إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر خليل مردم بك وحكاية النشيد السوري وتلميذه الشاعر نزار قباني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر خليل مردم بك وحكاية النشيد السوري وتلميذه الشاعر نزار قباني

    الشاعر الراحل المبدع
    خليل مردم بك

    النشيد الوطني السوري


    حكاية النشيد الوطني السوري


    كان هنالك إجماع على اختيار كلمات الشاعر خليل مردم بك ككلمات لنشيد الوطن، ولكن في عام 1938 أعلنت الحكومة السورية عن مسابقة لاختيار لحن لـ «حماة الديار» وشُكّلت لجنة خاصة لهذا الغرض فتقدم لهذه المسابقة عدد كبير من الملحنين، حيث قارب عددهم الستين ملحناً وكان من قائمة المتقدمين، الأخوان أحمد ومحمد فليفل من بيروت، وعلى ما يبدو لم يرق ذلك اللجنة.
    وأمام رفض اللجنة استقبالهما لم يجدا من سبيل إلا اللجوء إلى السيد فارس الخوري الذي كان رئيساً لمجلس النواب السوري آنذاك حيث شكيا له اللجنة وردة فعلها، فطلب منهما سماع اللحن الذي أعجبه، وعلى ما يبدو فإن «الواسطة» لم يكن لها ذلك التأثير، لذلك لم يشأ فارس الخوري التدخل بعمل اللجنة بل طلب من الأخوين فليفل تعليم أطفال المدارس اللحن كنشيد وطني عادي لا كنشيد رسمي، وبهذه الطريقة انتشر النشيد واللحن على كل لسان وظل الأمر على حاله حتى انعقاد اجتماع سان فرانسيسكو الذي بحث استقلال سورية، حيث مثل سورية فيه فارس الخوري (قصة جلوسه على كرسي المندوب الفرنسي معروفة) وفي ذاك الاجتماع تم إقرار حق سورية في الاستقلال، ومن هناك أعلن فارس الخوري، أن النشيد الوطني الرسمي لسورية سيكون «حماة الديار»، ألحان الأخوين فليفل. وأثناء العرض العسكري الذي أقيم احتفالاً بالجلاء لجيشنا الفتي عام 1946، كانت مكبرات الصوت تذيع النشيد الوطني بلحن الأخوين فليفل.‏
    كلمات النشيد الوطني السوري

    حُمــاة الدّيــارِ عليكم سلام أبت أن تذِلَّ النّفــوسُ الكرام
    عرين العـــروبة بيتٌ حَرام وعرش الشّموسِ حِمىً لا يُضام
    ربوع الشــّـآمِ بروجُ العُـلا تُحاكي السّماءَ بعـــالي السَّنا
    فأرضٌ زهتْ بالشّموسِ الوِضا سماءٌ لَعَمْـــرِكَ أو كالسَـما
    رفيفُ الأماني وخَفقُ الفــؤادْ على علَمٍ ضـمَّ شَمْلَ البــلادْ
    أما فيهٍ منْ كُلِّ عينٍ ســـوادْ ومن دمِ كُلِّ شَــهيدٍ مِــداد؟
    نفــوسٌ أُباةٌ وماضٍ مجيــدْ وروحُ الأضاحي رقيـبٌ عَتيـدْ
    فمِنّـَا الوليـدُ ومِنّـَا الرَّشيـدْ فلـِمَ لا نَسـودُ ولِـمْ لا نُشيدْ؟


