تويت
مصافحة..هكذا تكلم وطار.. في خمس مجلدات
بقلم بلقاسم بن عبد الله
لكل يوم كتاب.. لعله شعار وزارة الثقافة ضمن فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث وعدت هذه المرة بالوصول إلى رقم 365 عنوان بعدد أيام السنة، لتشمل العناوين المحظوظة المختارة شتى مجالات دنيا الأدب والفكر والفقه والعلم، ويربطها خيط رفيع متين بجوهرة المغرب العربي.
ومن خلال الاطلاع ومتابعة مستجدات الكتب المتميزة التي ظهرت حتى اليوم،ومعظمها لم توزع بشكل عادل عبر أرجاء الوطن، وقع اختياري على عنوان هام هو: هكذا تكلم الطاهر وطار، من إعداد الأديب الدكتور علي ملاحي أستاذ الأدب الجزائري بالجامعة المركزية. يقع هذا الكتاب القيم في أربع مجلدات فخمة و فاخرة، داخل علبة أنيقة جميلة، ويمتد عبر أزيد من ألفي صفحة من الحجم الكبير، ويعتبر أهم وأكبر الكتب الجادة والجيدة التي صدرت سنة 2011 ضمن فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.
وأهمية هذا الكتاب التذكاري عن فقيد أدبنا الجزائري الحديث، تنبع من تخليده بعد مرور شهور من وفاته في 12 أوت 2010 ليترك فراغا عميقا في الساحة الثقافية.
وهذا الكتاب المتميز عبارة عن مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات والحوارات والشهادات في شكل مقامات نقدية و حوارات مختارة، قام بجمع و اختيار وإعداد مادتها الأساسية الدكتور علي ملاحي، وقد ساهمت فيه عدة أقلام جزائرية و عربية من كتاب وباحثين و إعلاميين تناولوا أعماله الروائية و القصصية بالنقد والدراسة، بالإضافة إلى مختارات من الحوارات التي أجريت معه و نشرت في صحف و مجلات مختلفة.
يفتتح الأستاذ علي ملاحي الجزء الأول بإهداء مرفوع إلى روح الراحل عمي الطاهر “تحية محبة و وفاء و امتنان ” و إلى أبناء الجاحظية و أسرة الفقيد.
و الكتاب بأجزائه الأربعة مصنف في شكل مقامات، كما اختار لها الكاتب هذه التسمية التي توحي بمنزلة الرجل و المقام الرفيع الذي كان يعتليه في الساحة الأدبية و الثقافية. و من الأسماء المساهمة على سبيل الذكر لا الحصر: واسيني الأعرج، أحمد منور،عبد الحميد بورايو، مصطفى فاسي، عبد المالك مرتاض،بلقاسم بن عبد الله، عبد القادر بوزيدة، بشير خلف، محمد بغداد،الحبيب مونسي، سعيد موفقي، بشير ضيف الله.. إلى جانب أدباء المشرق مثل: صلاح فضل، جابر عصفور، عبد الله ابو هيف.. وغيرهم.
وفي انتظار توزيع عادل لهذه المجلدات المطبوعة عبر أنحاء وطننا العزيز، يعكف الدكتور علي ملاحي حاليا على إعداد الجزء الخامس من كتابه، ليتدارك ما فاته من كتابات منسية، ومن بينها دراسة مطولة عن رائد القصة النضالية في الجزائر بقلم الكاتب الصحفي: بلقاسم بن عبد الله سبق لجمعية الجاحظية أن أعادت نشرها في مجلتها التبيين، بعددها التذكاري الضخم الذي يحمل رقم 25 لسنة 2010 وقد مهدت المجلة بكلمة ورد فيها: سبق أن نشرت هذه المقالة المطولة بجريدة الشعب بتاريخ 04 سبتمبر 1970 وأذيعت في حصتين من برنامج دنيا الأدب بالإذاعة الوطنية في نفس الفترة، وقد استأثرت وقتئذ طوال شهرين باهتمام عدد من الأقلام البارزة.
فما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه الكتب الجيدة النفيسة لتدعيم مكتبتنا الوطنية وإثراء رصيد أدبنا الجزائري الحديث،خاصة ونحن نتأهب للاحتفال بنصف قرن من الحرية والسيادة.