وأن تـُشارك ثقافة المجتمع في صفات عدّة باعتبارها فرعيـّة منها ، إلاّ أنـّها ليست نسخة مكرّرة عنها بأيّ من الأشكال ، لأنـّها كيان ثقافيّ متميـّز بعناصره { لغة الأطفال = ميولهم = عاداتهم وطرقهم في التـّخيـّل والتـّفكير وفي اختيارهم مثلـَهم العـُليا وفي نتاجهم الفنـّي وفي مختلف وجوه السـّلوك المختلفة في النـّوع والاتـّجاهات } بحيث يكون لكلّ مكوّن ثقافيّ موضوعه المختلف الذي يخصّ ثقافة الأطفال دون غيرها وأشير إلى أنـّه لثقافة الأطفال جوانب لا تتوفــّر في ثقافة الكبار والعكس صحيح ، لكنـّها ترتبط بشكل متين بثقافة المجتمع الذي يحرص بشدّة على نقل ثقافته إلى أطفاله الذين يمتصـّون جوانب مـُحدّدة من ثقافته إضافة إلى تحويرهم في بعضها وإضافتهم على البعض الآخر ، وذلك بطرقهم الخاصـّة . ولا يستطيع مجتمع التحكـّم أو السـّيطرة كليـّاً على مضمون ما يلتقطه الأطفال من المعاني بشكل غير مقصود من الكبار * ونظراً لانتقال الثـّقافة من جيل إلى آخر ، تظهر بوضوح العوامل الناجمة عن التـّغيير الثـّقافيّ ، وفي هذا ما يـُفسـّر ضجيج بعض الآباء بالشـّكوى من أبنائهم الذين لا يكونون كمثلهم عقلاء مطيعين ، ولعلّ هذا غير جديد إذ عـُثر في الآثار الفرعونيـّة على ورقة بـُردي كـُتبت عليها حسرة أبٍ بقوله: { آه .. لقد فسد هذا الزمان ، فأولادنا لم يعودوا كما كنـّا أنقياء . إنّ كلّ واحد منهم يـُريد أن يؤلـّف كتاباً } * ونجد في تقديس المجتمع بعض عناصره الثـّقافيـّة وحرصه الشـّديد على التـّمسـّك ببعض النـّظـُم الاجتماعيـّة والاقتصاديـّة والآمال يدفع بالكبار للعمل ليتبنـّاها أطفالهم ،
=*[[ إذن فثقافة المجتمع تعمل على رسم إطار عريض لثقافة الأطفال ]]*= *
= ثالثاً *= في الثـّقافة وشخصيـّة الطـّفل وسلوكه :
البيئة الإنسانيـّة ذاتُ بـُعدين { جغرافيّ وثقافيّ } فيتعلـّق الجغرافيّ بجميع الظـّواهر التي لا يد للإنسان في وجودها
{ الأرض = المناخ = التّضاريس .....} أمـّا البـُعد الثـّقافيّ فهو ما يتعرّض إليه الإنسان من المثيرات التي تـُمكـّنه من ابتداع بيئة ثقافيـّة لمواجهة بعض الظـّواهر الطـّبيعيـّة في بيئته الجغرافيـّة *
ولعلّ =[ أبو قراط]= أشار بوضوح إلى تأثير البيئة في تكوين الفرد ، ويتناقص تأثير البيئة الجغرافيـّة في الفرد بفضل ما يتوصّـّل إليه من نـُظـُم وقوانين ومعارف وعلوم وفنون وآداب وإبداعات ماديـّة ، إذن فتأثير البيئة الجغرافيـّة يتناسب عكساً مع درجة الثـّقافة الإنسانيـّة وما يكتسبه الإنسان من حضارة متجذّرة .