    ما من تلميذ أعظم من معلّمه


    يذكر الشاعر الراحل نزار قبانيأثر أستاذه الراحل الشاعر خليل مردم بك فيقول: « إنه لمن نعمة الله عليَّ وعلى شعري معاً، أن معلم الأدب الأول الذي تتلمذت عليه، كان شاعراً من أرق وأعذب شعراء الشام، وهو الأستاذ خليل مردم بك. هذا الرجل ربطني بالشعر منذ اللحظة الأولى، حين أملى علينا في أول درس من دروس الأدب مثل هذا الكلام المصقول كسبيكة الذهب: إن التي زعمتْ فؤادكَ ملَّها خُلقت هواك كما خُلقتَ هوىً لها، منعتْ تحيّتَها فقلتُ لصاحبي ما كان أكثرها لنا.. وأقلَّها. واستمر خليل مردم يقطف لنا من شجرة الشعر العربي عشر زهرات جديدة في كل درس من دروسه، حتى كانت ذاكرتنا الشعرية في نهاية العام بستاناً يموج بالأخضر، والأصفر، والأحمر. لقد جنَّـبَنا هذا الشاعر الكبير، بذوقه المترف وإحساسه المرهف، السير على حجارة أكثر الشعر الجاهلي، ونباتاته الصحراوية الشائكة، ودلنا على طرقات ظليلة، وواحات في الشعر العربي، أنستنا متاعب الرحلة. ومن حسن حظي، أنني كنت من بين التلاميذ الذين تعهدهم هذا الشاعر المفرط في حساسيته الشعرية، وأخذهم معه في نزهاته القمرية، ودلَّهم على الغابات المسحورة التي يسكن فيها الشعر. إنني أدين لخليل مردم بك، بهذا المخزون الشعري الراقي الذي تركه على طبقات عقلي الباطن. وإذا كان الذوق الشعري عجينة تتشكل بما نراه، ونسمعه، ونقرؤه في طفولتنا. فإن خليل مردم كان له الفضل العظيم في زرع وردة الشعر تحت جلدي، وفي تهيئة الخمائر التي كوَّنت خلاياي وأنسجتي الشعرية».

    الخاتمة


    توفي الشاعر العظيم خليل مردم بك في دمشق، في 21 تموز 1959، ودفن في مقبرة الباب الصّغير، بجوار محمد كرد علي، ومعاوية بن سفيان، وبقيت شلاّلات شعره ورذاذها، تبلّل شجر الياسمين، النّوافذ، الأحياء العتيقة، والشّرفات الخشبية الدّمشقية، شلاّلات تعشق الصّعود إلى العلا.

    مؤلّفاته


    ـ ديوان خليل مردم بك، طبع عام 1960 بعد وفاته.
    ـ شعراء الشام في القرن الثالث الهجري (العتابي، ديك الجن الحمصي، أبو تمام، البحتري).
    ـ شعراء الأعراب، 1978، وقد ضمّ أربعين شاعراً من شيوخ العربية وروّاد فقه اللغة، منــهم:النابغة الشيباني، مالك بن الريب، بيهس الجرمي، أبو نخيلة، جرير، مزاحم العقيلي، ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية وأم يزيد.
    ـ الشعراء الشاميون: ضم هذا الكتاب سبعة من شعراء الشام الذين عاشوا في عصـــور مختلفة: الطرماح بن عدي، ابن حيوس، ابن الخياط، ابن عنين، عبد الملك بن عبد، الرحيم الحارثي، الوليد بن يزيد، عدي بن الرقاع.
    ـ سلسلة أئمة الأدب العربي: صدر منها : الجاحظ، إبن المقفّع، إبن العميد، الصاحب، الفرزدق.
    ـ دمشق والقدس في العشرينات : ضم مجموعة من المقالات التي نشرها الصحف والمجلات في عشرينات القرن الماضي .
    ـ الشاعر أبو نواس .
    ـ الشاعر ابن الرومي.
    ـ يوميات الخليل.
    ـ رسائل الخليل الدبلوماسية.
    ـ محاضرات الخليل في الإنشاء العربي.
    ـ جمهرة المغنين.
    ـ الأعرابيات.


    المصادر


    ـ مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر.
    ـ موقع المعرفة.
    ـ موقع نزار.
    - موقع شاميات.
    ـ الموقف الأدبي.
    ـ اتحاد كتاب العرب.
    ـ جريدة زمان الموصل.
    ـ المعرض الإلكتروني العربي الأول للناشرين والمؤلفين.
    ـ مواقع إلكترونية.
    - موقع إكتشف سورية الإلكتروني .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ



يعمل...
X