على هذا فتأثير البيئة الثقافيـّة أشدّ وأبلغ بكثير من تأثير البيئة الجغرافيـّة ( الطـّبيعيـّة ) * بهذا نجد أنّ البيئة الثـّقافيـّة هي العامل الأساس في تكوين شخصيـّة الفرد وتحديد سلوكه وأنماط حياته * فلا يـُمكن تصوُّر إنسان لا يتمتـّع بقدر من الثـّقافة وإلاّ اعتبرناه مـُجرّد كائن عضويّ وحسب * وإذا ما تساءلنا عن دور العوامل الوراثيـّة نجده مـُقتصراً على انتقال صفات جسميـّة معيـّنة من الآباء للأبناء فلا نعتبرها الضـّامن الوحيد لتكوين الشـّخصيـّة *
أمـّا ثقافة الأطفال فتتأثـّر بجوانب أساسيـّة ، و للثـّقافة العامـّة دورها :
=/ 1 ً / في تكوين ثقافة الأطفال =/ 2 ً/ في تحديد أنماط سلوكهم =/ 3 ً / في عمليـّات نموّهم الحركيّ والعقليّ والانفعاليّ والاجتماعيّ = وممـّا هو أقلّ تأثيراً وأوهن شأناً فهو تحديد صفات جسميـّة ( وراثيـّة ) من الآباء للأبناء ونتـّفق على أنّ الإنسان يـُولد فرداً { أي كائناً عضويّاً } لا شخصاً يتمتـّع بمقوّمات الشـّخصيـّة ، فشخصيـّته ناتجة عن التـّأثيرات الثـّقافيـّة الكثيرة من حوله ، ولا بدّ له من اكتساب اللـّغة والأفكار والأهداف والقيم ...الخـ ... إذ لا بدّ للشـّخص وأن يـُشارك الآخرين في بعض خصائصهم الاجتماعيـّة إضافة إلى خصائصه ومميـّزاته الفرديـّة ، إذن يـُمكن لنا تعريف الشـّخصيـّة على أنـّها :
{ = أسلوب عام منظـّم نسبيـّاً لنماذج السلوك والاتـّجاهات والمعتقدات والقيم والعادات والتـّعبيرات =}
وذلك في مجمله محصـّلة لما سبق وأن اكتسبه الشـّخص من خبرات في بيئته الثـّقافيـّة من خلال تفاعل اجتماعيّ مباشر ، وعليه فالشـّخصيـّة وليدة الثـّقافة لنقول هنا:
{= إنّ ثقافة الطـّفل مـُكتسبة بفعل تفاعله مع بيئته بالاتـّصال المباشر ، فتتـّخذ صيغة تطبعها بها جملة المؤثـّرات الثـّقافيـّة ، أي أنـّها تتحدّد بفضل ما يكتسبه الطـّفل من عناصر الثـّقافة الاجتماعيـّة العامـّة . فالبيئة الثـّقافيـّة تـُبـَلورُ شخصيـّة الطـّفل بتهيئتها أسباب نموّ الشـّخصيـّة من خلال نسق من العناصر المميـّزة للطـّفل لتبدو شخصيـّته صورة مقابلة للثـّقافة التي نشأ في أحضانها =} ومن خلال تكوين شخصيـّة يتمّ انصهار العناصر الثـّقافيـّة التـّكوينيـّة لتشكيل وحدة وظيفيـّة متكاملة لنقول هنا : {=إنّ الطـّفل صنيعة الثـّقافة إلى حدّ بعيد =} ، إلاّ أنّ الثـّقافة لا تصنع شخصيـّات متطابقة تمام التـّطابق ، وإنما تتشارك فيما بينها بمجموعة من العناصر والسـّمات ، وتؤكـّد بعض الأبحاث والدّراسات على أنّ السـّنوات الخمس الأولى من عمر الطـّفل هي الفترة الأكثر خصوبة وأهمـّيـّة بحيث تنجم عنها الملامح العامـّة لشخصيـّته ، كما أنّ السـّمات الثـّقافيـّة تدخل في كيانه بحيث يصعب { وقد يستحيل } تغيير البعض منها ، عليه فإنّ مرحلة الطـّفولة حاسمة ما يفرض التـّركيز بشدّة لبناء شخصيـّات الأطفال بشكل متين وسليم وواعد
لا بدّ لثقافة الأطفال وأن تـُشارك ثقافة المجتمع في صفات عدّة باعتبارها فرعيـّة منها ، إلاّ أنـّها ليست نسخة مكرّرة عنها بأيّ من الأشكال ، لأنـّها كيان ثقافيّ متميـّز بعناصره { لغة الأطفال = ميولهم = عاداتهم وطرقهم في التـّخيـّل والتـّفكير وفي اختيارهم مثلـَهم العـُليا وفي نتاجهم الفنـّي وفي مختلف وجوه السـّلوك المختلفة في النـّوع والاتـّجاهات } بحيث يكون لكلّ مكوّن ثقافيّ موضوعه المختلف الذي يخصّ ثقافة الأطفال دون غيرها وأشير إلى أنـّه لثقافة الأطفال جوانب لا تتوفــّر في ثقافة الكبار والعكس صحيح ، لكنـّها ترتبط بشكل متين بثقافة المجتمع الذي يحرص بشدّة على نقل ثقافته إلى أطفاله الذين يمتصـّون جوانب مـُحدّدة من ثقافته إضافة إلى تحويرهم في بعضها وإضافتهم على البعض الآخر ، وذلك بطرقهم الخاصـّة . ولا يستطيع مجتمع التحكـّم أو السـّيطرة كليـّاً على مضمون ما يلتقطه الأطفال من المعاني بشكل غير مقصود من الكبار * ونظراً لانتقال الثـّقافة من جيل إلى آخر ، تظهر بوضوح العوامل الناجمة عن التـّغيير الثـّقافيّ ، وفي هذا ما يـُفسـّر ضجيج بعض الآباء بالشـّكوى من أبنائهم الذين لا يكونون كمثلهم عقلاء مطيعين ، ولعلّ هذا غير جديد إذ عـُثر في الآثار الفرعونيـّة على ورقة بـُردي كـُتبت عليها حسرة أبٍ بقوله: { آه .. لقد فسد هذا الزمان ، فأولادنا لم يعودوا كما كنـّا أنقياء . إنّ كلّ واحد منهم يـُريد أن يؤلـّف كتاباً } * ونجد في تقديس المجتمع بعض عناصره الثـّقافيـّة وحرصه الشـّديد على التـّمسـّك ببعض النـّظـُم الاجتماعيـّة والاقتصاديـّة والآمال يدفع بالكبار للعمل ليتبنـّاها أطفالهم ،
=*[[ إذن فثقافة المجتمع تعمل على رسم إطار عريض لثقافة الأطفال ]]*= *
= ثالثاً *= في الثـّقافة وشخصيـّة الطـّفل وسلوكه :
البيئة الإنسانيـّة ذاتُ بـُعدين { جغرافيّ وثقافيّ } فيتعلـّق الجغرافيّ بجميع الظـّواهر التي لا يد للإنسان في وجودها
{ الأرض = المناخ = التّضاريس .....} أمـّا البـُعد الثـّقافيّ فهو ما يتعرّض إليه الإنسان من المثيرات التي تـُمكـّنه من ابتداع بيئة ثقافيـّة لمواجهة بعض الظـّواهر الطـّبيعيـّة في بيئته الجغرافيـّة *
ولعلّ =[ أبو قراط]= أشار بوضوح إلى تأثير البيئة في تكوين الفرد ، ويتناقص تأثير البيئة الجغرافيـّة في الفرد بفضل ما يتوصّـّل إليه من نـُظـُم وقوانين ومعارف وعلوم وفنون وآداب وإبداعات ماديـّة ، إذن فتأثير البيئة الجغرافيـّة يتناسب عكساً مع درجة الثـّقافة الإنسانيـّة وما يكتسبه الإنسان من حضارة متجذّرة .
على هذا فتأثير البيئة الثقافيـّة أشدّ وأبلغ بكثير من تأثير البيئة الجغرافيـّة ( الطـّبيعيـّة ) * بهذا نجد أنّ البيئة الثـّقافيـّة هي العامل الأساس في تكوين شخصيـّة الفرد وتحديد سلوكه وأنماط حياته * فلا يـُمكن تصوُّر إنسان لا يتمتـّع بقدر من الثـّقافة وإلاّ اعتبرناه مـُجرّد كائن عضويّ وحسب * وإذا ما تساءلنا عن دور العوامل الوراثيـّة نجده مـُقتصراً على انتقال صفات جسميـّة معيـّنة من الآباء للأبناء فلا نعتبرها الضـّامن الوحيد لتكوين الشـّخصيـّة *
أمـّا ثقافة الأطفال فتتأثـّر بجوانب أساسيـّة ، و للثـّقافة العامـّة دورها :
=/ 1 ً / في تكوين ثقافة الأطفال =/ 2 ً/ في تحديد أنماط سلوكهم =/ 3 ً / في عمليـّات نموّهم الحركيّ والعقليّ والانفعاليّ والاجتماعيّ = وممـّا هو أقلّ تأثيراً وأوهن شأناً فهو تحديد صفات جسميـّة ( وراثيـّة ) من الآباء للأبناء ونتـّفق على أنّ الإنسان يـُولد فرداً { أي كائناً عضويّاً } لا شخصاً يتمتـّع بمقوّمات الشـّخصيـّة ، فشخصيـّته ناتجة عن التـّأثيرات الثـّقافيـّة الكثيرة من حوله ، ولا بدّ له من اكتساب اللـّغة والأفكار والأهداف والقيم ...الخـ ... إذ لا بدّ للشـّخص وأن يـُشارك الآخرين في بعض خصائصهم الاجتماعيـّة إضافة إلى خصائصه ومميـّزاته الفرديـّة ، إذن يـُمكن لنا تعريف الشـّخصيـّة على أنـّها :
{ = أسلوب عام منظـّم نسبيـّاً لنماذج السلوك والاتـّجاهات والمعتقدات والقيم والعادات والتـّعبيرات =}
وذلك في مجمله محصـّلة لما سبق وأن اكتسبه الشـّخص من خبرات في بيئته الثـّقافيـّة من خلال تفاعل اجتماعيّ مباشر ، وعليه فالشـّخصيـّة وليدة الثـّقافة لنقول هنا:
{= إنّ ثقافة الطـّفل مـُكتسبة بفعل تفاعله مع بيئته بالاتـّصال المباشر ، فتتـّخذ صيغة تطبعها بها جملة المؤثـّرات الثـّقافيـّة ، أي أنـّها تتحدّد بفضل ما يكتسبه الطـّفل من عناصر الثـّقافة الاجتماعيـّة العامـّة . فالبيئة الثـّقافيـّة تـُبـَلورُ شخصيـّة الطـّفل بتهيئتها أسباب نموّ الشـّخصيـّة من خلال نسق من العناصر المميـّزة للطـّفل لتبدو شخصيـّته صورة مقابلة للثـّقافة التي نشأ في أحضانها =} ومن خلال تكوين شخصيـّة يتمّ انصهار العناصر الثـّقافيـّة التـّكوينيـّة لتشكيل وحدة وظيفيـّة متكاملة لنقول هنا : {=إنّ الطـّفل صنيعة الثـّقافة إلى حدّ بعيد =} ، إلاّ أنّ الثـّقافة لا تصنع شخصيـّات متطابقة تمام التـّطابق ، وإنما تتشارك فيما بينها بمجموعة من العناصر والسـّمات ، وتؤكـّد بعض الأبحاث والدّراسات على أنّ السـّنوات الخمس الأولى من عمر الطـّفل هي الفترة الأكثر خصوبة وأهمـّيـّة بحيث تنجم عنها الملامح العامـّة لشخصيـّته ، كما أنّ السـّمات الثـّقافيـّة تدخل في كيانه بحيث يصعب { وقد يستحيل } تغيير البعض منها ، عليه فإنّ مرحلة الطـّفولة حاسمة ما يفرض التـّركيز بشدّة لبناء شخصيـّات الأطفال بشكل متين وسليم وواعد